Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
مـعـاني الـوطـنـيــة
الأحد, نيسان 12, 2015
مؤيد الصالحي

 

كنت أقف بالقرب من احد مواقع العمل في العاصمة بغـداد ، الذي تنفذه الجهة القطاعية ذات العلاقة ، بالاستعانة المحدودة بالخبرات الأجنبية في أواخر السبعينات ، أتأمل مليا تفاصيل العمل الميداني ، كيف كان المهندسين الأجانب يعملون بهمة عالية و حرص شديد على الانجاز بإخلاص قل نظيره ، وبإتقان ابهرني ساعتها ، بحيث نفتقده في أيامنا هـذه ، وعلى نحو أثار انتباهي ، لسبب بسيط هـو أن أقرانهم من المهندسين العراقيين الذين كانوا بمعيتهم اقل جدية منهم و أدنى تفان في ذات العمل ، فالتبس الأمر عندي آنذاك ، وأنا في عنفوان شبابي ، حتى صرت أسال نفسي : – من ياترى الكادر العراقي أم الاحنبي يستحق بجدارة أن يوصف بالوطني الحقيقي الغيور ؟  لا سيما وان المهندسين الأجانب كانوا يخوضون في المياه الطينية و الأوحال لإحكام ربط و إيصال و مـد الأنابيب الخاصة بـنـقل المياه الثقيلة بعضها ببعض ، وكان العرق يتصبب منهم في تلك الظهيرة القائضة ، في الوقت الذي يقف المهندسون العراقيين جانبا بملابسهم النظيفة ، وكان احدهم يضع يده في جيبه وهـو يرنو إلى فريق العمل الأجنبي بلا مبالاة  ، أدركت حينها معنى أن يكون الفرد وطنيا ، و بأي المعايير و المقاييس توزن هكذا  أمور .

 

مناسبة هـذه المقدمة ، وذلك الاستطراد ، إني سمعت قبل عـدة أيام احد المسؤولين في كلية الهندسة يؤكد لأحدى الفضائيات باعتزاز قائلا : – ( إن جامعتنا تفتخر لأنها تسعى لإعداد خريجين ذوي تفكير هندسي ) ، وهـو تصريح جميل لا غبار عليه ، و لكن كنت أود أن اسمع المسؤول يشدد على عناوين الإخلاص والجدية و الإبداع في العمل ، و كذلك الإشارة إلى عـدم الحاجة إلى الخبرات الأجنبية مستقبلا .

 

و جدير بالذكر إن (  الوطن ) و ( المواطنة ) و ( الوطنية ) ، هي مفردات ذات مفاهيم عميقة  الدلالة والجذور في ثقافات الشعوب ، وفي دساتير العالم و الأدبيات الفكرية السياسية و القانونية التي ترتبط بالأرض و السيادة و أنظمة الحكم ، فالوطنية بالذات هـي ممارسة و سلوك تطبيقي و واقع عملي ملموس تتجسد فيها المشاركة الفاعلة و المخلصة في التنمية و البناء و التمدن و التطور و النهوض دون أدنى تقصير ، بعيدا عن المنافع و المكاسب الذاتية و المصالح الشخصية ، و الوطنية هـي أيضا عدم استغلال بسطاء الناس من الطبقات المتوسطة و الفقيرة في مختلف الظروف و الأوقات و الأحوال ، كما تعني الوطنية المساواة ضد التقسيم إلى طوائف و ملل ، بعيدا عن التناحر و الكراهية و التعصب ، وكيل الاتهامات و التراشق بالسباب ، و أخيرا وليس آخر إن الانتماء الوطني هـو فعل يومي خلاق و متحضر وعمل موضوعي متواصل في شتى نواحي و مجالات الحياة ، وليس مجرد صراخ و زعـيق و ادعاءات فارغة و خطابات رنانة مستهلكة .

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.48012
Total : 101