أولا :
لوائح بطولة الخليج لا تسمح بسحب البطولة من دولة ونقلها الى دولة أخرى قبل أكثر من عام على موعد اقامتها، وما فعله رؤساء اتحادات دول الخليج في الاجتماع الذي عقدوه في المنامة والذي قرروا فيه منح "مهلة" شهرين للعراق ليست "منة" على العراقيين، كما أراد تصويرها رؤساء اتحادات دول الخليج.
ثانيا :
مَن يعتقد أن لا علاقة بين السياسة والرياضة فهو أما أن يتغافل عن هذه الحقيقة، أو أنه لا يفقه أي شيء، لا في السياسة ولا في الرياضة. هناك أمثلة عديدة تؤكد هذه الحقيقة، لكنني أسوق بعضها هنا وأبدأ بقضية عدم موافقة أندية ومنتخبات الدول العربية خوض مباريات رسمية، أو ودية مع المنتخبات الاسرائيلية. كذلك عدم السماح للمنتخبات العراقية بالمشاركة في البطولات العربية والآسيوية بعد احتلال النظام الصدامي لدولة الكويت في العام 1990، وأيضا جميعنا يتذكر مقاطعة المعسكر الغربي بقيادة أمريكا لبطولة أولمبياد موسكو.
نسوق هذه الأمثلة للتأكيد على أن مكان اقامة بطولة خليجي 22 سيحدده الموقف السياسي بين العراق من جهة، ودول الخليج من جهة أخرى، وليس البنية التحتية للملاعب في البصرة، أو غيرها من الذرائع الأخرى.
أشرنا الى ذلك قبل بطولة خليجي 21، التي كان مقررا لها أن تقام في البصرة، حيث أكدنا على أن البطولة لن تقام في البصرة بسبب العلاقات السياسية المتوترة بين العراق وبعض الدول الخليجية كقطر والسعودية والبحرين وقد نقلوها الى البحرين فعلا، وهو الأمر الذي سسيحصل حتما في هذه البطولة، إذ بانت أوراق المؤامرة السياسية الجديدة على البصرة في اجتماعهم الأخير الذي عقد في المنامة لتحديد مصير بطولة خليجي 22 والذي تم فيه منح العراق "المهلة الوهمية" حتى الخامس من شهر تشرين الأول القادم.
هذا القرار هو نفسه الذي اعتمده رؤساء اتحادات دول الخليج لنقل البطولة السابقة من البصرة الى المنامة، لكن الاختلاف هذه المرة يكمن في الفقرة الأخيرة منه، إذ كانت نهايته " لذا قرر رؤساء الاتحاد الخليجية نقل البطولة من البصرة الى المنامة، أما الآن فأصبح " قرر رؤساء الاتحادات منح البصرة المهلة الزمنية اللازمة". ونحن على يقين تام أن العبارة ستعود الى أصلها في الخامس من شهر تشرين الأول مع تغيير في مكان اقامة البطولة، إذ ستكون " لذا قرر رؤساء الاتحاد الخليجية نقل البطولة من البصرة الى جدة".
ثالثا:
لا يحتاج المرء، مهما كانت درجة وعيه، الى تفسير " المهلة " التي منحت للعراق الا كونها ذر للرماد، فالقرار القادم، المتخذ أصلا من طرف اتحادات دول الخليج، أو بعبارة أدق، من حكام دول الخليج، هو نقل البطولة من مدينة البصرة العراقية الى مدينة جدة السعودية.
السؤال الأخير : ما دمنا نعرف هذه الحقيقة، نعني حقيقة نقل البطولة لدوافع سياسية فلم نقبل الانتظار الى الخامس من شهر تشرين الأول؟
الجواب هو : بعضنا يتأمل أن تتدخل الحكومة العراقية للضغط على حكومات دول الخليج، وهذا لن ينفع، ان حصل أصلا، وبعضنا يتأمل في أن يفلح بعض " الأصدقاء " من رؤساء اتحادات دول الخليج في الضغط على " الأعداء " من رؤساء اتحادات دول الخليج لتغيير موقفهم خلال مدة المهلة، وهذا لن ينفع أيضا استنادا الى الشعار العربي " أنا وابن عمي على الغريب"، والغريب هنا العراق طبعا، وبعضنا ينتظر اكمال البنية التحتية للمدينة الرياضية في البصرة حسب طلب رؤساء اتحادات دول الخليج، وهذا لن ينفع أيضا حتى لو تغيرت البنية التحتية في مدينة البصرة كلها، وليس المدينة الرياضية، وأصبحت في حال أفضل من حال مدينة لندن، أوباريس، أو روما، أو نيويورك، فلن يتغير القرار الذي سيصدر في الخامس من شهر تشرين الأول لأنه قد أتخذ من قبل حكومات دول الخليج قبل أن تضع الحكومة العراقية أول طابوقة في المدينة الرياضية في البصرة، وهو الأمر الذي يعلمه ناجح حمود !!!.
