جاء اقتحام المنطقة الخضراء من قبل المتظاهرين ودخولهم مبنى مجلس النواب بعد اليأس من وعود الحكومة في تحقيق الاصىلاح وملوا من وعود السياسيين وأحزابهم في تشكيل حكومة تكنوقراط من المهنيين والمتخصصين من خارج الأحزاب  والكتل السياسية لتنقذ البلاد من الأزمات التي يعاني منها بعد أن أصرت الأحزاب والكتل السياسية المتنفذة على  تقاسم المناصب الوزارية وفق المحاصصة الحزبية والطائفية و توقيعها ما سمي بوثيقة الشرف لتبقى مهيمنة على المشهد السياسي و على تقاسم المناصب والمكاسب والمنافع على حساب معاناة الشعب وآلامه وعلى حساب مصلحة الوطن العليا , وبعفوية بعض المتظاهرين وحماسهم ونقمتهم من المعاناة الطويلة وعدم مبالاة السياسيين لاستغاثاتهم ونداءاتهم ومطالبهم التي استمرت طويلاً  ولسوء إدارة البلد واستشراء الفساد وسرقة المال العام وعدم محاسبة الفاسدين والسراق من السياسيين وتقديمهم للقضاء رغم فسادهم الواضح وسرقاتهم الكبرى قام بعض المتظاهرين بالعبث بتجهيزات قاعة مجلس النواب وتعرض بعضها للتلف كما تعرض عدد محدود جداً من المتظاهرين لبعض النواب وهذا أمر طبيعي في حالة كهذه حيث تصاعد غضب وغليان بعض المتظاهرين فعبروا عن غضبهم بهذه الأفعال التي تحدث وحدثت في العديد من الدول الديمقراطية , وما أن انفضت التظاهرات وخرجت الجماهير من المنطقة الخضراء حتى تعالت أصوات السياسيين والمسؤولين التي خبت بل اختفت عند اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء مطالبة بإنزال العقوبات الصارمة بحق المتظاهرين  ومحاسبة الذين تسببوا ببعض الحوادث بقوة واعتبر بعض السياسيين إن الذي حدث انقلاب على الشرعية وانتهاك للدستور فيما قال رئيس الوزراء إن ما حدث هو عدم احترام المبادئ الدستورية والإضرار بالمال العام ولا أدري عن أي دستور يتكلمون وعن أي مال عام يتباكون عن الدستور الذي تم خرقه في مئات الحالات من قبل السياسيين عندما تعارض ومصالحهم الشخصية والحزبية والطائفية فهل يسمح الدستور بتقاسم المناصب في السلطات الأربعة وفق المحاصصة ؟ وهل يسمح الدستور بسرقة المال العام ؟ وهل يسمح الدستور بهذه الرواتب والمخصصات العالية للمسؤولين التي لا يوجد مثلها في أية دولة في العالم والشعب يعني من الفقر وشظف العيش ؟ وهل يسمح الدستور بتخصيص مئات من عناصر الحماية ومئات العجلات للمسؤولين والسياسيين ؟ وهل يسمح الدستور باستيلاء السياسيين على القصور الرئاسية وأملاك أركان النظام السابق ؟وهل يسمح الدستور بتشكيل ميليشيات مسلحة حزبية وطائفية صوتها وفعلها أعلى من صوت وفعل القوات الأمنية الحكومية  ؟ أما حديثهم عن الإضرار بالمال العام عندما تحطمت (قنفة) رئيس مجلس النواب وتحطم بعض أثاث قاعة المجلس التي لا يتجاوز أثمانها بضعة ملايين من الدنانير فلماذا لا يتم محاسبة من سرق مليارات الدولارات من أموال الشعب ؟ فمن يحاسب من ؟ السياسيين الذين كرسوا المحاصصة الطائفية والحزبية لتضمن لهم المناصب الحكومية ومنافعها المالية أم الشعب هو الذي يحاسب المسؤولين والسياسيين الذين تجاهلوا مطالبه ونداءاته بضرورة التغيير والإصلاح  وإنقاذ البلد من الهاوية ؟ السياسيين الذين سرقوا أموال الشعب وثروات الوطن وكونوا لهم إمبراطوريات مالية واقتصادية وشركات وعمارات وأرصدة مالية في مختلف دول العالم أم الشعب هو الذي يحاسب من سرق أمواله وثرواته وانتهك حقوقه واستخف بمطالبه وسبب معاناته وآلامه , ثم لماذا لا يتم محاسبة من سرق أموال الشعب و ثروات الوطن لحد الآن ؟ ولماذا لا يتم محاسبة من أفسد وأضر بالمال العام وبمصالح الشعب والوطن ؟ ولماذا لم يتم محاسبة من خان الوطن وسلم ثلث مساحة العراق لداعش ؟ ولماذا لم يتم محاسبة من سلم داعش أسلحة ومعدات وآليات الجيش التي تقدر أثمانها بعشرات المليارات من الدولارات ؟  ولماذا لم يتم محاسبة من تسبب في جرائم سبايكر وباقي الجرائم الكبرى بحق أبناء الشعب ؟ ولماذا لم يتم محاسبة من تسبب بتدمير محافظاتنا ومدننا التي تحتاج الى مئات مليارات الدولارات لأعمارها؟ أليس هذا هو الإضرار الكبير بالمال العام ؟ أم تضرر قنفة ومناضد ومايكات صوت هو الإضرار بالمال العام ؟ فمن يحاسب من ؟ الحكومة والسياسيين الفاسدين والفاشلين وعرابي المحاصصة وتقاسم المناصب والمكاسب والمنافع الذين سرقوا أموال الشعب وثروات الوطن وتنعموا بها هم وعوائلهم وحواشيهم طيلة السنين الماضية على حساب معاناة وآلام وأوجاع وجوع وعوز شعبهم المظلوم أم الشعب هو من يحاسب هؤلاء الفاسدين والفاشلين الذين دمروه وأفقروه وجوعوه وأمرضوه وهجًروه وقتلوه شر قتلة وسلبوه أبسط حقوقه ومنعوه من ابسط الخدمات الأساسية , فاتقوا الله أيها السياسيين في شعبكم وعودوا الى رشدكم قبل فوات الأوان فالذي حصل هو إنذار وتحذير لكم لان الآتي سيكون أعظم وأكبر إن لم تعترفوا بأخطائكم  وتتخلوا عن محاصصتكم الحزبية والطائفية  وتفسحوا المجال للكفاءات الأكاديمية والمهنية الوطنية والنزيهة لخدمة شعبها ووطنها  وتعتذروا لشعبكم وتعملوا على خدمته و تحقيق آماله وتطلعاته وأهدافه في العيش حياة حرة كريمة وتقديم الخدمات الأساسية له من كهرباء وماء وضمان صحي وتعليم وسكن لائق وضمان اجتماعي لا يبقي على فقير وتوفير الأمن والأمان له وتحقيق مصالح الوطن العليا والمحافظة على سيادته وعلى ثرواته وتعيدوا حساباتكم في كل ما فعلتموه طيلة السنين الماضية ؟