اصبح واضحا ان العراق من أكثر الدول العربية التي يتواجد بها ميليشيات عسكرية متنوعة، وأصبحت بلاد الرافدين بلد الميليشيات والجماعات المسلحة، وأصبح العراق رهينة الصراع الدائر ووقود الحرب الإقليمية والدولية من خلال الحروب الطاحنة ،وتلعب إيران دورًا كبيرا في تجنيد العراقيين على أساس مذهبي ليكون أداة في حربها الإقليمية الممتدة، ويستخدموا وقودًا لهذه الحرب وورقة يلعبون بها كما يشاءون تحت شعار المقاومة والدفاع عن المقدسات الشيعية، وغيرها من الشعارات التي يجيدها صانع القرار الإيراني.
وكتائب حزب الله أحد أبرز الميليشيات الشيعية في بلاد الرافدين والتي تخوض وتلعب فبالاضافة لدورها في قتال داعش الارهابي امست تخطف العمال الاتراك ووكيل وزارة العدل وتهدد دول الجوار مرورا باعضاء البرلمان والحكومة وتدخل باشباكات علنية مع الاجهزة الامنية العراقية في صورة استهتار تعيدنا لعام 2006 وسطوة الارهاب والميليشيات,
أثارت هذه الأنباء والتصرفات الأسئلة عما يُعرف بكتائب حزب الله العراقي، وما هو دوره الحقيقي داخل العراق؟ وعن ارتباطه بدولة إيران التي تقوم بمد أذرع قوية لها بالمنطقة عن طريق المنظمات التابعة لها، والتي يتمثل النموذج الأنجح لها حتى الآن في حزب الله اللبناني ذي التأثير والنفوذ الإقليمي ؟.
الحقيقة ان الحزب لا يخفي اتصاله الأيديلوجي بإيران أو بالجمهورية الإسلامية- كما يسميها الحزب- في بياناته، إذ أصدر الحزب عدة بيانات مؤيدة لإيران وتحمل لغة تهديد لكل المصالح الغربية وخاصة الأمريكية، إذا ما استمرت في الأعمال العدائية ضد إيران مُعلنين أنهم يقفون بجوار نظام الولي الفقيه "خامنئي"، لذلك يعد كتائب حزب الله العراقي ذو اجندة إيرانية واضحة، ويدين بالولاء التام للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آيه الله علي خامئني، وفقا لنظرية ولاية الفقيه التي يعتقد بها.
ولاثبات ولاءه لايران استهدف "حزب الله" معكسر "ليبرتي" الذي يضم معارضي ايران من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بنحو 50 صاروخًا، كما اتهم بقصف مناطق على الحدود السعودية وتنفيذ أعمال عسكرية ضد الكويت؛.
شارك "حزب الله" في المعارك الجارية في سوريا الى جانب قوات الاسد التي تحاول اقماع الثورة السورية والحزب يساندها لولائها الطائفي لاغير، وسيطر على طريق بغداد- دمشق، إضافة إلى بعض الأماكن المهمة داخل سوريا..
ويتحدث بفخر "حزب الله" عن أن مقاتليه استخدموا جميع أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة في معاركهم وعملياتهم مثل الهاون ذو العيار الثقيل، الصواريخ، القنص، القاذفات، وصواريخ "سترله" المضادة للطائرات، وأن كوادره الهندسية استحدثت سلاح "أشتر" الذي يمتلك قدرة تدميرية وإحراقية عاليتين كلها ضد من يقف ضد فكرة ولاية الفقيه او ينتقده واستمرت العمليات لحد هذه اللحظه باوامر من قادت الحرس الثوري ضد كل من يقف بوجه المشروع الايراني,
.
.
نتيجة لكل هذه المواقف والعمليات الارهابية فقد أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 2 يوليو 2009 إدراج كتائب حزب الله وشخصية سياسية عراقية أخرى على لائحة الإرهاب، وبينت أن وزارة الخزانة الأمريكية قامت بتجميد أصوال الكتائب، وجاء في البيان أن كتائب حزب الله نفذت ووجهت ودعمت أو شكلت خطرا كبيرا بارتكاب أعمال عنف ضد المدنين وقوات الأمن العراقية، وأوضح البيان أن كتائب حزب الله تحصل على تمويل من فيلق القدس، كما اتهم حزب الله اللبناني بتقديم الدعم والتدريب والسلاح لكتائب حزب الله، مشيرا إلى أنه قام بتدريب عناصر في هذه المجموعة في إيران ..
بعد كل ما تقدم يجب ان نتسائل متى يصرح العبادي ويقول إن الذي يحمل السلاح من المليشيات سيجد القوة الضاربة لقواتناالامنية ، وإن أي شخص يحاول العبث بالأمن ويريد إرجاع العراق إلى المربع الأول سيكون في خانة الجماعات الإرهابية التي يجب القضاء عليها ..لان العبادي ان لم يفعلها قد تعيد حسابات الولايات المتحدة (للعلم هي من نصبت العبادي لاغيرها) بجدية العبادي وتعهداته السابقة بالإصلاح وتغيير نهج حكومة المالكي في إدارة الدولة ضمن السياقات الدستورية والقانونية,وسيكون العبادي مجرد نسخه من سلفه بل اشر منه .
مقالات اخرى للكاتب