Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الشيخ حمود الفالح السعدون ( الأصالة وتأسيس الناصرية )
الثلاثاء, تشرين الأول 11, 2016
نعيم عبد مهلهل

منذ أن تأسست الناصرية بأمر ديواني من والي العراق العثماني ( مدحت باشا ) في عام 1870 ميلادية ، وتسلمها في تأسيس حاضرتها منذ يومها الاول الشيخ ناصر الاشقر باشا السعدون واليه انتسبت بالأسم لتسمى ( الناصرية ) وحتى عندما تغير اسمها الاداري الى لواء المنتفق فأنه ظل ملاصقا للمشيخة ذاتها لآن آل السعدون هم شيوخ قبائل المنتفق.توارث المشيخة في العراق منذ النزوحج الاول لقبائل المنتفق من جزيرة العرب الى العراق واستقرار اغلبهم في البطائح الجنوبية لبلاد وادي الرافدين شيوخ كانت من ابرز صفاتهم البطولة والكرم والنخوة وصد الغزاة والمستعمرين ، ولقبائل المنتفق مع الترك صولات لاتنسى من المقاومة البطولية ، ويكفي ان اول رئيس وزراء عراقي في اول حكومة عراقية هو عبد المحسن السعدون من مواليد مدينة الناصرية 1879. أي انه ولد وعمر الناصرية سبعة اعوام ، وهو اول سياسي عراقي لم يرض بمهانة وضغوط المستعمر فأنتحر بسبب ذلك الإباء والكبرياء وشرف الكلمة والموقف .
المرحوم الشيخ حمود الفالح السعدون هو آخر عملاقة تلك القامات التي أراها وكانت تزهو بها الناصرية مفخرة عندما كان يعيش في مضارب املاكه في ناحية البطحاء ويأتي للناصرية يؤدي فرائض التواصل الاجتماعي مع اهل المدينة وعوائلها .كان بطوله النحيف والفارع وسيره الهادئ يمثل بالنسبة لنا التأريخ الروحي والحضاري لتأريخ المدينة من أوله ، وكانا نتهيب نظرته التي كانت تمسحها عاطفة غريبة من الابوة والكبرياء والانتماء الى خيام تلك الاساطير الغامضة لاجداده وهم يمسكون مجهول الصحراء بأنصال سيوفهم وخبب خيولهم في المعارك والترحال بين نجد والجنوب العراقي.
كنا نستضيفه في بعض الاماسي حين يأتي الى محل العباءات الرجالية الذي يملكه صديقي المرحوم ايوب يوسف جساس حيث تعود الشيخ حمود الفالح السعدون ان يخيط له في كل موسم عبائتين عند المرحوم ايوب ، اثنان خفيفتان للصيف واثنتين ثقيلتين للشتاء ، وعندما كنت اسأل الاستاذ ايوب عن نوع قماش العباءة فيقول له انها من اندر الانواع واغلاها وانها تأتي اليه من الحاضرة الالهية المقدسة مكة المكرمة .
وعندما يرتدي العباءة ليجرب طولها على جسمه كنا نقف احتراما لانه ايضا طوال حضوره الى السوق يظل واقفا .
 كنت استذكر مع الوميض الخفي في اجفان الشيخ تواريخ المكان ومتغيراته وتلك الأزمنة العجيبة التي كان فيها اجداده يؤسسون في المكان الحياة القادمة التي عاشتها اجيال متعاقبة من ابناء المدينة.
كان الشيخ حمود السعدون رحمه الله يتحدث بهدوء في عربية بدوية فصيحة تماما ، وكان يزن الكلمات ببلاغة ورد لاتتأخر فيه روح الحكمة وعذوبة النغمة الصوت والتحية ، لهذا كنا نخجل ونتلعثم في ردودنا عندما تشعر أنك تحاور الحفيد الروحي والانساني للرجل الذي بنى الناصرية وارسى في ارواحنا وثقافتنا ذلك الفضل الكبير من اننا بفضل جد الشيخ حمود فالح السعدون ننتمي الى الناصرية مفتخرين بها مدينة للحب والعلم والادب ، مدينة للشعراء والشهداء والفقراء والحالمين.أظن ان ذلك الكبرياء الذي كان يودعنا بترحاب من صوته الهاديء وهو يرفع يده ملوحا بوداعنا ، هو آخر ما كنت اشاهده من خيالات القصص قي تواريخ تلك العائلة العريقة ، التي كنا صغارا عندما نصاحب ابائنا وهم يؤمون الصلاة في ذلك الجامع الصغير قرب بيتنا جامع فالح باشا الصغير والذي لم يزل الى اليوم واظن انه اول الجوامع المشيدة في تاريخ الناصرية حيث كان يؤمه للصلاة الجميع بكل مذاهبهم ليس لان الجامع يقع في منطقة اغلبيتها من مذهب مهين ، بل لان الناس في ذلك الزمن لاتعرف شيء اسمه المذهبية.
صورة الشيخ في مهابتها ، هي الصورة البعيدة لكل من يريد ان يتخيل التفاصيل السرية في مشاريع انشاء المدينة وربما سيكتشف بالحدس تلك الحوارات التي دارت بين مؤسسها الشيخ ناصر الاشقر ومهندسها البلجيكي ( جوليوس تللي ).
لاادري لماذا كنت عندما اتأمل الى الاهداب النازلة للشيخ الوقور حمود الفالح السعدون اقرا الكثير من تفاصيل تلك الحوارات ، وربما ساعدني هذا كثيرا في صناعة فنتازيا تأسيس المدينة في حوارات رواياتي عندما يكون المدينة المكان ( الناصرية ) هاجسها.والآن ومهما يتغير في تفاصيل حداثة المدينة ، فأن اي متغيير لن يستطيع أن يمحي تلك الرؤى المهيبة والروحية التي اسست في المكان وجودنا وتلك المساحة العمرانية من روح المدن والمسماة بعدة اسماء ( المنتفك ، ذي قار ، الناصرية) وحتما الناصرية هي اقرب الاسماء لذاكرتنا ووجودنا مهما تغيرت الاجيال وتعاقبت .
فسلاما لروح الرجل الرائع ( الشيخ حمود فالح السعدون ) بهيبتة ومكانته وتلك الوقفة الاسطورية امامنا في سوق العباجية وهو يدرك تماما ان المكان وكل مافيه ينتمي اليه روحا وجسدا.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.4668
Total : 101