مجلس النواب العراقي يوشك ان ينهي دورته التشريعية من دون أن يشرّع قوانين ملحة او مؤجلة من الدورة البرلمانية السابقة وعجز عن الخروج بتشريعات مهمة ومؤثرة على الشارع العراقي مثل قانون الأحزاب السياسية وقانون النفط والغاز وقانون رواتب المتقاعدين وغيرها وكثيرا ما كانت ترفع الجلسات لعدم اكتمال النصاب بسبب نسبة الغياب التي تصل الى 40 % من عدد أعضاء كل جلسة بسبب عدم وجود اجراءات صارمة لمحاسبة المتغيبين منهم جميع البرلمانيين يحدثوننا عن المثل العليا وعن القيم وعن حبهم للوطن واستعدادهم للتضحية في سبيله لكن اغلبهم لا يطبقونها , ولو قارنا بين الامتيازات الكبيرة التي يحصل عليها البرلمانيون والتي ارهقت موازنات الدولة مع انجازاته التي لم يلمس منها المواطن شيئا الى الان لأصبنا بخيبة امل ، المشكلة ان اعداد ( الطبقة الخارقة ) تزداد يوميا ويزداد معها المحرومين والمظلومين والعاطلين والمعوقين وكما قال الامام علي (ع) “ما جاع فقير إلا بما مُتِّع به غني “ .المشكلة الاخرى ان هذه الطبقة فصلت الرواتب والامتيازات على مقاسها وترفض ان تتخلى على ما استحوذت عليه دون وجه حق وتتعامل مع هذه المسالة بتعتيم عجيب , والاغرب من ذلك ان أي شخص منهم تلتقي به وتسأله عن هذه الامتيازات يقول لك انا اول من طالب بحجبها , والكارثة التي يعاني منها الاقتصاد العراقي حاليا هي حصول نحو الف برلماني على تقاعد وامتيازات وزير لأنهم عملوا بالوظيفة فترة لا تتجاوز الأربع سنوات قضوا أكثر من نصفها في ايفادات وغيابات ورحلات خارج العراق لان مجموع أعضاء مجلس النواب خلال ثلاث دورات برلمانية 325 نائبا للدورة الحالية واعضاء مجلس النواب في الدورة السابقة وأعضاء الجمعية الوطنية السابقة تكبد خزينة الدولة نحو عشرة مليارات دينار شهريا تقاعد لهذه الشريحة يضاف إليها تقاعد الوزراء والوكلاء والمستشارين وغيرها ليصل المبلغ إلى ما لا نهاية, احزاب وكتل سياسية ومرجعيات دينية تدعو الى الغاء هذة الامتيازات لكن دون جدوى , النواب خسروا ثقة الشعب و المرجعية الدينية سترفع الدعم المعنوي عنهم كما جرى في الانتخابات الماضيه ولن يستطيعوا الاختباء خلف عباءة المرجعية او عباءة الوطنية والمظلومية , ودوام الحال من المحال فاذا كنتم تطمحون في البقاء في الصدارة فسارعوا الى الغاء ما حصلتم عليه دون وجه حق بدلا من ظهور جهة او تيار او كتلة تعطي وعودا انتخابية للشعب بالغائها بضمانة المرجعيات الدينية فيأخذون اماكنكم ويلغون امتيازاتكم ولا يبقون لكم الا الذكرى السيئة .
مقالات اخرى للكاتب