كُنْت انْتَظِر فِي تِلْك الْلَّيْلَة عَمَوَدّي الْأُسْبُوْعِي فِي الْصَّفْحَة الاخِيْرَة مِن صَحِيْفَة الْزَّمَان الْلَّنْدَنِيَّة فِي زَاوِيَة ( زَمَان جَدِيْد ) وَقَد ابَرْقَت لَهُم خَوْاطِر مَلِيِئَة بِالآسِى وَالَّذِكْرَيَات وَالرُّومُانْسِيّة الْقَدِيْمَة الَّتِي ذَهَبْت مَع انُوْثَة مَارْلِيَن مُوَنْرُو وَانَا اقْرَا خَوَاطِرِهَا وَاقَارْنْهَا بِخَوَاطِر فِي ذَات حَجْم الْدِّفْتَر كَتَبَهَا وَزَيْر الْدِّفَاع الْامْرِيْكِي الْرَّقِيْق دُوَنَالَد رَامِسْفِيَلّد .!
لَكِنِّي تُفَاجِئْت ان الْفَنَّانَة الْكَبِيْرَة مَاجِدَة الْرُّوْمِي احْتُلَّت مَكَانِي فِي الْزَّاوِيَة لِتَكْتُب مَقَالَا رَائِعَا عُنْوَانُه ( لِنَقِف مَع الْمِلْيَار جَائِع ) .لَم أَشْعُر بِحُزْن لِأَن غَيْرِي احْتُل مَكَانِي فَهُو لَيْس احْتَلالا تَصْنَعُه الدَّبَّابَات وَجَزَم الْجُنُوْد وَغُرَبَاء عَبَرْو الْمُحِيْط لِيَشْرَبُوْا مِن مَاء دِجْلَة . وَيُفَكِّرُوْن الان بِالْخُرُوْج أَو عَدَمِه وَمَع الْحَقِيقَة الْتَأْرِيْخِيَّة وَفَرِيْضَة مُصِيَبَة اهْوَن مِن مُصِيْبَة اتَمْنَاهُم ان لايُخْرِجُوا الان ، فَهُم الْيَوْم كَمَا فِي قَصِيْدَة كَافّافِيْس ( الْبَرَابِرَة ) نَوْعَا مِن الْحِل ، لِأَنَّهُم لَو خَرَجُوْا بَعْد أَشْهُر سَيَخْتَلِط الْحَابِل بِالْنَّابِل وَتَعُوْد الْمَتَارِيْس وَالْطَّوَائِف وَتُدْخَل الْجَار
وَالْمِنْقَار يَنْهَش فِي الْجَسَد الْعِرَاقِي فَيَصِيْر تَمَنِّي الْامْرِيْكِي ( حَامِي الْحِمَى ) أَثْمَن لِلْعِرَاقِي بِكَثِيْر مِن مُفْرَدَات الْبِطَاقَة التَمْوِينِيّة .!
كُتِبَت الْفَنَّانَة الْرُّوْمِي عَن الْرَّقْم الْمُرَوِّع لِلْجِيَاع فِي الْعَالَم وَاشَارَت الَى مَا يَغْمُرُهَا مِن اسَى لِذَلِك الْرَّقْم عِنَدَمّا يَنْشُر الْجُوْع خَارطتِه الْفَتَّاكَة عَلَى بُطُوْن خَلَقَهَا الْلَّه عَلَى الارْض لِتَعِيْش الْحُلُم وَالْسَّعَادَة وَلَيْس الْجُوْع .لَكِن الْقَدَرِيَّة بِتَوَازَنَاتِهَا الْعَجِيْبَة تَصْنَع الْجِيَاع اكْثَر مِن صِنَاعَتِهَا للاغْنِيَاء وَالمَّيْسُورِين وَابْنَاء الْطَّبَقَة الْوُسْطَى...
وَهِي حَتْمَا تَتَحَدَّث عَن مِلْيَار جَائِع بِفَقْر مُدْقِع اي تَحْت خَط الْفَقْر بِكَثِيْر ، وَإِلَا هُنَاك مِلْيَارَات الْجِيَاع غَيْرِهِم بِنِسَب مُخْتَلِفَة وَتَحَدَّثَت عَن تَجْرِبَتِهَا عِنَدَمّا أخْتَارَتْهَا الْأُمَم الْمُتَّحِدَة سَفِّيْرَة لِلْنّوَايَا الْحَسَنَة مِن اجْل الْقَضَاء عَلَى الْجُوْع.
الان وَانَا اقْرَأ مَقَال الْمَرْأَة الْمُرْهَفَة بِرِقَّتِهَا وَسِحْر صَوْتَهَا وَادَاءَهَا الْشَّرْقِي الْرَّخِيْم الْمُدْهِش وَارَاهَا تُذَرُف دَمْعَتِهَا مِن اجْل اخْتِفَاء الْخُبْز مِن بَيْن اكُف مِلْيَار جَائِع .لِأَتَذَكَّر الْيَوْم جِيَاع الْعِرَاق الَّذِيْن تصَاعَدَت اعْدَادَهُم وَتَبَايُن الْتَّفَاوُت الْطَّبَقِي بَيْن نَاس وَنَاس بِسَبَب الْبَطَالَة وَقِلَّة الْفُرَص وَاخْتِفَاء بِطَاقَة الْتَّمْوِيْن فِي دَهَالِيْز الْفَسَاد وَالاكَسَبَايَر فَانْتَشَر الْمُتَشَرِّدُوْن وَالشَحَاذُون وَسَكَنَة الصَّفِيح وَالْمَزَابِل .
وَلِأَن الْفَقْر فِي الْعِرَاق يَمْشِي بِخُطُوَات ثَابِتَه مَع احْلَام الْمُوَازَنَات الْهَائِلَة الَّتِي تَصِل الَى 60 مِلْيَار دُوَلار فِي الْعَام .وَهِي مُوَازَنَة تَصْلُح لِبَلَد غَنِي ثَرَوَاتِه تَتَمَنَّاهَا اي بِلَاد ، وَنَخِيْلُه بِعَدَد نُفُوسِه وَفِيْه ايَار نَفْطِيَّة مُكْتَشَفَة وَغَيْر مُكْتَشَفَة تَكْفِي لِتَجْعَل الْعِرَاق ثَرِيّا لْمِئَات الْاعْوَام الْقَادِمَة يَكُوْن الْرُّؤْيَة لِلْامْر مُفَارَقَة تَخْضَع فِي الْنِّهَايَة الَى ان تَتَحَمَّل الْدَّوْلَة وَالْسَّاسَة وَالْبَرْلَمَان مَسْؤُوْلِيَّة مَا يَحْدُث الان حِيْن يَشِح الْخُبْز وَتَتَوَفَّر الْمُفَخَّخَة ...
يَقُوْل الْشَّاعِر الْفَرَنْسِي بِيَار جَان جَوْف ( الْجُوْع قَاس كَالْنِّسَاء الْعَارِيَات ) ، هَذَا الْغُوْل الْمَصْبُوغ بِدَمْعَة الْقَمْح يُوَشَّح الْبِلَاد بِعَاطِفَتِه الْمُؤْلِمَه.وَالْكُل صَامِت وَلِهَذَا اتْمَنَى عَلَى الْبَرْلَمَان ان يَسْتَفِيْد مِن تَجْرِبَة الْفَنَّانَة مَاجِدَة الْرُّوْمِي وَاجْلُوّا ( الْفَن الْحَرَام .وَالْغِنَاء الّاهِي لِلْعَقْل ) قَلِيْلا .وَادَعُوْهَا لِتَتَحَدَّث لَكُم عَن تَجْرِبَتِهَا مَع الْجُوْع وَرُؤَاهَا لِلْقَضَاء عَلَيْه .انْتخَبُوْهَا لِعَام بَيْنَكُم عَضُّوْا .كَمَا تَفْعَل الْجَامِعَات الْعَالَمِيَّة بِأَعَطَاء شَهَادَاتِهَا الشرَفِيّة لِكُل مَن يَخْدُم الانْسَانِيَّة ،عَلَى الْاقَل تَتَعَلَّم مِنْهَا عُضْوات بَرْلْمَانَاتِنا خَوْاطِر الْحَل الْمُحْتَمَل لِلْقَضَاء عَلَى جُوْع العُنِسْوّة وَالْيُتْم وَالْتَرَمُل الَّذِي انْتَشَر بَيْن نِسَاء الْعِرَاق بِأَرْقَام مُخِيْفَة ...
انَهَا دَعْوَة مُسْتَحِيْلَة .وَلَكِنَّهَا دَعْوَة يُحِق لَنَا ان نَتَخَيَلُهَا وَنُنَاقَشِهَا عَلَى الْأَقَل .!
مقالات اخرى للكاتب