Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
شهر التسامح
السبت, تموز 13, 2013
عبد الخالق كيطان

 

ها قد دخلنا في شهر رمضان، الشهر الذي يقترن في ذاكرتي الشخصية، كما في الذاكرة الجمعية، بقصص التسامح، إضافة إلى قصص الإيمان والسلام والتراحم وقيم الجيرة والعفو.

كنت صغيراً جداً عندما استمعت إلى شيخ جامع النجارين في مدينة العمارة وهو يحث الناس، في أمسيات رمضانية كانت تقام بعد الإفطار في سوق النجارين أمام الجامع، عن قدرة العفو على بناء علاقات جديدة وانسانية بين الناس. ألوذ، أنا الصغير، بأبي الذي ينشغل عادة في هذه الأثناء بمسبحته. ثم تنزل على الجمهور صواني البقلاوة والزلابية في مهرجان طقسي تملؤه المحبة والتراحم.

هذا المشهد ظل عالقاً في ذهنني، بالرغم من ترحالي الدائم بين المدن والدول، على أن حلاوة المشهد الأول ظلت هي الأبرز في ذاكرتي. وأجدني اليوم، بشكل شخصي، بحاجة إلى استعادة تلك الأجواء الطقوسية، ولا بأس من القول، على سبيل الاستطراد، اننا جميعاً بحاجة إلى ذلك، على ما أعتقد، بعد عام مرّ يجرجر خطاه، جريحاً، يائساً، خائفاً، وينظر إلى المستقبل بكثير من ألم.

ومن اللافت أن القرآن الكريم، حافل بمثل ما نتحدث عنه، مثل قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}  (143) سورة البقرة، ولا أعتقد أن بيننا من لم يقرأ هذه الاية التي تحضّ على الوسطية، فهل أكثر من شهر رمضان مناسبة لتكريس هذا المبدأ الإسلامي؟ كما تذكرنا الآية الكريمة: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}  (199) سورة الأعراف، بالمبدأ ذاته. ثم الآية الكريمة: "{فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}  (85) سورة الحجر، وكذلك: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}  (22) سورة النور، وكذلك: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}  (134) سورة آل عمران، وكذلك: {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }  (43)سورة الشورى.

وبالرغم من أنني لست ضالعاً في أمور الدين، إلا أنني لا أخفي نشوتي وأنا أقرأ هذه الايات التي أجد معها ديني الذي أنتمي إليه كريماً، متسامحاً، قادراً على دفع الناس إلى السلام قبل أي شيء آخر.

هذا الشهر الكريم فرصة لأن نعترف بالقسوة التي أطّرت عامنا الماضي، فجعلت الجار يتوجس من جاره، وجعلت الجندي وشرطي المرور مكروهاً، والطبيب هدفاً للعنف، والمدرس لا يأتمن على نفسه في مدرسته، والتاجر ينقل ماله غلى خارج بلده والقاضي مهدداً... يا غلهي، كيف تسللت القسوة إلى قلوبنا؟ كيف نسينا قيم التراحم والمحبة والعفو والسلام التي نشأنا عليها في درابيننا القديمة، وحاراتنا الأنيسة؟

ها أنا اليوم لا أجد غضاضة من الاعتراف أمامكم بالعجز، عجزي عن فهم ما يجري. أدير رأسي جهة المحلة التي ولدت فيها، وأجدها نائية جداً، بالرغم من أنني تعلمت منها المحبة. ثم أدير راسي إلى محلات بغداد وأجدها تريد استعادة تاريخها الناصع، بالرغم من موجات القتل والسحل التي مرت بها.. افكر في أجيال من قراء الفراكيات، والمقام العراقي، والمربعات، ولاعبي الزورخانة، ولاعبي المحيبس.. أستذكر رجالاً يرتدون دشاديشاً بيض.. ونساء متلفعات بالسواد، يقطعون المحلات الضيقة ليتنقلوا بين البيوت بأريحية العراقي الشهم، المحب للحياة. دعوني أقول: أن اللونين الأبيض والأسود هنا استعارة كونية، وجمالية. لم يكن اللونان اعتباطاً في التاريخ العراقي، بل هما المعنى الذي نبحث عنه.

شهر رمضان الكريم.. مناسبة سانحة لأن نعفو.. وأن نتسامح.. ونتعالى على جراحنا.. دعونا نحاول.. نحاول فقط..

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.392
Total : 101