بعد سبع سنوات وما قبلها من حصار وما رافق دخول القوات الامريكية ألى العراق من جنوبه من أحداث دامية وبعد مسيرة القتل على الهوية وما أحدثته الطائفية المقيته من خرق في جدار أخلاقيات المجتمع العراقي النبيلة أضافة ألى ما أحدثته الحروب السابقة من أثار مؤلمة على المجتمع العراقي مرورا بظهور ساسة جدد أعتلوا صهوات القيادة في العراق , وما رافق العملية السياسية من أنتخابات على أنواعها وتصويت ودستور جديد خرق أكثر من مرة وآخرها تلك العقدة التي ظهرت بعد أكثر من أربعة أشهر من أنتخابات العراق الأخيرة في السابع من آذار... العراق ألى أين يتجه ؟
مبهمة هي كل التصورات ألتي يمكن أن يضعها أدهى السياسيين في العالم ، وألتي كانت ممكن أن تصح لو كانت في بلد غير العراق ولكن في العراق فأن الضبابية تسيطر بصورة مطلقة على أفكار أبناء شعبه ومفكريه حول مستقبل بلدهم بعد ما أظهر ساسته مدى تعنتهم السياسي واصرارهم المفضوح على تولي السلطات الرئيسية فيه وكأنه عرض للقسمة بينهم منذ دخول القوات الأمريكية وأسقاط النظام السابق .
قبل أيام قليلة من كتابة هذا المقال كانت هناك أزمة في توفير الوقود غير معروفة السبب وقد تكون مفتعلة لكونها قد رافقت الخرق الكبير والفاضح في بنود الدستور وهدفها ان يتم جر الشعب في واد غير واد السياسة ، وأزمة الكهرباء هي الأخرى قد تكون مفتعلة ما صرف على حلها من مبالغ كبيرة وجميع تلك الأفكار لم تكن لتترسخ في عقول العراقيين ألا لكونه قد عومل بها في السابق ، سياسة مكر ودهاء كبيرة هي أن تجعل شعبك يفكر في شئ بعيد عن السياسة لتوفر لك عوامل مهمة أهمهما أن تبعد نفسك عن دائرة الضوء لحين ( أستواء ) الطبخات السياسية ألتي تجري ألآن بعيدا عن ظل الدستور وبنوده المخترقة .
أن الخرق الآخير لبنود الدستور المهمة والتي طال الحديث عنها وما ستخلفه من حكومة غير شرعية وغير دستورية يجر البلاد ألى الفوضى ألتي لا تحمد عقباها وتوفر المناخ المناسب الملائم لنضوج المخططات الآرهابية وظهورها على أرض الواقع وسيكون المبتلى الوحيد بها هو الشعب ولا غيره ، فلا أعتقد أن أي سياسي من الذين يظهرون يوميا سيناله شئ من حملها فقد تحصنوا في مواقع من الصعوبة على أحد أختراقها .
ففي بلد مثل العراق وفرت الظروف الصعبة ألتي عانها شعبه على مدى أربعة عقود مضت الأرضية المناسبة لنشوء الأزمات على أختلاف أنواعها وماتنوعه العرقي والطائفي الا احدى تلك العوامل المهمة في نشوء النواة الاولى للازمة باعتبارها الوتر الحساس جداً الذي ما ان تداعبه الاصابع الخفية حتى تثير خلفها لحن الطائفية والنزعات القومية النشاز .. وفي مثل الظروف الحالية فالوضع بصورة عامة يسير الى الاسوء والخجل ، على رأي بعض الساسة ، بعد ان شهد استقراراً ملحوظاً في السنتين الماضيتين على الرغم مما خلفته العمليات الارهابية من بصمات لعينة على اجساد العراقيين .
كما ان عقلية العراقي هي الاخرى لازالت دون مستوى الطموح على الرغم مما تعرضت له من اجحاف خلال السنين الماضية فهو لغاية الان غير قادر على ان يحدد مستقبله بدقة في ظل الشرعية التي منحتها لرأية ورؤيته الديمقراطية ومساحتها الواسعة ، فتجربتها جديدة على فكرة وهو لزمان كبير مضى لم يمارسها ممارسة حقه. يفرض بها رأيه على ساسته أو من أنتخبهم ويحقق بها أماله العريضه بالحياة الكريمة..... لقد فقد الشعب الان الثقة بقادته الجدد واصبح مفهوم الوطنية بالنسبة له مفهوما هلاميا لايحقق في هذا الزمن قوتا ولاسكنا ولا أمنا لاسرته وبيته اذا كان يملك بيت كما ساهم الارهاب الاعمى في عزل الشعب عن حكومته وأضحى معها غير قادر حتى على رفع لافته واحد للتنديد او المطالبة بالحق أو حتى للمسيرة في مظاهرات كبيرة أصبحت مقتصرة على مجموعة من الافراد ممن زادت عليهم القسوة فدفعتهم الى الشارع بقوتها.
تخبط كبير وتشرذم واضح في توجهات الساسة سوف لن تجر على العراق ألا مزيدا من الضياع الذي ينذر بأزمة ستطيح بكل الأحلام والأمال ببناء وطنهم على أسس المحبة والسلام والرفعة .
أنه مسار صعب ساروا به بنا نحو منزلق جديد وبعيدا عن الأستقرار ، سيبقينا ألى أبد الدهر نراوح في مكاننا لا نرى للتقدم ملامحاً الذي تدفعنا أليه الرغبة الكبيرة الناضجة بعد طول أفول وتقهقر.