ضجت المواقع الالكترونية و مواقع التواصل الاجتماعي و باقي القنوات الإعلامية بنقل ردود الأفعال المتشددة للزعامات الدينية و السياسية للإسلام السياسي في المؤسسات الدينية و برلمان وحكومة بغداد ذات الولاءات الإيرانية و في مقدمتهم قادة المليشيات تجاه حادثة فردية حصلت في متنزه الزوراء و التي قام فيها شاب بتقبيل شابة في إحدى ممرات المتنزه ربما تكون زوجته أو خطيبته ,ردود الأفعال التي طالبت بمنع دخول الشباب إلى المتنزهات و تشريع قوانين لمعاقبتهم على مثل هذه التصرفات بل وطالبت بغلق المتنزهات العامة التي هي المتنفس الوحيد للفرد العراقي تؤشر و بشكل واضح إلى الفكر الداعشي الإرهابي بنسخته الشيعية و هو ما يؤكد وحدة الفكر و السلوك بين الجهات السياسية و الدينية الشيعية و داعش رغم اختلافهما مذهبيا . فبعد المئات من المقاطع الفيديوية التي توثق السلوكيات الإجرامية لمليشيات الحشد الطائفي الشيعي التي لا تختلف عن سلوكيات داعش الإرهابي التكفيري من قتل و تمثيل و تفجير طال حتى دور العبادة كما حصل في المقدادية جاءت ردود الأفعال المتطرفة و التكفيرية تجاه حادثة الزوراء و من قبلها فتوى تحريم لعبة كلاش الالكترونية . و ما يدعونا للاستغراب من ردة الفعل هذه هو أننا و بعيدا عن أي انتماء ديني أو مذهبي فانا من حيث المبدأ لا نريد التفريط بقيم مجتمعنا الأخلاقية كمجتمع عربي و شرقي و مسلم محافظ له خصوصياته و لسنا مع انتشار تلك الظاهرة في الأماكن العامة لكننا بنفس الوقت نستغرب حالة النفاق و الازدواجية لردود الأفعال تجاه حوادث مشابهة ,فمما يهون الخطب في حادثة الزوراء و التي أخذت هذا الصدى الإعلامي هي أنها من فعل شابين غير معروفين و ليس لهم عنوان أو انتماء سياسي أو ديني أو اجتماعي مؤثر في حين لم نجد أي ردة فعل تجاه المدعو سيد مناف الناجي و كيل السيستاني في العمارة و التي استغل فيها عنوانه الديني للإيقاع بالعديد من النساء و ممارسة الجنس معهن تحت عنوان الحوزة الدينية النسوية كذلك الفضيحة الجنسية للمدعو الشيخ مرتضى اللامي احد قادة مليشيا حزب الله على السكايبي و غيره من قادة المليشيات .تلك الازدواجية تؤشر إلى مدى الخطر الذي يتهدد العراق على يد الجماعات المتطرفة التكفيرية الشيعية و الداعشية و التي تقطع أي بارقة أمل في تأسيس الدولة المدنية في ضل سيطرة تلك الجهات على مصدر القرار السياسي و الديني في العراق
مقالات اخرى للكاتب