لا نعلم هل هي المصادفة ان تعود الينا الجلسات الطارئة الغير اعتيادية لمجلس الوزراء التي كانت سائدة ايام الحزب القائد كما كان يحلو للبعثيين تسميته في عيد ميلاد ذلك الحزب الذي يسمى زورا مقبور وبهتانا محظور لانه وببساطة شديدة اصبح اليوم حزبا قائدا غير محظور ولا مقبور بفضل القيادة الحكيمة وعلينا من الان استرداد قاموس الكلمات التي كانت متداولة في السابق من قبيل القيادة الحكيمة والقائد الضرورة و الحزب القائد والاستاذ الفاضل وراعي العلم والعلماء وقائد الحملة الايمانية للتهيؤ للمرحلة المقبلة . يوم الاحد الماضي الموافق للسابع من نيسان ، الذكرى المشؤومة لولادة حزب البعث الذي عاث بالارض فسادا اينما حل وارتحل، وعلى غير المعتاد لجلسات مجلس الوزراء المفترضة يوم الثلاثاء جلس المجلس وبناءا على طلب ملح ومستعجل وغير قابل للتأجيل او النقاش فقط قابل للتصويت قررت حكومتنا الموقرة وبالاغلبية اعادة الحق (لأهله ) حسب النظرية البعثية الذين يعتبرون ان العراق هو ضيعة الذين خلفوهم وان الباقين هم دخلاء وعملاء وصفويين وفاطميين وبويهيين ومجوس وهلم جرى من الاقوام والاديان الذين يحاولون الصاقها بكل من عارضهم او حاربهم ودك حصونهم في الماضي والحاضر. نعم هذا ماحدث فقد قررت القيادة التي تدعي معارضة الحزب القائد السابق في عيد ذلك الحزب الذي يحمل ذكريات سيئة ومشئومة لابناء ضحاياه اجراء تعديلات على قانون المسائلة والعدالة الهدف منه الانتقام من دماء المجاهدين والتنكيل بعوائلهم وايتامهم من ضحايا تلك الطغمة الفاسدة، استكمالا للأجراءات والقرارات التي تتخذ ارضاءا لاهواء وامزجة من يمثلون هذا الحزب الذي يفترض انه محظور في العملية السياسية حتى لا يقفوا في طريق تطلعاتها لكسر الرقم القياسي في الجلوس على كرسي الحكم المسجل بأسم الحزب القائد السابق. هنيئا للجماجم الطاهرة التي وجدت في المقابر الجماعية التي امتدت بأمتداد خارطة الوطن وهنيئا للايتام والارامل من ابناء المعدومين والمغيبين في سجون النظام المقبور فلتقر عيون مجاهدي الاهوار ومقاتلي الجبال وابناء العشائر الذين تذكرهم الحزب القائد بالسجون والتنكيل والمطاردة ايام حكمه وبالارهاب والتفخيخ ايام غيابه وسقوطه وليمزقوا معاملاتهم التي تنادي بالتقاعد او الحصول على تعويضات عن تلك السنين العجاف وهم يرون ابناء الحزب القائد (المقبور سابقا) وقد كرموا في عيدهم بالحصول على تعويضات عن الضرر النفسي والمادي الذي تسبب به المجاهدون وابناءهم لهم وكما يقال عش رجبا ترى عجبا و(هلهولة للبعث العائد) بفضل حكمة ومكارم القائد.
مقالات اخرى للكاتب