اخيرا تذكرت هيئة النزاهة وبعد سباتها الطويل ومكاتبها المنتشرة في ارجاء العراق والاف الموظفين ومثات المحققين ان تطالعنا بخبر عظيم سينقل العراق من قائمة البلدان الاكثر فسادا وهو ان جميع المسؤولين في الحكومة والبرلمان قد كشفوا ذممهم المالية باستثناء احد نواب الرئيس واحد نواب رئيس الوزراء ولكن لم تخبرنا الهيئة عن الاجراءات المتخذة بحق المتخلفين ( ليس عقليا) بل عن كشف الذمة المالية وهل ستتمكن الهيئة من جر المذكورين الى المحاكم او اجبارهم على اقل تقدير على كشف الذمة وكاننا في مسرحية شاهد مشفش حاجة للطيب الذكر عادل امام وهو يشرح للقاضي ( هي بالحقيقة رئاصة والحقيقة هي كانت بترئص) فقد نطق الحجر ولم ينطق (عادل امام الساعدي) الا بكلماته الرائعة حفاظ على هيبة الدولة ومشاعر المسؤولين وحفاظا على المال العام في جيوب الفاسدين اما الشعب ( فاحنة ولاد كلب بنقلق الزعماء ونعكنن عليهم ) وكان العراق خلا من المصائب الكبرى المتعلقة بسرقة المال العام وكان كل ماينشر بالوثائق والادلة هو فبركة اعلامية فالمعادلة بسيطة جدا
فاذا كان هناك فساد فبالنتيجة لا بد من وجود فاسدين وهنا لابد من وجود هيئة تكافح الفساد ولابد بالنتيجة ايضا ان تكون هناك قضايا موازية لكم ونوع الفساد ولذلك اصدر الساعدي وهيئته المقعرة والمنتشية بنومة اهل الكهف بيانها التاريخي بوجود عضوين بارزين ومهمين لم يكشفا ذمتهما المالية المقدسة وهنا اسال لماذا لانسمع من الهيئة وموظفوها الفضائيون ومديريها الصافنون ورئاستها النائمة عن قضية الاختلاس في مصرف الرافدين او عن فضائي الجيش والشرطة وامانة بغداد والرعاية الاجتماعية
في الحقيقة كنت قد نسيت مطلقا ان في العراق هيئة مباركة لمكافحة الفساد وتركت امرها للوثائق المرسلة لمكتب السيد رئيس الوزراء وتمتعت باجازة جميلة في ايطاليا انستني كل فساد وافساد لكن تصريحا خطيرا ومقدسا مثل هذا لايمكن ان يمر مرور الكرام وعلى السيد رئيس الوزراء تثبيت الساعدي في هيئة النزاهة ومنحه اربع وزارات اخرى عملا بالشرع الذي يحبه الساعدي كثيرا نظير تصريحه الكبير فليس كل مسؤول يمكن ان ينطق عن الهوى الا رئيس هيئة النزاهة الذي امتعني كثيرا بتصريحاته الفارهة والنادرة والتي تجلب لي مزيدا من الضحك ولربما كان السر في بقائه بمنصبه هو قدرته على اضحاك المسؤولين على ذقون الشعب الفقير او ربما استطاع اقناع السيد العبادي بان هيئة النزاهة لاتختص بمكافحة الفساد بل بمكافحة الحزن والمرارة التي يعانيها الشعب من الفساد والمفسدين عن طريق اطلاق التصريحات الكوميدية التي تهدف الى اضحاك الناس والضحك عليهم.
مقالات اخرى للكاتب