Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
العراق في خطر
الثلاثاء, حزيران 11, 2013
د. جميل عبدالله

 

 

 

 

 

 

 العراق له تاريخ اجتماعي فريد يحتاج الى منهج مترابط للكشف عن مختلف ابعاده المعقدة. ولعل الكتاب الشهير "لحنا بطاطو"الطبقات الاجتماعية في العراق نموذج للبحث العلمي الاصيل ,الذي استطاع ان ينفذ الى صميم بنية المجتمع العراقي ,بما يتضمنه من مذاهب دينية متعددة ,واحزاب سياسية متصارعة ,وقوى اجتماعية متناقضة. وقد زادت الكتابات عن العراق بعد دخوله دائرة الحصار الدولي عقب الانسحاب من الكويت،وما دار من معلومات حول امتلاكه اسلحة دمار شامل على غير الحقيقة,وهو ما ادى في النهاية الى قيام الولايات المتحدة الامريكية بغزوه عسكرياً ,وذلك في مخالفة لقواعد الشرعية الدولية الامر الذي ادى اسقاط نظام صدام حسين,وتفكك المجتمع العراقي,وقيام صراعات طائفية دامية ,ادت في الواقع الى تشرذم المجتمع العراقي ذاته,وعدم استقرار نظامه السياسي الوليد الذي اقيم بعد الاحتلال الامريكي .ولعل التجاوز على مفهوم السيادة التقليدي قد اتخذ منحنين :

الأول :هو الاستخفاف به طالما يتعارض مع مصالح القوى الدولية المتسيدة والمتنفذة في العلاقات الدولية,وبخاصة الولايات المتحدة الامريكية .والثاني: هو استخدام ما يسمى بالتدخل لأغراض انسانية على نحو يتعارض في الغالب مع مصالح الشعوب وتطلعاتها في الانعتاق والحرية والتخلص من الاستبداد ,ولعل تجربة العراق ومحاولات الضغط على سورية باتجاه التسوية مع اسرائيل ,وتطويق ايران ,والتلويح بضربة عسكرية ضدها ,ناهيكم عن فرض حصارات وشن عدوانات وحروب ,بل الاستخفاف ايضاً بمئات الملايين من البشر,الذين يعيشون دون خط الفقر ,وبدخل لا يزيد يومياً على دولار واحد,يضع جميعها علامة استفهام كبيرة حول الاستخدام العادل لمفهوم التدخل الانساني وتوظيفه لأغراض مصلحة وانانية وعدوانية .ان الحاجة تكاد تكون ماسة الى تدخلات دولية تتجاوز مسألة السيادة الدولية,خصوصاً اذا استهدفت الحفاظ على البشر ,وهي مسألة مطلوبة ,بل ملحة ايضاً,وذلك بتأمين حماية حقوق الأنسان ,لكن هذه المسألة لايربطها ربط بالحروب او التدخل العسكري او بفرض الحصار الاقتصادي او باذلال الشعوب ,كما انه لا يمكن لأحد,ان ينصب نفسه حاكماً امميا بلا منازع ,ويحتكر العدالة وحده ,ويقوم بتنفيذ ما تقتضيه مصلحة الشعوب او متطلبات القانون الدولي والعدالة الدولية ,الأمر الذي جعل العالم كله محكوماً من جانب قوة متفردة ومتسيدة لا تحدها حدود .في الواقع ,لم تكن تداعيات الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق بتلك الصورة التي رسمها مهندسو هذه الحرب امثال ريتشارد بيرل ,وبول وولفوويتز, او رامسفيلد فكل توقعاتهم انهارت كحبات رمل اذابتها اول موجة من رد الفعل العراقي ضد الاحتلال,كشفت لأكبر قوة عسكرية انه من السهل جداً كسب الحرب ,لكنه من الصعوبة ((بناء السلام )). وان العمل العسكري احادي الجانب ,والانفرادي من دون شرعية دولية .لايمكن ان يؤدي الا الى الدمار ومزيد من العنف والاستهتار بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة .ولذلك فان الاستخفاف بالشرعية ابان العمل العسكري يصعب طرح اطار من الشرعية,مقبول على نطاق واسع,مقابل للتطبيق على ازمات وصراعات اخرى ,وما كان يراود المحافظين الجدد من احلام بأن الحرب على العراق سوف تحدث تأثيرات ((طريقة الدومينو )) وتؤدي الى سقوط الانظمة المجاورة للعراق,قد تبخرت وتحول العراق الى ساحة لتصفية الحسابات مع الولايات المتحدة على سياساتها المغامرة ,التي تكيل بمكيالين في تعاملها مع الازمات الاقليمية والدولية .ومن دون شك ,اذا كانت التوقعات او السياسات المخططة لتأثير الحرب في العراق,قد ذهبت الى احتمالات تغير سياسي في الشرق الاوسط ,وان هذه الحرب ستكون سابقة لاجراءات امريكية اخرى مماثلة في مكان اخر ,فأن الأمر الأخر الذي بقي محط خلاف ايضاً,هو تأثير حرب العراق في البيئة الامنية الدولية الاوسع ,وبالتحديد في سلوك الولايات المتحدة,بوصفها القوة العظمى الوحيدة في العالم ,وعلى التحديين المتلازمين :انتشار "اسلحة الدمار الشامل"والارهاب,وعلى التحالفات العالمية والمؤسسات الامنية .وقد اوضحت حرب العراق على نحو مثير مدى القوة العسكرية الامريكية واستعداد الولايات المتحدة,منذ 11 سبتمبر 2001 لتؤكد هذه القوة ,غير ان تطورت مابعد الحرب على العراق,بينت بشكل شديد الوضوح حدود القوة الأمريكية .ويرجح ان تكون مسألة اغراض القوة الأمريكية وحدودها موضوع نقاش مستمر في انتخابات الرئاسة 2004 وما بعد تجديد ولاية بوش الثانية,حيث توقع اغلب المراقبيين انه سوف يستمر تأثير الفكر المحافظ في توجيه الأدارة الأمريكية وجورج بوش لمدة اربع سنوات .وتأسيساًعلى ما تقدم ,فان السؤال الذي يطرح هو :ماهي تداعيات هذه الحرب على دول الجوار الأقليمي للعراق ؟وبخاصة ان هذه الدول لم تكن علاقتها حسنة مع العراق ,منذ تأسيس الدولة العراقية ,الا لثلاثة عقود او اقل .فالدائرة تعيش في علاقات حرب وتوتر ونادراً ما شهدت ((علاقات حسن جوار طيبة )). وفي الواقع,فان التداعيات التي رمت بثقلها اكثر من غيرها في مناطق اخرى,اضافة الى الشرق الاوسط ,هو الوضع الاوربي والخلافات بين ضفتي الاطلسي, وداخل الاطار الاوربي نفسه,وكذلك حول الدور المستقبلي لحلف الناتو خارج نطاق ((عمليات تقليدية )) وبالتحديد في العراق والمنطقة العربية حيث المهمات الاستراتيجية الجديدة التي امتدت على طول خط القوس الجنوبي ابتداء من المغرب العربي,مروراً بالخليج العربي ,وانتهاء باسيا الوسطى والقوقاز عندما اعلن جورج بوش الابن قراره النهائي شن الحرب على العراق,كما ان يتطلع وطاقم ادارته بأن يكون هناك ((عراق مسالم في جوار مسالم,ونوع من نظام تعاون اقليمي ))تكون فيه اسرائيل ((الحلقة المركزية ))تمهيداً لتشيد شرق اوسط كبير واسع,ولكن احداث ما بعد الحرب كشفت عن كل تجليات الصورة,التي غطتها نزعات القوة المفرطة :فليس هناك عراق مسالم ,وانما تحولت ارضه الى مستنقع غاصت فيه اقدام المارينز لاشراك قوات عسكرية من الدول الاخرى ,حتى العربية,من ((اجل الاستقرار في العراق )).وان استجابت بعضها,فان ذلك جاء نتيجة لمغريات المال والمناصب,الخاصة من قادة دول اوربا الشرقية الذين تخلوا عن مبادئهم,فليس هناك ما يمنع من ان يتخلوا عن اخلاقيتهم .وهذا الذي حصل,حتى في حال تأييد الحرب .وان كان البرلمان التركي قد رفض في اذار /2003 السماح للقوات الامريكية بغزوا العراق من الاراضي التركية نتيجة للضغط الذي مارسه الرأي العام التركي,والدروس المستخلصة من حرب 1991 ,فان اقر ما بعد الحرب اقترحا رسمياً يخول القوات التركية المشاركة الى جانب القوات الأمريكية للمحافظة على ((الأمن واستقرار العراق ))الا ان هذا الاقتراح والمحاولات الأمريكية في هذا الأتجاه قد اصطدمت بالرفض العراقي. بخاصة من قبل القيادات الكردية .التي وجدت في ذلك ذريعة ((لتحقيق الطموحات العثمانية القديمة ))في العراق,اضاف الى الحساسية المفرطة التي تنظر لها كل الاطراف في ما يتعلق بمدينة كركوك.فرفض التدخل التركي,حتى وان كان على شكل ((مساعدات انسانية )).انقره التي استقبلت وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول في الأول من نيسان 2003 ,وفي خضم المعارك العسكرية على ارض العراق ,كانت تبحث عن ((ضمانات )).امريكية بعد سقوط النظام ,وفي عدم افساح الاستقرار في العراق . وان استجابت بعضها ,فان ذلك جاء نتيجة لمغريات المال والمناصب ,الخاصة من قيادة دول اوربا الشرقية الذين تخلوا عن مبادئهم, فليس هناك ما يمنع من ان يتخلوا عن اخلاقيتهم .وهذا الذي حصل ,حتى في حال تأييد الحرب.واذا كان البرلمان التركي قد رفض في اذار /2003 السماح للقوات الأمريكية بغزوا العراق من الأراضي  التركية نتيجة للضغط الذي مارسه الرأي العام التركي ,والدروس المستخلصة من حرب 1991, فأن اقر ما بعد الحرب اقترحا رسمياً يخول القوات التركية المشاركة الى جانب القوات الأمريكية للمحافظة على ((الامن واستقرار العراق))الا ان هذا الاقتراح والمحاولات الأمريكية في هذا الاتجاه قد اصطدمت بالرفض العراقي. بخاصة من قبل القيادات الكردية .التي وجدت في ذلك ذريعة ((لتحقيق الطموحات العثمانية القديمة ))في العراق,اضاف الى الحساسية المفرطة التي تنظر لها كل الاطراف في ما يتعلق بمدينة كركوك.فرفض التدخل التركي ,حتى وان كان على شكل(( مساعدات انسانية )).انقره التي استقبلت وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول في الأول من نيسان 2003 ,وفي خضم المعارك العسكرية على ارض العراق ,كانت تبحث عن ((ضمانات ))امريكية بعد سقوط النظام ,في عدم افساح المجال للاكراد ((باعلان دولتهم )),او ما من شأنه ان يؤثر في القومية الكردية في تركيا ,التي تتجاهل تركيا حقوقها ,الامر الذي يتطلب تشكيل لجنة تنسيق بين الاكراد والعراقيين وممثلين عن تركيا والولايات المتحدة ,في ما يتعلق بالشق الامني والسياسي.اضافة الى عدم تغيير الاتفاقيات الأمنية التي كانت حكومة انقره قد عقدتها مع نظام صدام حسين في ملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية وبحدود 40 كم ,فأن سقوط نظام صدام ,افقد تركيا أكبر(( حليف))في محاربة الاكراد .وهذه هي النقطة الوحيدة التي كانت تتفق بغداد وانقره على تسويتها .ولذلك رأت تركيا ان عراق ضعيف ومفكك من شأنه ان يؤثر بشكل خطير في امنها القومي , ومكوناته الاجتماعية (العرقية والطائفية ).لا بل ان الخلافات الاوربية الأمريكية على حرب العراق قد رمت بثقلها على مساعي انقره في طلب الانتماء للأتحاد الاوربي,اذا ان الخلافات في اروقة حلف ناتو كانت نقطتها المركزية انقره ,التي حظيت بدعم امريكي ,بخاصة من اجل تفعيل (المادة 4 من اتفاقية واشنطن لعام 1949 ),حيث ان فرنسا والمانيا وبلجيكا اعترضت على سبيل تفعيل خطط من اجل الدفاع عن تركيا ,واقتصر الامر على تقديم مساعدة لتركيا وبشكل منفصل عن الحرب في العراق .وفي الواقع ,ان تركيا بقدر ما كانت علاقاتها مع العراق قبل الحرب تتسم بالجمود واحياناً تتبادل الاتهامات معه وتنزعج من السياسة العراقية ,الا ان غياب نظام صدام حسين افقد نظام انقره اوراقاً عديدة ,بخاصة في اهتمامات السياسة الأمريكية الشرق اوسطية وفي سياسة مكافحة "الارهاب "وكذلك قلقها الدائم والمستمر من امكانية "انفصال الاكراد"من خلال اليات متعددة في مقدمتها الية اجتماعات دول الجوار الجغرافي للعراق ,والاتصالات مع القوى السياسية العراقية التي لها تأثير في الشأن العراقي الداخل .وقد عبرت تركيا عن مخاوفها من صيغة(( الفدرالية))التي تصبح واقعاً دستورياً وسياسياً جديداً في المنطقة بالنسبة الى الاقليات والقوميات بخاصة في تركيا,حيث مطالب القومية الكردية فيها ,وضغوط الاتحاد الاوربي للاخذ بالمعايير الاوربية في الانتماء .وفي الواقع ,فان مؤتمرات دول الجوار التي بدأتها انقره بخطوات دبلوماسية وسياسية ما قبل اندلاع الحرب ,وخلالها,لم تكن في حقيقة الأمر الا من اجل احتواء تداعيات سقوط النظام السياسي المركزي في بغداد,والنتائج التي ترتبت على الاحتلال الأمريكي .فالدول الأخرى المحيطة بالعراق والتي شهدت علاقاتها مع العراق منذ 1968 احوالاً من التوتر والحروب. خاصة في سوريا ,والكويت,وايران بقدر ما عبرت في داخلها عن ((فرحتها))بازالة الخطر العراقي,سواء كان منافساً عقائدياً لسوريا,او بالنسبة الى الكويتيين في غزوهم ومحاربتهم في 1990/1991 ,وقبلهم الايرانيون,فان غياب نظام سلطوي قوي متماسك بكل تفاصيل الحياة اليومية العراقية,وبالطوائف والاعراف المكونة للشعب العراقي ,من شأنه ان يجعل الفوضى تسري الى داخل مجتمعاتهم ,لا بل ان 99% من الانظمة العربية كانت موافقة على اسقاط نظام صدام حسين ,ولكن بعد ان هدأت اصوات المدافع ,وتوقفت سرفات الدبابات المقتحمة لبغداد ,بدأ كل نظام يعيد حساباته ,ويتذكر القول المأثور ((اكلت يوم اكل الثور الأبيض )).فلم يمضي الا عدة شهور حتى شرع الكونغرس قانون معاقبة سوريا في اذار 2004 ,وبدأت الضغوط الامريكية على دمشق ,باتجاهات وقنوات مختلفة .تارة من لبنان ,وتارة من اسرائيل .واخرى من تركيا,ووقف الجيش الأمريكي على بعد عدة امتار من الحدود السورية العراقية ,محمل النظام السوري مسؤولية تدهور الوضع السياسي والامني في العراق .لكن ادارة بوش الابن تجاهلت كثيراً حقائق الأرض والسياسة في العراق . فبعد ان دمرت الدولة .لم يعد باستطاعتها ان تؤسس ,دولة جديدة ,في الفترة نفسها ,بالمقياس الذي وضعته قبل الحرب .وما كان عليها الا ان تضيع كل اخفاقاتها على دول الجوار,بخاصة تلك التي كانت احد اطراف محور شرها ,او بمقتضى الاستراتيجية الصهيونية, يجب اركاعها واخضاعها للمخطط الصهيوني في الاحتفاظ بالجولان .وفرض تسوية سياسية هزلية لانهاء الصراع ,لا تستند الى اي قرار من قرارات الأمم المتحدة,وانما لخارطة الطريق وتفاهمات ثنائية ,لا اكثر ولا اقل .وامام غليان الأرض العراقية تحت اقدام قوات الاحتلال ,والخسائر التي تكبدتها .وضغط الرأي العام العالمي الذي يجبرها على الانسحاب فوراً ,لم يكن امامها الا ان تزيد الوضع تدهوراً ,حتى تستطيع تقديم مبررات وجودها ,واستمرار احتلالها ,فكان الانفلات الأمني والسيارات المفخخة والأرواح تزهق يوم بعد يوم .          

                                      

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45029
Total : 101