لم يكن هناك أي خطأ في التصريح الذي أدلى به طارق أحمد أمين سر الاتحاد العراقي لكرة القدم بالوكالة حينما أكد على أن "بشرى سارة" سيزفها الاتحاد قريبا. لقد زفت البشرى، إذ أن القرار الذي اتخذه المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم في نهاية اجتماعه الذي عقد في زيوريخ مؤخرا بعدم موافقته على رفع الحظر المفروض على الملاعب العراقية هو البشرى السارة لناجح حمود وعبدالخالق مسعود وطارق أحمد وبقية أعضاء الاتحاد فالسفرات على الدرجة الأولى، المدفوعة الثمن، والفنادق الخمسة نجوم ستسمر الى أمد جديد .. وهل هناك أجمل من هذه البشرى؟!!.
لم يكن هناك أي خطأ بالتصريح فالقرار الجديد أتاح لأشقاء ناجح حمود حجة موثقة مصدرها الاتحاد الدولي لكرة القدم لنقل بطولة خليجي 22 من مدينة البصرة الى مدينة جدة. وهل هناك أثمن من هذا القرار في هذا الوقت بالذات؟!!. بالمناسبة، لقد كان من المقرر أن تجتمع اتحادات دول الخليج في الخامس من هذا الشهر وهو موعد انتهاء المهلة " الوهمية" التي منحتها هذه الاتحادات للعراق قبل شهرين، لكنهم أجلوا اجتماعهم، نعني قرار نقل البطولة الى يوم الثامن منه، أي بعد اجتماع الاتحاد الدولي لأنهم، جميعهم، كانوا يعلمون بقرار الاتحاد الدولي.
وبالمناسبة أيضا فأننا على يقين تام أن ناجح حمود كان يعلم بهذا القرار، لذا فانه اختار التوقيت المناسب لتقديم طلب رفع الحظر عن المباريات الودية الى الاتحاد الدولي. نعني بالتوقيت المناسب أي قبل اجتماع اتحادات دول الخليج لتحديد مصير مكان اقامة خليجي 22 كي تتحقق "الحجة " المناسبة لنقل البطولة الى مدينة جدة السعودية، ولو لم يكن الأمر كذلك لكان الأجدر به أن يفوت الفرصة على اتحادات الخليج من خلال تقديمه هذا الطلب في وقت آخر. أما إذا كان الأمر غير ذلك، إذ أن " بعض الظن اثم " فان ما حصل يؤكد على فشل ناجح حمود في ادارة هذا الملف فشلا ذريعا. لقد سافر حمود خلال الأسابيع الماضية الى بلدان عدة من أجل التأثير على شخصيات مهمة في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي واقناعها لمساعدة العراق في رفع الحظر عن الكرة العراقية ومنهم " الشقيق " المصري هاني أبو ريدة، و" الشقيق " الجزائري محمد روراوة، و " الشقيق جدا جدا جدا " سلمان ابراهيم آل خليفة الذي منح ناجح حمود صوت العراق له في انتخابات الاتحاد الآسيوي، لكنهم جميعا صوت لصالح عدم رفع الحظر، إذ جاء القرار بالاجماع.
نعتقد أن على حمود الآن الخروج كي يخبرنا بما حصل في الاجتماعات التي عقدها مع هذه الشخصيات، فهل وعدوه بالتصويت لصالح رفع الحظر، أم أنهم أبلغوه بوجهة نظرهم الرافضة لرفع الحظر، فان كانوا قد وعدوه بمساعدة العراق وأخلفوا فهو أمر يدلل على عدم احترام هذه الشخصيات لرئيس الاتحاد العراقي، وهو بذلك اثبت للجميع بأنه شخصية غير مؤثرة في المحافل العربية والقارية والدولية، أما إذا حصل العكس، أي أن " الأشقاء " رفضوا طلب المساعدة فكان عليه أن يسحب طلبه الذي قدمه للاتحاد الدولي في هذا التوقيت.
ما حصل بجميع خطوطه هو مؤامرة واضحة ضد اقامة بطولة خليجي 22 في العراق فمدينة البصرة ليست هي المقصودة. هذه المؤامرة تقودها العديد من الأطراف الخارجية والداخلية أيضا وقد بدأت أشكالها وأركانها واضحة قبل قرار نقل بطولة خليجي 21 الى البحرين، لكن الجهات المسؤولة في العراق تبدو عاجزة عن ايقاف المتآمرين، وهنا نذكر بموقفها من " المدلل " وليد طبرة الذي صرح علنا ضد اقامة البطولة في البصرة حينما حذر الخليجيين من " اليورانيوم " وهو من الأطراف المهمة العاملة في اتحاد ناجح حمود.