لا أعول على الهيئة العامة لاتحاد الكرة، أو حتى أكون أكثر دقة أقول: لا أعول على أغلبية أعضاء هذه الهيئة مستندا في ذلك الى أن هذه الأغلبية اختارت شخصية غير كفوءة للرئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم، نعني ناجح حمود مفضلة اياه على فلاح حسن النجم الدولي الكبير ورئيس الهيئة الادارية لنادي الزوراء، وذلك في الانتخابات التي جرت قبل أكثر من عامين.
اليوم، وبعد عامين تقرر الهيئة العامة تقديم شكوى للاتحاد الدولي لكرة القدم ضد ناجح حمود واتحاده بسبب استخفافه وتجاهله بأعضاء الهيئة العامة للاتحاد وعدم تمسكه بقوانين الاتحاد الدولي التي توجب عليه عقد اجتماع للهيئة العامة بعد مرور عام على المؤتمر الانتخابي.
لم يفعلها ناجح، نعني أنه لم يعقد هذا الاجتماع، ليس بعد مرور عام فحسب، بل أنه تمادى الى عدم عقده هذا الاجتماع حتى بعد مرور أكثر من عامين، ونحن على يقين أن لا نية له لعقد هذا الاجتماع مطلقا لأنه يعتقد أن أن هذه الهيئة، أو الأغلبية فيها من السهل ارضائهم بوعد مؤجل، أو سفرة مع وفد من وفود المنتخبات على نفقة الاتحاد، أو بطرق ملتوية أخرى، وهو الأمر الذي يؤدي الى خضوعهم لمخططاته.
هذه الهيئة تتحمل مسؤولية انحدار سمعة الكرة العراقية ومن ثم تمادي ناجح حمود في تجاهلها فهي التي جاءت به الى رئاسة الاتحاد، وهي التي دعمته طوال العامين الماضيين فسكوتهم رغم النتائج الهزيلة التي خرجت بها المنتخبات العراقية خلال جميع مشاركاتها الخارجية وآخرها الخسارة أمام السعودية وخروج منتخب الناشئين من بطولة كأس العالم من دورها الأول بعد تعرضه الى خسارات قاسية، ورغم المؤامرة الكبيرة التي حصلت في المنامة والتي كان فيها حمود طرفا خطيرا حينما وقف مع الخليجيين ضد تنظيم مدينة البصرة لبطولة خليجي 22 من خلال تصويته لصالح قرار نقل البطولة الى السعودية، يدلل على تحملهم هذه المسؤولية.
كان لابد لهذه الهيئة أن ترفع صوتها حينما أعلن شرار حيدر النائب الثاني لرئيس الاتحاد استقالته من الاتحاد. كان عليها أن تطالب باجتماع فوري للهيئة العامة للوقوف على أسباب استقالته. وكان عليها أن تطالب بعقد اجتماع بعد انسحاب عضوين من الاتحاد هما محمد جواد الصائغ ومحمد خليل، وكان عليها أن ترفع صوتها بعد مرور عام على المؤتمر الانتخابي، لكنها لم تفعل، ولم تتحرك بهذا الاتجاه، بل ظلت مصرة على صمتها السلبي.
نسأل الآن: هل أن سماعنا لصوت الهيئة العامة في هذا الوقت يعد صحوة ضمير، أم أنها اكتشفت خطأ اختيارها لحمود وبقية أعضاء الاتحاد؟.
في كلا الحالتين نجد أن الأمر سيصب في خدمة الكرة العراقية فان كان صحوة ضمير، أو أنها اكتشفت خطأ اختيارها في الانتخابات الأخيرة فان ذلك سيساهم في خدمة اخراج الكرة العراقية من واقعها المؤلم، مع أننا نؤكد على أن تحرك الهيئة العامة جاء متأخرا، لاسيما وأن المصائب الفنية والادارية والمالية التي حلت بالكرة العراقية تحت رحمة ناجح حمود وبقية أعضاء الاتحاد لا تعد ولا تحصى.
نعم، لم يفت الأوان، إذ مازال هناك متسعا من الوقت ليحصل التغيير ، ذلك التغيير الذي تنتظره الجماهير الرياضية، بل الشعب العراقي برمته بعد أن أصبحت الصورة واضحة، نعني أن هذا الاتحاد لا يصلح لادارة ملف الكرة العراقية ليس داخليا فحسب، بل خارجيا وما فشله في رفع الحظر عن الكرة العراقية الا الدليل القاطع على ذلك، فضلا عن اشتراك رئيسه في مؤامرة المنامة التي حرمت البصرة من استضافة بطولة خليجي 22.
نعم، لم يفت الأوان، لكن نضع قلقنا أمامنا فنحن نعلم جيدا أن بعض أعضاء الهيئة العامة من الممكن أن يبعيوا ضمائرهم مرة أخرى مقابل وعد مؤجل، أو سفرة خارجية على نفقة الاتحاد، أو منصب في لجان الاتحاد الوهمية.
