لم يكن الامر مستغربا ولا مفاجئا للعديد من ابناء الشعب العراقي في ان البرلمان هو من يضع العصي في عجلة الاصلاح المنشود الذي يتمناه المواطن وخرج لا جله بمظاهرات عارمة لم يسبق لها مثيل ,واخرها هذه المتناقضات فبالأمس " اضرب بيد من الحديد وفي اليوم التالي يسحب التفويض.؟, وثمة امر لابد ان نشير له حتى نكون مهنيون حياديون في الطرح " ان الاجماع والرضا الذي حصل علية العبادي لم ولن يحصل علية اي سياسي قط واقلها في التاريخ العراق المعاصر لابل حتى في العهود الماضية فحتى حكومة الامام علي بن ابي طالب –ع –العادلة لم تجد هذا التفويض.
تفويض شعبي عارم, موافقة برلمانية ,اجماع حكومي , يقابلها رضاَ منقطع النضير من قبل المرجعية , ودعوات من الادباء والكتاب وكافة المثقفين كسرت صمتهم , ولكن ما حصل هو ان الاصلاحات تسير ببطء ابط من سير السلحفاة في طريق يعج بالسيارات الثقيلة التي لا تميز بين صغير ولا كبير .
فعلى الرغم من هذه التفويضات . وهذا ما أؤشر وما او أخذ على العبادي كونه غير حازم من جهة , او ان يداه لم تكن مطلقة للحد الذي يجعلها تضرب المفسدين او ان تجري الاصلاح المنشود. كون بعض الكتل لا تبدو منسجمة مع الاصلاح اصلاَ., وموافقتها لا تعدو سواء ذر الرماد في العيون , والنتيجة هو ان البرلمان ذو الطبائع المتناقضة نقض العهد وسحب التفويض وترك الامر لمن يهمه الامر.!؟
ان الوضع يزداد تعقيدا يوما بعد اخر وربما نجحت الكتل السياسية في استيعاب الشارع الساخط على البرلمان والحكومات السابقة بموافقتها غير المشروطة على اي اصلاح تقدمة "الحكومة او البرلمان وماهي الا ايام حتى استطاعت ان تمتص غضب الجماهير وتعود به الى المربع الاول برفضها التفويض الذي عللته بان مخالفا للدستور متناسية انهم اول من خرق الدستور في عملية سياسية بنيت على المحاصصة وتقسيم الكعكة.
قد اعلنت البعض من الكتل السياسية صراحة رفضها الاصلاحات كون جمهورها "الارستقراطي الذي انتخبها هو المستهدف فأصحاب الدرجات الخاصة والوكلاء والمدراء هم اليوم في دائرة الاتهام وهم المتهمون بالثراء الفاحش ,ناهيك عن جيش كبير من الموظفين الفضائيين او الدوائر الخاصة التي منحت رواتبا ومخصصات ما نزل الله بها من سلطان فقد تحدث بعض النواب في اللجان المالية عن مخصصات لبعض الدوائر وصلت الى600% فأي دوائر هذه ومن منح تلكم الامتيازات يا ترى؟ مؤكد ان الاصلاح سوف لن يترك تلك الحيتان تتغذى على صغار الاسماك في بحيرة العراق.
البعض اعتبر قرارات العبادي التي الغى بموجبها نواب الرئيس واضاف اليها قرار السلم الجديد لرواتب الموظفين بمثابة القشة التي قصمت ظهر الاصلاحات وبالتالي قصمت ظهر العبادي وسحبت التفويض ووضعت الاغلال في عنقه وقيدت يده مرة اخرى محاولة منها لا بعادة رسميا خارج اللعبة.
وربما هذا ما تحمله سماء كردستان من بشائر مع بداية موسم شتوي عاصف يلوح بالأفق فقد تناقلت الاخبار اليوم عن امكانية "ولادة تحالف جديد يجري الاعداد له في مطابخ كردستان وعلى نار هادئة في اجواء ممطرة تجتاح الشمال هذا التحالف والتكتل الجديد هو ذاته القديم الجديد لكن راس الهرم قد اختلف فقيادته ستكون لعلاوي الخاسر الاكبر من العملية السياسية ومسعود الباحث عن انجاز يشد به ازرة ويرضي به الكرد بعد ما تضيق الخناق علية من جهة وبين السيد الحكيم الذي اعلن زيارته لكردستان كانت لتوحيد صفوف الكرد لمواجهة الارهاب واهمية ظهور الكرد ككتلة واحدة .وقد تبع زيارة الحكيم سليم الجبورى حتى لايكون خارج اللعبة فيما يجمع المالكي الفصائل المسلحة محاولة منه لإظهاره بموقف كبير يليق بمقامه.. وفي ظل هذه الزوبعة يبقى العبادي منتظرا الفرج......!؟
مقالات اخرى للكاتب