Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
ظاهرة الفساد
الثلاثاء, نيسان 9, 2013
د. جميل عبدالله

 

يختلف احد على ان كافة المجتمعات في الشرق والغرب تحتوي على قدر معين من الفساد . اذ لا يوجد على وجه البسيطة ذلك " المجتمع الفاضل " الذي يخلو تماما من الفساد والمفسدين . ولكن القضية التي تشغل بال المجتمع العراقي هذه الأيام , ليست بالتحديد وجود قدرٍ ما من الفساد في معاملاتنا اليومية بل حجم الفساد واتساع دائرته وتشابك حلقات وترابط آلياته بدرجة لم تسبق لها مثيل من قبل , مما يهدد مسيرة التنمية ومستقبل مجتمعنا العراقي في الصميم . ولعل ما أفصحت عنه بعض وقائع قضايا الفساد المالي والاداري خلال السنوات الأخيرة في العديد من الدوائر والمؤسسات الحكومية , يدل على مدى تغلغل قيم الفساد وممارساته في كافة نواحي حياتنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإدارية .

وما يهمنا  التأكيد عليه في هذه الورقة المختصرة هو ان الفساد له آلياته وإثارة الانتشارية ومضاعفاته التي تؤثر في نسيج المجتمع العراقي وسلوكيات الأفراد وطريقة أداء الاقتصاد , وتعيد صياغة " نظام القيم "

وضع البنك الدولي تعريفا للأنشطة التي تندرج تحت تعريف الفساد على النحو التالي : " إساءة استعمال الوظيفة العامة للكسب الخاص , فالفساد يحدث عادةٍ عندما يقوم موظف بقبول او طلب او ابتزاز رشوة لتسهيل عقد او اجراء طرح لمناقصة عامة , كما يتم عندما يقوم وكلاء او وسطاء لشركات او إعمال خاصة بتقديم رشاوى للاستفادة من سياسات او اجراءات عامة للتغلب على منافسين , وتحقيق ارباح خارج اطار القوانين المرعبة . كما يمكن للفساد ان يحدث عن طريق استغلال الوظيفة العامة دون اللجوء الى الرشوة وذلك بتعيين الأقارب او سرقة اموال الدولة مباشرة " .

ويشير هذا التعريف الى آليتين رئيسيتين من آليات الفساد :

1-    إلية دفع الرشوة والعمولة المباشرة الى الموظفين والمسئولين في الحكومة , وفي القطاعين العام والخاص لتسهيل عقد الصفقات , وتسهيل الأمور لرجال الأعمال والشركات الأجنبية . وهو ما يسمى تاريخيا في العراق ب " البرطيل " .

2-    وضع اليد على " المال العام " والحصول على مواقع متقدمة للأبناء والأصهار والأقارب في الجهاز الوظيفي , وفي قطاع الأعمال العام والخاص .

وهذا النوع من الفساد يمكن تسميته ب " الفساد الصغير " وهو مختلف تماما عما يمكن تسميته ب " الفساد الكبير " المرتبط بالصفقات الكبرى في عالم المقاولات , تجارة السلاح , والحصول على التوكيلات التجارية للشركات الدولية الكبرى المتعددة الجنسية . وما الى ذلك من ممارسات . ويحدث مثل هذا " الفساد الكبير " عادة على المستويين السياسي والبيروقراطي , مع ملاحظة ان الاول يمكن ان يكون مستقلاً  , بدرجة او بأخرى , عن الثاني , او يمكن ان تكون بينهما درجة عالية من التداخل و التشابك . اذ عادة ما يرتبط  " الفساد السياسي " بالفساد المالي حين تتحول الوظائف البيروقراطية العليا الى ادوات , للاثراء الشخصي المتصاعد .

وقديما تحدث ابن خلدون في مقدمته الشهيرة عن " الجاه المفيد للمال " وكأنه يقرا واقع مجتمعنا المعاصر , اذ يرى ابن خلدون ان المال تابع للجاه والسلطة , وليس العكس , كما حدث في بعض البلدان الغربية اثناء عملية التطور الرأسمالي . واذا كان البعض يكونون الثروات , ويحققون التراكم المالي من خلال " التجارة " , فقد اشار ابن خلدون الى الاحوال الكثيرة التي تختلط فيها " التجارة " " بالإمارة " . اذ يكتسب البعض , من خلال المنصب والنفوذ الإداري ,  في اعلى المراتب من مراتب جهاز الدولة أوضاعا ً تسمح لهم بالحصول على المغانم المالية وتكوين الثروات السريعة , وتكون عادة ً بمثابة  " ريع المنصب " .

ولعل تلك الخصائص لعمليات التراكم المالي ( وليس الإنتاجي ) من خلال المواقع والمناصب الوظيفية العليا , ميزت العديد من بلدان العالم الثالث , وهي التي وقعت عالم الاجتماع الفرنسي الرموق ( بيير بورديو )  الى صك مفهوم " رأس المال الرمزي " ليقابل به " رأس المال المادي "  الملموس والمتعارف عليه , فهؤلاء الذين يقضون على مقاليد ومكونات  " رأس المال الرمزي " في ثنايا هيكل السلطة , لهم دور مهم في أعادة  " انتاج الفساد " في العديد من بلدان العالم الثالث , وسد الطريق امام عمليات " التراكم الانتاجي " .

لعل هذا النوع من الممارسات يلقي بظلاله على مدى كفاءة اداء " اليات السوق " في بلادنا , حيث يصعب وضع الحدود الفاصلة بين " التجارة " و " الإمارة " . ولعلنا نشهد هذه الايام في العديد من بلدان العالم او بالاحرى البلدان العربية استعداد نفر ٍ من رجال الإعمال  " النشيطين اقتصاديا " للانتقال المعاكس من مواقع " الإدارة " والجاه الإداري والسياسي , تحت شعارات براقة تبدو ذات طابع " إصلاحي وانفتاحي "  .

لعل اخطر ما ينتج عن ممارسات الفساد والإفساد هو ذلك الخلل الجسيم الذي يصيب أخلاقيات العمل وقيم المجتمع , مما يؤدي الى شيوع حالة ذهنية لدى الإفراد تبرر الفساد وتجد له من الذرائع ما يبرر استمراره , ويساعد في اتساع نطاق مفعوله في الحياة اليومية , اذ نلاحظ ان  " الرشوة " و " العمولة " و " السمسرة " أخذت تشكل تدريجيا مقومات نظام الحوافز الجديد في المعاملات اليومية , الذي لا يجاريه نظام اخر .

وعندما تتفاقم مضاعفات الفساد , مع مرور الزمن , تصبح  " الدخول الخفية " الناجمة عن الفساد والإفساد هي الدخول الأساسية التي تفوق أحيانا في قيمتها " الدخول الاسمية " مما يجعل الفرد يفقد الثقة في قيمة " عمله الأصلي " وجدواه , وبالتالي يتقبل نفسيا ً فكرة التفريط التدريجي في معايير اداء الواجب الوظيفي والمهني والرقابي . فيتم تعلية العمارات بلا " تراخيص " وبلا " ضوابط " ويتم تسليم المباني والإنشاءات من دون ان تكون مطابقة للمواصفات ويتم غش المواد الأساسية . ويجري تهريب السلع للاتجار بها في السوق السوداء , ويتم التعدي على أراضي الدولة بالاغتصاب والإشغال غير القانوني . وفي غمار كل هذا يفقد القانون هيبته في المجتمع , لان المفسدين يملكون تعطيل القانون , وقتل القرارات التنظيمية في المهد . وعندما يتأكد للمواطن العادي , المرة تلو المرة , ان القانون في سبات عميق , وان الجزاءات واللوائح لا تطبق ضد المخالفات الصريحة والصارخة لا من المجتمع الاقتصادي والاجتماعي , فلا بد للمواطن العادي من ان يفقد ثقته في هيبة القانون في المجتمع وسلطاته ... وتصبح مخالفة القانون هي الأصل واحترام القانون هو الاستثناء . وهكذا عندما تضييع الحدود الفاصلة بين " المال العام " و " المال الخاص " ويتم الخلط المعتمد بين " المصلحة العامة "  و " المصلحة الخاصة " , تنهار كل الضوابط التي تحمي مسيرة المجتمع من الفساد . وتتآكل كل القيم والمثل التي تعلي من شأن الصالح العام .

 من المفيد استحداث اليه للكشف عن ممارسة الفساد في المجتمع العراقي بشكل دوري . على غرار مراصد " حقوق الانسان " . اذ ان هناك عناصر رئيسة تشكل جوهر " صناعة الفساد " يجب ان تسهر هذا المراصد على متابعتها ورصدها بشكل دوري .

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.49873
Total : 101