شهد ت الأيام التي تلت هتافات أتباع مقتدى الصدر ضد ايران و جنرالها سليماني في الوقت الذي غادر فيه الصدر إلى إيران , شهدت توتراً مسلحاً بين مليشيا سرايا السلام التابعة للصدر و بين مليشيا الخراساني التابعة لإيران في أغلب مناطق بغداد و تلته سلسلة زيارات و لقاءات قامت بها قيادات في تيار الصدر إلى قيادات مليشيا الخرساني التي تعتبر من أقوى المليشيات الإيرانية في العراق و التي تعمل تحت غطاء الحشد الذي أسسه السيستاني .تلك اللقاءات و الزيارات من طرف واحد (التيار الصدري) تضمنت رسائل الاعتذار و التبرير و طلب العفو و السماح عن الهتافات ضد إيران و سليماني , و جاء الإعتذار لمليشيا الخرساني تحديداً من بين عشرات المليشيات المسلحة المرتبطة بإيران كبدر و العصائب و النجباء بسبب أن تلك المليشيات تعتبر أقوى مليشيا إيرانية في العراق و مرتبطة بخامنئي و الحرس الثوري مباشرة كما إنها الجهة التي انتشرت في بغداد عند اقتحام أتباع الصدر للبرلماني يوم 30/4/2016 م و قطعت الطرق و الجسور و بانتشار مسلح كثيف جعل حتى قادة القوات الأمنية و بمراتب عليا تخضع لتوجيهاتهم وهو ما أظهرته مقاطع الفيديوهات . هذا الانتشار المسلح في بغداد لمليشيا الخرساني بعث الخوف الرعب في صفوف أتباع الصدر و زعيمهم و أظهر عجزهم و أنهم لا شيء أمام واحدة من مليشيات إيران فضلاً عن جميعها .و آخر ما حاول فيه أتباع الصدر طلب الرضا و التماس العفو و السماح من سرايا الخرساني هو زيارة القيادي حاكم الزاملي و بعض قادة مليشيا سرايا السلام التابعة للتيار الصدري إلى مقر مليشيا الخرساني في بغداد قبل يوم . الصور التي تم نشرها عن اللقاء هي الأخرى تضمنت رسائل عديدة وواضحة منها ظهور صورة الجنرال الإيراني (حميد تقوي) مؤسس سرايا الخرساني و الذي قتل في العراق قبل أقل من سنة تقريباً و التي كتب عليها عبارة (الشهيد القائد) كصورة رسمية في مقر سرايا الخراساني فضلاً عن صور لقادة تلك المليشيات مع سليماني و هو ما يثبت أنها مليشيات تمثل إيران في العراق , كذلك فإن نظرات مسؤول مكتب الخراساني إلى حاكم الزاملي تظهر فيها علامات الإحتقار و الإستصغار و الإستهزاء تجاهه مع نظرة الرعب و الانبطاح لدى الزاملي .هذا المشهد بحد ذاته يظهر مدى الجعجعة الفارغة للصدر و أتباعه و مليشياته المسلحة و أنهم صفر بعد الفارزة بعدة مراتب مقابل مليشيات ايران و على رأسها سرايا الخراساني . هذه الرسائل السريعة و الواضحة الدلالة يجب على العوام من أتباع الصدر أن يفهموها و أن لا يراهنوا على عنتريات زعيمهم و قياداتهم السياسية و العسكرية و ادعائهم الوطنية لأنهم بالنتيجة جزء من مشروع إيران و أدواتها في العراق و المنطقة و لا يمكنهم الخروج عن هذا المسار.
مقالات اخرى للكاتب