جرت في المملكة العربية السعودية للفترة من 14 شباط الى العاشر من آذار مناورات عسكرية شاركت فيها قوات سعودية وقوات من (20) دولة عربية وإسلامية وتأتي هذه المناورات في وقت يخيم فيه التوتر على العلاقات السياسية والعسكرية بين دول المنطقة و في خضم دور سعودي جديد تضمن إرسال طائرات حربية الى تركيا لاستهداف التنظيمات الإرهابية في سوريا حسب الادعاء السعودي و تصريحات سعودية تركية مفادها احتمال اشتراك البلدين في عملية برية في سوريا ضمن التحالف الدولي , وتشارك في المناورات دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والمغرب وباكستان وماليزيا والسنغال وتونس وتشاد ودول أخرى ,وكانت السعودية قد أعلنت عن تشكيل تحالف إسلامي بقيادتها ضد الإرهاب في كانون الأول ديسمبر الماضي والذي تشارك أغلب دوله في هذه المناورات . المناورات السعودية الإسلامية هي الأكبر من حيث عدد الدول المشاركة فيها واتساع المناطق التي تجري فيها ومن حيث أنواع الأسلحة والأعتدة والمعدات حيث ستشارك في هذه المناورات التي سميت برعد الشمال قوات و معدات وأسلحة متطورة تشمل قوات جوية وبحرية ودفاع جوي وقوات برية من مشاة ودبابات ومدفعية وستجري هذه المناورات في منطقة حفر الباطن القريبة من الحدود السعودية العراقية التي انطلقت منها القوات الأمريكية لغزو العراق عام 2003 . فما هي الأهداف الحقيقية من وراء هذه المناورات ؟ وماذا حققت السعودية من وراء هذه المناورات ؟ يرى أكثر المتابعين للشأن الإقليمي السياسي والعسكري أن هناك عدة أهداف تبتغيها السعودية من إجراء هذه المناورات في الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة منها إن السعودية تريد اضهار قوتها العسكرية وقوة الجيوش العربية والإسلامية الحليفة لها لسوريا وحلفائها وتؤكد في الوقت نفسه أنها على استعداد للحفاظ على أمن المنطقة ,كما تهدف السعودية الى تحجيم دور إيران في المنطقة العربية ,إضافةٌ الى أن السعودية تريد توجيه رسالة الى سوريا وحزب الله وروسيا وإيران مفادها في حالة استمرار الوضع الميداني على ما هو عليه خصوصاٌ بعد الانتصارات الأخيرة التي حققها الجيش السوري بإسناد القصف الجوي الروسي المكثف فان السعودية ودول حليفة معها عل أتم الاستعداد للتدخل العسكري خصوصاٌ البري في سوريا . ورداٌ على المناورات السعودية الإسلامية أعلن العراق معارضته لهذه المناورات لقربها من حدوده مع السعودية في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة العربية توترات كبيرة بسبب داعش والجماعات الإرهابية في العراق وسوريا التي تهدد أمن وسيادة هذه الدول والمنطقة ,كما ردت إيران على المناورات السعودية بإجرائها مناورات بحرية ضخمة أسمتها (الولاية 94) مدتها خمسة أيام الهدف منها تأمين المنطقة الإستراتيجية بشكل كامل واستعراض القدرات البحرية الإيرانية في مواجهة التهديدات الأجنبية وهي على شكل عمليات حقيقية تواجهها القوات الإيرانية ,ترى لماذا هذا التصعيد العسكري من قبل السعودية ولمصلحة من ؟ وإذا كانت السعودية حريصة على أمن المنطقة لتوقف عملياتها في اليمن أولاٌ ثم تبحث مع شقيقاتها العربيات حلا واقعياٌ وعملياٌ للمشكلة اليمنية وكذلك السورية عبر المفاوضات والحلول السلمية بدلاٌ من استعراض القوة والتلويح باستخدامها والتي لا تؤدي إلا الى مزيد من التوتر والتصعيد العسكري والخسائر البشرية والمادية التي لا يستفيد منها إلا أعداء العرب والمسلمين الحقيقيين الكيان الصهيوني وحلفائه الأمريكان . والسؤال الذي يُطرح في هذا الصدد ماذا حققت المناورات السعودية الإسلامية ؟ يقول السعوديون إن المناورات تهدف الى تعزيز العلاقات العسكرية بين الدول المشاركة فيها , وفي نظر أغلب الخبراء العسكريين والاستراتيجيين إن هذه المناورات لم تحقق أي شئ يصب في مصلحة السعودية أو الدول المشاركة فيها لان جيوش هذه الدول تختلف من حيث التنظيم والحجم والتسلح والتجهيز ونظريات التدريب والعقيدة العسكرية لكن هذه المناورات الكبيرة في عدد دولها والطويلة في مدتها كلفت السعودية ملايين الدولارات جراء استخدام الأسلحة وصرفيات الاعتدة والوقود والأرزاق واستهلاك للأسلحة والمعدات والآليات لتشكل هذه الصرفيات أعباءاٌ مضافة الى أعبائها المالية المتزايدة جراء حربها في اليمن ودعمها للجماعات المسلحة في سوريا كان الأولى بالسعودية صرفها للأعمار وللمشاريع الاقتصادية المجدية للشعب السعودي أو لمساعدة الدول العربية بدلاٌ من صرفها لشراء الأسلحة والمعدات من الشركات الأمريكية والغربية وعلى مناورات لا تقدم ولا تؤخر
مقالات اخرى للكاتب