Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
النفط والامطار.. نقمة ام نعمة؟
الأحد, تشرين الثاني 8, 2015
عادل عبد المهدي

بسم الله الرحمن الرحيم

غرقت بغداد مرة اخرى بسبب الامطار الغزيرة.. وعانت المناطق الفقيرة، بل عموم مناطق بغداد ومدن اخرى في المحافظات من تدفق المياه واختلاطها بمياه المجاري واجتياحها البيوت والشوارع، بحيث ترك الكثير من الناس منازلهم ومناطقهم وتكبدوا خسائر كبيرة في ممتلكاتهم. فمعدل الامطار السنوية في بغداد، كما تشير البيانات، هو 104 ملم/سنة.. في حين سقط حوالي 84 ملم في الموجة التي جاءت نهاية تشرين الثاني، وحوالي نصفها في الموجة الثانية في بداية هذا الشهر. ومجاري بغداد قديمة.. ولم يتم المباشرة بمشاريع جديدة الا خلال السنوات الماضية بعد اهمال لعقود طويلة.. وفي الحقيقة فانه حتى مع انجاز هذه المشاريع فان بغداد كانت ستعاني، ولكن باقل مما عانته، لان طاقة تصريف المجاري الحالية قد صممت لكميات امطار اقل مما سقط خلال هذه الفترة. وان الكثير من اللوم الذي وجه لامينة بغداد غير منصف. فالسيدة لم تتول منصبها سوى قبل اشهر قليلة.. ومشكلة مياه بغداد مشكلة تراكمت عبر العقود ولم توضع لها الحلول المناسبة من قبل المسؤولين، كما ان الكثير من السلوك الاهلي -المبرر وغير المبرر- يعقد ويعمق المشكلة، كرمي النفايات، وطرق البناء العشوائية والتجاوز على المجاري. كما لا يساعد على حلها عمل الجهات الرسمية، كل في اختصاصه، بدون تنسيق مع الاطراف الاخرى.. فالشوارع باتت اعلى بكثير من مستوى البيوت، بسبب اعمال التعبيد والارصفة.. بل ان الشوارع نفسها، بدل ان تساعد بتصريف المياه بدراسة واستغلال انحداراتها نحو الانهار او نحو خزانات اصطناعية، لاستخدامها في اوقات الشحة، باتت هي نفسها بركاً حقيقية للمياه. فالمياه تقتل مدننا، عندما تأتي بغزارة في شتاء بعض السنين.. وتموت مدننا عطشاً في الصيف. واننا جميعاً يجب ان نشعر بالمسؤولية.. مسؤولون سابقون وحاليون.. اجيال سابقة وحالية.. لا ان يتنصل كل منا ليحمل الاخر المسؤولية.
بلحاظ ذلك ورغم الحقائق والمفارقات، سيكون من المفيد اجراء مقارنة بين الامطار والنفط. صحيح ان كلاهما نعمة من السماء.. وصحيح ان العراق يستطيع ان يستثمر كلاهما ليرتقي بنفسه لاعلى المراتب. لكن عندما يتحول النفط الى مجرد اموال سهلة تأتي من الخارج، لتبني دولة ريعية استهلاكية تسيء ادارة الامور، همها الهيمنة على المواقع عبر حزب وفرد واحد، او عبر المحاصصات والاقطاعات الادارية والمافيات والفساد، فتحتكر المصالح وتقف حجر عثرة امام القطاعات الحقيقية للاقتصاد الوطني، فتعطل بدورها حركة المجتمع ودورته وفعالياته، وتضخ فيه عوامل الفساد والكسل والترهل، عندها يتحول النفط الى نقمة، وهو ما يتطلب وعياً جمعياً كاملاً، ووعياً تشريعياً عميقاً، وفهماً مالياً واقتصادياً يختلف كليا عن المباني الحالية المعجونة عجناً في تفكيرنا وثقافاتنا وادارياتنا، ليتجاوز النفط دوره الحالي في تغطية موازنات الدولة، خصوصاً موازناتها التشغيلية، ليلعب دوره الاساس في الاعمار والبناء.. اما الامطار فهي نعمة ايضاً، وقد تتسبب بكوارث عظيمة كما حصل مؤخراً في بغداد، ومناطق اخرى، ان لم نتهيء لاستقبالها والاستفادة منها.. لكن الامطار خلاف النفط لا تبني دولة ريعية.. بل تضع الناس، كل الناس، امام مسؤولياتهم.. فتسقي اراضي العراق كلها، وتحول صحاريه الى مراع، وتخفف العواصف الرملية، وتحسن نوعية المياه، وترفع مناسيب المياه الجوفية وفي الخزانات.. اي تتولى بكفاءة وباقل التكاليف ما كان علينا القيام به لاصلاح الكثير من اوضاعنا.
نتمنى ان توفق البلاد لاستثمار النفط والامطار.. لكننا لو خيرنا بينهما.. فانني ساكون اول من يختار الامطار.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47513
Total : 101