قد عانى العراق من تلوث البيئي منذ عقود طويلة في ظل الحكومات التي دمرت الواقع البيئي من خلال الحروب والمغامرات العسكرية التي لم تجلب سوى اليورانيوم المنضب والنفايات الصناعية العسكرية السامة , رافقها في ذلك انعدام الثقافة البيئية للمواطن بشكل عام وهذا ما جعل أبطال الحوا سم ينقلون العبوات والخزانات الملوثة بالا شعاع النووي لينشروها في عموم العراق . وبعد سقوط النظام السابق تشكلت والأول مرة في العراق وزارة البيئة المعنية بهذا الشأن الحيوي ,ومع كل هذا فنحن نعيش في واقع يتفاقم تلوثه يوما بعد أخر . فعلى من تقع مسؤولية تلوث البيئة العراقية ؟؟؟ ان الواقع البيئي حديث تشوبه الحسرة والمرارة نتيجة لتردي هذا الواقع الذي نشأ من عدة أسباب أهمها: وضع العراق الجغرافي ونتائج الحروب السابقة بما فيها الحصار الاقتصادي فضلا عن الأحداث التي أعقبت سقوط النظام السابق وتلقيه مشاكل البيئة في العالم من ضلال وانعكاسات على واقعنا البيئي بشكل عام .فمشاكل البيئة كثيرة ومتراكمة ومتداخلة بمعنى أنها أصبحت منظومة متكاملة لها جذورها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمثلة على تلوث البيئي لا يمكن عدها وحصرها بسهولة مثل ذلك الضوضاء المولدات الكهربائية والسيارات المستوردة بأعداد هائلة , فالسيارات والمولدات تنفث غازات سامة قاتلة لوث الهواء . فضلا عن تلوث المياه وشحتها وانعدام المناطق الخضراء . ان أصلاح منظومات الكهرباء والمياه وتشجير الشوارع والساحات , وعدم نمي النفايات في الأنهار ,والكف عن استيراد البضائع والسلع عديمة المتانة والكفاءة واتخاذ إجراءات قانونية ملزمه ونشر الثقافة صحية وبيئية سيقلل من مخاطر التلوث البيئة . وتلوث حال تعاني منها كل الدول تقريبا لكنها تتفاوت حسب الوضع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لهذه الدول وليس هناك دولة في العالم خالية من التلوث بل هناك دول اشتهرت بكونها من أكثر الدول تلوثا في العالم كالمكسيك ومصر .وتقع مسؤولية التلوث البيئي في العراق على النظام الذي ترك لنا أكثر من 150 موقعا كيماويا ملوثا . وربما توجد مقابر او مواقع لطمر النفايات النووية كما يدعي لبعض .كما ان الشعب لعراقي بجميع شرائحه يتحمل الجزء الأخر من المسؤولية لإنقاذ نفسه من هذا الخطر , لكننا رغم ذلك نلاحظ ان الغالبية المواطنين لا يمتلكون وعيا بيئيا فنحن بحاجة الى التثقيف في هذا المجال عبر جميع وسائل الأعلام , وقد تكون عملية سن القوانين الرادعة أكثر نفعا وجدوى للحد من هذا الظاهرة , كما يجب تنشيط العمل مع منظمات المجتمع المدني وكذلك المنظمات الدولية المتخصصة بالاحتباس الحراري هو احد الآثار المباشرة لتلوث الهواء والذي يؤدي الى زيادة درجة حرارة سطح الأرض والمحيطات نتيجة ارتفاع في تراكيز ثنائي ا وكسيد الكربون والميثان واو كسيد النيتروز والأوزون في جو الأرض . ولغرض التقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري يجب (الصيانة , وكفاءة استخدام الوقود , وتقليل استخدام الأسمدة النتروجينية ) لغرض تقليل انبعاثات ا وكسيد النيتروز , ووضع قوانين حماية البيئة لتقليل من الغازات الناتجة من المصانع والمعامل التي تؤثر سلبيا على البيئة . ان السبب الرئيسي لتلوث البيئة هو القضاء على المناطق الخضراء نتيجة الفساد الإداري وإهمالها . فضلا عن قيام المستشفيات بإلقاء سوائلها ونفاياتها في المياه الأنهر الرئيسية قبل معالجتها صحيا وعدم إحاطة المدن بأحزمة خضراء من الأشجار والحدائق . كما ان علينا لغرض الحصول على بيئة صحية ونقية من تلوث – إدخال الثقافة البيئية في مناهج الدراسة ابتدأ من رياض الأطفال وحتى الدراسات العليا وتقع على الحكومة وأجهزتها المتعددة نشر الوعي البيئي عن طريق الندوات و التلفزيون بشكل مبرمج ومنظمة قد يشيع الثقافة البيئة لان إشاعة مثل هذه اتفاقية يشعر المواطن بمسؤولياته الحقيقية لدرء إخطار تلوث البيئية , ويقترح إنشاء فرق بسيطة في المدارس والمعاهد والجامعات .والجامعات التي تشبه على مخاطر التلوث على الإنسان وبقية الكائنات الحية . لذلك من الضرورة البدء بوضع ستراتيجية حقيقية لمعالجة التلوث القديم والحاضر من خلال إجراءات والقوانين وأجهزة المراقبة مادية وبشرية , تضاف الى ذلك ضرورة إحياء مشروع الحزام الأخضر لبغداد وبقية المحافظات العراقية والعمل بشكل جاد لتكوين الثقافة ووعي بيئي للمواطنين كافة . واقتراح القيام بحملة او حملات من قبل المختصين بشؤون البيئة والزراعة والبلديات والصحة والجامعات ومنظمات المجتمع المدني لدرء هذه الأخطار والخاصة فيما يتعلق بالتلوث الإشعاعي وأماكن طمر النفايات النووية ان وجت . وبما ان الحكومة العراقية تركز على الأمن وهو أمرهم ,ألا أن البيئة مهمة أيضا .