Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
طوبوغرافيا العراق .. وحروب المستقبل بين دويلات – المدن !!
الخميس, تموز 10, 2014
ثامر عباس

لكي نعطي تصورا"أوليا"عما سيكون عليه حال المجتمع العراقي ، فيما لو رجّح خيار التقسيم الثلاثي على أسس قومية / عرقية ودينية / طائفية ، فإننا ملزمين باللجوء إلى مصطلح (الطوبوغرافيا) الذي يعد من المصطلحات المهمة في علم الجغرافيا ، وذلك لاعتقادنا انه يوضح طبيعة تضاريس الخارطة العراقية من منظور ايكولوجي – سوسيولوجي مشترك ، وأثر ذلك على نمط الصراعات والحروب بين دويلات - المدن المتوقع شروعها أثناء وبعد التقسيم ، وهو بالإضافة إلى ذلك يحيل في مدلوله إلى نظيره مصطلح (الجيوبولتيكا) ، حيث قيمة الأرض تقاس بمدى أهميتها السياسية والإستراتيجية للدولة / الأمة . بمعنى انه (= الطوبوغرافيا) يعكس الكيفية التي من خلالها يتوزع سكان العراق ضمن هذا الحيّز المكاني المحدد ، مع الأخذ بنظر الاعتبار نمط العلاقات الاجتماعية المتوقع تبلورها ، بالاستناد إلى نوع الثروات الطبيعية - الظاهرة والكامنة - وحجمها في إطار ذلك الحيّز . بداية إنه من مفارقات الطوبوغرافيا العراقية إن أمنا الطبيعة تواطأت مع الجغرافيا ضد المجتمع ، بمعنى إن توزيع مصادر الثروة الطبيعية على نمط الانتشار الديموغرافي / السكاني لم يكن منصفا"، بحيث ينال كل مكون من مكونات هذا المجتمع حصته العادلة من تلك الثروات ، وبالتالي تحقيق الاكتفاء الذاتي المتوازن بين تلك المكونات بما يضمن تفاعلها الاجتماعي وتواصلها الإنساني ، دون مشاكل سياسية أو عقبات اقتصادية . والواقع إن الحديث عن هذه المسألة بهذه الطريقة سيكون مدعاة للسخرية فيما لو كان الأمر متعلق بمجتمع يستظل بحماية دولة مركزية ذات سلطة مهابة ، تكفل للجميع حق التمتع يتلك الثروات على قدم المساواة بلا ضغائن ولا تشاحن ، ليس فقط بموجب الأنظمة والقوانين التي تسنها وتشرعها لحمية المصالح وصون الحقوق فحسب ، وإنما كذلك استنادا"طبيعتها المؤسسية والسيادية على كامل التراب الوطني ، دون أن تضع باعتبارها خصائص مواطنيها القومية / الاثنية ، والدينية / الطائفية ، والثقافية / الرمزية . بيد إن الوضعية ستأخذ منحا"مغايرا"حالما تظهر بوادر تفكك الدولة وتشظي المجتمع ، حينذاك يغدو تناول هذه القضايا من الأمور البديهية ، إن لم تكن ضرورة من الضرورات المصيرية . والحال إذا ما تأملنا توزيع مكونات المجتمع العراقي على ضوء تضاريس الخارطة الجغرافية ، سنلاحظ إن (المكون الكردي) اعتزل في الإقليم الشمالي ، وان (المكون العربي – الشيعي) استقر في الإقليم الجنوبي ، وان (المكون العربي- السني) اتخذ من الإقليم الغربي مستقرا"له – هناك بطبيعة الحال بعض الاستثناءات التي لا تخل بالقاعدة الطبوغرافية المذكورة ، من حيث تواجد جماعات كردية في الأقاليم الأخرى أو بالعكس تواجد جماعات عربية في الإقليم الشمالي – وبموازاة هذا التقسيم الجغرافي للسكان نجد إن توزيع مصادر الثروة الطبيعية اتجه صوب التركز في مناطق دون أخرى ، وتنوع في جهات دون غيرها ، بحيث إن البعض من تلك المكونات تمتع بأكثر من مصدر واحد من مصادر الثروة الطبيعية ، في حين حرم منها بشكل شبه تام البعض الآخر أو لم يحصل إلاّ على النزر اليسير منها . وهكذا ففيما كانت الطبيعة سخية وكريمة مع الإقليم الشمالي ؛ لجهة امتلاك (المكون الكردي) ليس فقط مصدر مهم من مصادر الثروة المائية في العراق – منابع نهر دجلة تأتي في معظمها من الإقليم الشمالي – بل وجزء لا يستهان به من مصادر الثروة النفطية – خصوصا"بعد السيطرة على حقول كركوك واحتمال حقول نفط خانة أيضا"- هذا بالإضافة إلى حيازتهم مصادر متنوعة من الثروة النباتية وخصوصية جغرافية جعلت من الإقليم عامل جذب للسياحة والاصطياف ، ناهيك بالطبع عن تحكمه بطرق التجارة الخارجية مع دول القوس الممتد من الشرق الإيراني إلى الغرب السوري مرورا"بالشمال التركي . وفيما يتعلق بنصيب الإقليم الجنوبي من مصادر الثروة الطبيعية ، فان حصة (المكون العربي – الشيعي) من الثروة النفطية تكاد تشكل حصة الأسد ، لاسيما وانه يضم حقول الرميلة في البصرة وحقول مجنون في ميسان ، التي تعتبر المساهم الأكبر في إيرادات الخزينة العراقية من العملة الصعبة ،هذا بالإضافة إلى تمتع الإقليم بمنفذ بحري مهم عبر شط العرب ، حيث يلعب دورا"حيويا"في تجارة العراق الخارجية عبر المحيطات ، فضلا"عن موقعه الجيويولتيكي المطل على دول الخليج العربي وإيران . وعلى الرغم من هذه الامتيازات الطبيعية والجغرافية التي يتمتع بها الإقليم الجنوبي إلاّ انه يعاني من شحة ملحوظة في مصادر الثروة المائية ، التي يمكن الاعتماد عليها لتأمين احتياجات المكون (العربي – الشيعي) منها ، لاسيما وان معظم موارده المائية تأتي من خارج حدود الإقليم ، الأمر الذي يشكل تهديدا"مؤرقا"لسكان الإقليم الذين يزاول معظمهم مهنة الزراعة منذ مئات السنين ، خصوصا"في حالة حصول أية مشاكل مع جارتيه المقبلتين دولتي الإقليم الشمالي والغربي ، وليست بعيدة معاناة أهل هذا الإقليم حينما عمدت إيران إلى تحويل

مجرى الأنهار (الكارون ، والكرخة ، ودويريج) ، التي تنبع من أراضيها وتصب في أراضي الإقليم الجنوبي . وإذا ما يمننا وجهنا شطر الإقليم الغربي الذي يقطنه الغالبية العظمى من المكون (العربي – السني) ، فان الأمور ستبدو أسوأ فيما لو قارناها بأوضاع الإقليمين الآخرين ؛ إن من حيث وفرة المصادر المائية ، أو من حيث امتلاكه للمصادر النفطية . فإذا ما نظرنا إلى حصته من الأولى فان كل ما بحوزته منها هو نتاج اتفاقيات دولية تسمح للدول المتشاطئة الاستفادة العادلة من تلك الثروة ، إلاّ إن مصيره في هذا الجانب سيكون مرهون بمواقف الحكومة التركية التي تعتبر دولة المنبع الوحيدة لمصادر نهر الفرات . حيث شهد سكان هذا الإقليم – فضلا"عن سكان الإقليم الجنوبي حيث يعتمد سكان بعض المحافظات على مياه نهر الفرات - في سبعينات القرن الماضي شحة كبيرة تسببت بحصول أضرار اقتصادية فادحة كادت أن تفضي بحصول أزمة سياسية خطيرة ، لولا تدخل بعض الأطراف الدولية والإقليمية لحل تلك الأزمة عبر الجهود الدبلوماسية . هذا فيما تشكل حصته من الثروة النفطية ما يعادل (الصفر) ، باستثناء حيازته على بعض الثروات المعدنية (الفوسفات) ، ذات القيمة (المردود) الأوطئ اقتصاديا"بالمقارنة مع مردود الثروة النفطية . أما لناحية طرق التجارة الخارجية باتجاه الغرب حيث دولتي (سوريا) و(الأردن) ، فانه وان كان يشرف كليا"عليها فهي لا تضاهي – خصوصا"بعد أحداث سوريا – من حيث القيمة الاقتصادية والأهمية والتجارية ، ما يتمتعان به كل من الإقليمين الشمالي لجهة تركيا والبحر الأبيض المتوسط ، والجنوبي لجهة إيران ودول الخليج العربي . وبصرف النظر عن الطابع الاختزالي والمبتسر للمعلومات والتفاصيل التي أوردناها ، فان هذا يعد كافيا"لإعطائنا تصورا"افتراضيا"لما هو متوقع أن تشهده العلاقات بين تلك الدويلات – المدن ، من نزاعات حدودية مستمرة وصراعات جيوبولتيكية متواصلة ، على خلفية التوزيع غير المتكافئ للجغرافيات التي كانت موحدة والثروات التي كانت مشتركة . ولعل الأمور قد تكون أهون وأيسر لو أن المشاكل ستقتصر على تلك المتعلقة بالمساحات الجغرافية والامتيازات الطبيعية ، إنما ستبرز إلى السطح قضايا دينية واجتماعية وثقافية ونفسية لم تكن تخطر على بال ، لاسيما وان لكل إقليم من تلك الأقاليم المزمع استحالتها إلى دول مستقلة ، توجهات ايديولوجية ورمزية مختلفة في إطار مجالها الحيوي . ففي الوقت الذي ستتجه فيه دولة (الجنوب – الشيعي) صوب إيران لتحاكي نمط نظامها السياسي القائم على ولاية الفقيه ، وما يترتب عليه من علاقات داخلية متشددة وتطلعات خارجية توسعية . فان اتجاه دولة (الغرب – السني) سيكون نحو دولة السعودية ، لينسج على منوال نظامها السياسي ذي التوجه الإسلامي المحافظ ، إن لم يشتط في نزعة العدوان والتطرف ، وخصوصا"بعد أن دخلت الجماعات الأصولية (داعش وأخواتها) على خط الإسلام السياسي . هذا في حين سينعطف بندول دولة (الشمال – الكردي) صوب العالم الغربي – الأمريكي عبر ومن خلال الجارة تركيا ، بعد أن تم ترويض هذه الأخيرة لقبول قيام دولة كردية بجانبها ، مقابل تخفيف غلواء عناصر الحزب الكردي في الجنوب التركي ، حيث تتوخى من ذلك استنساخ تجربة (النمط الامارتي) في التحديث والعصرنة ، بعيدا"عن همجية عرب العراق (القديم) وتطرفهم المذهبي . وهكذا نكون أمام خارطة مفبركة تم العبث بتضاريسها على نحو أريد به أن تكون مصدرا"دائما"للصراعات الطائفية والحروب السياسية بين دويلات – المدن ما بعد العراق القوي والموحد !! .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.50079
Total : 101