المسافة بين الحلم والحقيقة تتقلص كل يوم شيئا فشيئا في مدن اقليم كوردستان العراق والآمال لم تعد مجرد احلام غارقة في الغيب. والحياة ازدهرت باللون والضوء والرغبة في نسج قصة حب دائم مع الارض والانسان والمستقبل .
ثمة ارقام واحصاءات تدعم هذا الواقع وليس الخطب والكلام والمزاعم وهذا هو مثار الاعجاب..فالحياة في مدن الاقليم تتغير وتتطور وتسرع نحو الغد الاجمل. ففي وقت لانسمع في بقية انحاء العراق سوى اصوات المفخخات وسقوط الشهداء بأيدي قوى الظلام والارهاب ونتعايش مع اللاأمن واللااستقرار ونقص الخدمات المزمن والصراعات السياسية والمهاترات وتبادل الخطب الرنانة التي لا تسمن ولاتغني من جوع. نجد قناديل الضوء تشتعل في اربيل والسليمانية ودهوك وتتعالى بشائر الخير.
تقول الارقام ان في الاقليم الان اكثر من (12) الف مدرسة بعد ان كانت (700) فقط, وثمة (11) الف مستوصف ومستشفى ومركز طبي بعد ان كانت (500) فقط في الماضي , وهناك اربعة ملايين خط هاتف .
اما على مستوى الطفرة التعليمية والعلمية فالأرقام تشير الى وجود (17) جامعة حكومية واهلية , وهناك (2000) طالب يدرسون في جامعات اوروبية العريقة ذات المستوى العلمي الرصين ويصرف لكل طالب (5000) الاف دولار اذا كان اعزباً و(7000) الاف دولار بالنسبة للمتزوجين, اما اللغة الانكليزية فأنها باتت تدرس منذ الصف الاول الابتدائي وبذلك ستصبح هذه اللغة العالمية بعد سنوات قليلة منتشرة في الاقليم الى حد كما عبر احد المسؤولين ان الاقليم لن يعود بحاجة الى مترجمين للغة الانكليزية .
وعلى المستوى الاعلامي وثمة انعطافاً تغييريًا كبيرا سيكون له ابلغ الاثر على تعميق الواقع الديمقراطي في الاقليم لا سيما في ظل تزايد عدد المنابر الاهلية التي تلعب دورا مؤثرا حيث يوجد في الاقليم (876) اصدار دوري تتراوح بين الصحف اليومية والاسبوعية والمجلات الاسبوعية والشهرية والفصلية, وهي اما سياسية او ثقافية عامة او متخصصة بشؤون المرأة والطفل والمجالات العلمية والاجتماعية والرياضية المتنوعة, والصحافة المتنوعة جزء حيوي هام في العصر الراهن.
وقد حقق الاقليم طفرة نوعية في مجال وفيات الاطفال لتنخفض الى نسبة 1% واحد في المائة في وقت مازالت النسبة في حدود 28% بالمائة في باقي انحاء العراق. وثمة خطة طارئة كما ذكر احد المسؤولين للقضاء على اي مرض متفشي خلال (48) ساعة.
هذا غيض من فيض الارقام التي ترد من منطقة كانت في زمن ما واحدة من اكثر مناطق العالم بؤسا وظلاما. اما الان فقد غدت ملاذا امنا للجميع بغض النظر عن الدين والقومية والطائفة, وصارت بؤرة اشعاع على الخارطة السياسية للعالم يفد اليها بشوق اصحاب الاستثمارات والشركات والراغبين في قضاء الوقت والاستجمام, اما كبار نجوم الفن العربي فان مواعيدهم مع اربيل لا تكاد تنتهي فصارت نجوى كرم وراغب علامة واحلام واليسا ونانسي عجرم وعادل امام وحاتم العراقي وكل رواد الفن العراقي وغيرهم هم ضيوف الاقليم لنشر الالفة والمحبة واللحن والعواطف الجياشة على ارض سبق ان طحنتها الحروب والكوارث والهجرات المليونية والاسلحة الكيميائية التي قتلت ذات يوم الاخضر واليابس والزرع والضرع والبشر والحجر. ولكنها نهضت فوق الانقاض والاطلال كحقل ياسمين ومزرعة نرجس وغابة باسقة تعانق السماء.
مقالات اخرى للكاتب