قبل ايام اقامت محافظة بغداد معرضاً واحتفالية لثلاثة من حكام العراق السابقين ( عبد الكريم قاسم ،والاخوين عبد السلام وعبد الرحمن عارف ) واعتقد ان جمع ثلاثة في احتفالية واحدة امر يثير الكثير من علامات الاستفهام واخواتها من علامات التعجب . فاذا كانت المناسبة هي يوم 8 شباط حيث وقع انقلاب بعثي 1963 ضد عبد الكريم قاسم ، واراد المحافظ ان يسترجع الذكرى تقديراً منه لهذه الشخصية الوطنية . فانه قد ناقض ذلك حيث ضمن احتفاليته هذه احتفاءً بعبد السلام عارف الذي لم يكن كعبد الكريم قاسم وطنياً محباً للفقراء ، بل كان طائفياً مخبولاً . والانكى من هذا هو انه من قتل عبد الكريم قاسم بأصداره امراً باعدامه يوم 9 شباط 1963 فيكف والحال هذه يجمع محافظ بغداد بين الضحية والجلاد في احتفالية واحدة ؟! سألت العديد من السياسين عن مبررات الدكتور صلاح عبد الرزاق (محافظ بغداد) للجمع بين القاتل والمقتول .. فقال بعضهم بأن الرجل لا يهمه الا شيء واحد في احتفاليته الثلاثية ، وهذا الشيء هو ان يظهر وسط الجمهور ويفتتح معرضاً وتنشر وسائل الاعلام صوره وتنقل التلفزيونات تصريحاته !! وقال لي سياسي اخر ، الرجل ، يقصد المحافظ ، لا شغل له غير اقامة الاحتفالات وافتتاح المعارض بمناسبة او بدونها ، لانه غير قادر على عمل شيء يجعل الناس يذكرونه ، فجاءهم من هذه الباب ليفرض عليهم وجوده !! حقيقة ، لم افهم سر شغف المحافظ بأفتتاح المعارض واستذكار المناسبات او اختراعها ، ان صح التعبير ! فعبد الكريم قاسم وخصمه اللدود عبد السلام عارف نقيضان في كل شيء ولا يجتمعان على رأي منذ ان تعارفا في اربعينيات القرن الماضي الى ان قتل عارف زعيمه قاسم في 9 شباط 1963 . وكل العراقيين والسياسين منهم على وجه الخصوص يعرفون التناقض الحاد بينهما بأستثناء الدكتور صلاح عبد الرزاق، والذي قيل انه لم يعش زمانهما ولم يقرأ تاريخهما ، ولو كان قد فعل ذلك ، فبالتأكيد ما كان يحتفي بهما في يوم واحد شهد مقتل احدهما ليعتلي الثاني سدة الحكم من بعده !! وسألت سياسياً على معرفة بالسيد صلاح عبد الرزاق ان كان له مستشار يستشيره في مثل هذه الامور ؟ فأجاب ضاحكاً : بالطبع ، بالطبع . ان له مستشار وحيد هو صلاح عبد الرزاق نفسه،وكثيراً ما سمع نصحه!
مقالات اخرى للكاتب