لاشك ان الانتخابات تمثل المحور الأساس لمنهج الديمقراطية ومعناها الذي يتمثل في السعي من خلالها لبناء الدولة المدنية والعصرية دولة المؤسسات , وهي تعني عدم تكريس السلطة لشخص او لجهة ما, إنما هي تمثل العقد الاجتماعي بين الناخب والمُنتَخب ووفقا لهذا العقد فهناك اشتراطات يضعها الشعب إمام من يختاره ممثلا عنه في موقع المسؤولية سواء كانت هذه المسؤولية تشريعية ام تنفيذية وعند الإخلال بشرط او بشروط هذا العقد فان من حق الشعب ان يفسخ العقد مع من اخل بهذا الاتفاق كون العقد يمثل ,,شريعة المتعاقدين,, ومن هنا نجد ان المجتمعات المدنية قد وصلت إلى اعلي مراتب الرقي والتقدم كونها قد التزمت بهذه المبادئ ودون المساومة عليها مهما كان الثمن حيث كان المثقف رقيبا ومحاكماً ايضا على أي انحراف يحصل وهو كما اعتقد يعد اللاعب الأبرز في إنضاج هذه المفاهيم وإيصالها للمواطن العادي برسائل متنوعة . وتجربتنا الديمقراطية الناشئة اليوم في بلدنا العراق ربما أنها لم تكن موفقة في استلهام هذه المعاني بسبب الظروف التي رافقت سقوط النظام والتي أنتجت منهجا,,تحاصصيا,, قد أضر كثيرا بالعملية الديمقراطية مما انعكس ذلك سلبا على أداء كل الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق بعد انتهاء فترة الحكومة المدنية للسفير الأمريكي ( بريمر) وكذلك غياب دور المثقف ,, فالمثقف واقصد به المثقف العضوي حسب تعريف ( كرامشي) يمثل العنصر الاهم في معادلة تصحيح المسار من خلال سلوكه ونهجه التنويري , واجزم هنا ان المثقف العراقي كان سلبيا طيلة الفترة السابقة لكنني اليوم لاحظت له حضور مفرح من خلال ما أطالعه عبر مواقع الانترنت وعبر التواصل الاجتماعي ,, الفيس بوك,, حيث لاحظت هناك حراك مفرح من خلال الكتابات والتعليقات ومن خلال التفاعل ضمن المجموعات التي تبنت إرساء مفاهيم القواعد الديمقراطية والحرص على بناء الدولة المدنية وتبصير الناس على عدم الانجرار وراء الشعارات الجوفاء او الانخداع مجددا ,, بالفتاوى,, السياسية او الدينية لان صوت المواطن يعني صناعة مستقبل جيل وان عدم الاهتمام به والحرص على الاختيار الصائب والدقيق فهو يعني ضياع مستقبله ومستقبل أجياله وبالتالي بسبب جهله لقيمة صوته انه يساهم بضياع وطن بكامله.. الحقيقة أن هذه الآراء والأفكار والمقالات كانت بمثابة صحوة لدور المثقف وهي من المؤكد ستحقق نتائج طيبة حتى وان كانت نتائج بسيطة الا أنها خلقت حراك وتركت بصمة ومارست دورها وهو هذا الواجب المُرّاد من المثقف... قراءتي كانت حريصة على توثيق بعض الأسماء التي أسهمت في هذا الواجب ومن خلال هذه القراءة والمتابعة فقد دونت الأسماء التي ظلت تدرك قيمة مهمة دور المثقف العضوي في هذه المرحلة التي نقبل بها على انتخابات مجالس المحافظات التي ستجري في العشرين من الشهر الجاري أذكر منهم) :وارد بدر السالم, عدنان حسين, عبد المنعم الاعسم , هاشم العقابي, وجيه عباس, جمعة عبد الله, ماجد الكعبي, حسين القاصد, الدكتور رافد الخزاعي, دلال محمود, محمد الكاظم , راضي المترفي, فلاح المشعل, كاظم فنجان الحمامي, فائق الشيخ علي, الدكتور عبد الخالق حسين, احمد مكطوف, عباس ريسان , اكرم التميمي, علي الشيال, غفار عفراوي, علي الغزي, أفراح شوقي, حذام يوسف طاهر, فؤاد علي اكبر, عدنان عزيز دفار, كاظم العبيدي ,نبراس المعموري, وأخرون) وانا هنا حين ذكرت هذه الأسماء ليس من باب ابرازها على البعض الأخر لكن هي عملية متابعة وتدقيق وتوثيق أجريتها منذ ان استعرت الحملات الدعائية والترويجية للمرشحين وفي عموم المحافظات لذا أتمنى أن يكون دور المثقف أوسع وابلغ في المرحلة المقبلة حيث موعد انتخابات مجلس النواب وهي الانتخابات الأخطر والاهم في العملية السياسية الجارية في العراق اليوم واني على يقين وثقة تامة ان صوت المثقف هذه المرّة سيكون له شأن أخر يخشاه كل فاسد ومفسد وهذا قطعا يتحقق بوحدة المثقف وعدم تشرذمه والانحياز إلى القضية الاسمي والأكبر ألا وهي العراق.!
مقالات اخرى للكاتب