أكثر من عام مر والموصل الحدباء تئن تحت وطأة الاحتلال الداعشي البغيض الذي دمر كل شئ في المدينة قتل وذبح وحرق الآلاف من شبابها ورجالها وضباطها ومراتبها بحجج وبدون حجج وعلى الشبهة والظن , فجر المراقد والمساجد والكنائس وأتى على تاريخ المدينة العريق تفجيراٌ وتدميراٌ وحرقاٌ وتجريفاٌ , روع عوائلها وأطفالها ونسائها بممارساته الإجرامية واللااخلاقية البعيدة عن أي دين ومذهب وعن أي خلق وعن أي عرف وقانون , سبى وأغتصب وزنى وهتك الأعراض والمحارم ,فرض القوانين الجائرة والأتاوات الفاحشة وصادر أملاك المواطنين وباع أملاك الدولة وسرق النفط وثروات الشعب وباع الآثار النفيسة الى الغرب الذي يسميه بالكافر وباع الفتيات البريئات في سوق النخاسة,غير معالم المدينة وعادات أهل المدينة وفرض عليهم عادات وممارسات بعيدة كل البعد عن الدين والقيم والمبادئ والأعراف, كل هذا وغيره الكثير الذي لا يمكن ذكره هنا لفظاعته وفحشه والموصل صابرة تنتظر الفرج ولكن على ما يبدو لا فرج في الأفق القريب ,وكل يوم يمضي والموصل تحت سيطرة داعش واحتلاله البغيض يزيد من محنة أهل الموصل ومعاناتهم ومأساتهم وتزداد داعش جبروتاٌ وقوةٌ وغطرسةٌ ورسوخاٌ واستعداداٌ أكبر واستحكامات أقوى واستحضارت أوسع وقدرات مضافة للتمسك بالموصل يمكن أن تعينها على صد الهجوم المتوقع من قبل قواتنا لاستعادة المدينة , وفي الحسابات العسكرية تتعقد العملية وتصعب المهمة وتحتاج قواتنا الى قطعات أكثر وإمكانيات وقدرات أكبر لحسم المعركة وقد تطول المعركة و تتضاعف الخسائر,كنا نسمع أن معركة تحرير الموصل ستبدأ بعد شهر رمضان وقبل انتهاء الصيف وها هو رمضان قد انتهى والصيف شارف على الانتهاء ولا دلائل على أن المعركة قريبة وكلما تأخرت المعركة الى الشتاء ستزداد الصعوبات على قطعاتنا وسيخدم فصل الشتاء الموصلي الكثير الأمطار الدواعش المدافعين كثيراٌ ويعيق قواتنا المهاجمة كثيراٌ , فلماذا هذا التأخير الذي لا يصب في صالح قواتنا ؟ سمعنا الكثير عن الاستعدادات والتدريبات وعن تطوع الآلاف من أبناء الموصل عرباٌ وكرداٌ ومسيحيين للمشاركة في عملية تحرير الموصل وسمعنا عن وصول خبراء أمريكان وأجانب وعن وصول طائرات أمريكية الى قواعد في كردستان وسمعنا عن تشكيل لجنة للتنسيق بين الجيش العراقي والقوات الساندة له وبين قوات البيشمركة الكردية وسمعنا عن إجراء تمارين بالذخيرة الحية وسمعنا وسمعنا ولكننا لم نسمع من الحكومة أو من وزارة الدفاع لحد الآن عن نيتهما البدء بعملية تحرير الموصل .
ويعزو البعض إن أسباب تأخير معركة الموصل الى المعارك التي تخوضها قواتنا في الانبار وفي بيجي والتي لم تحسم لحد الآن ولا أحد يعرف لماذا لم تحسم هذه المعارك رغم مضي مدة طويلة على بدئها , وعلى الأقل كان يجب حسم معركة بيجي منذ مدة لأنها تؤثر كثيراٌ على معركة تحرير الموصل ولتبقى معركة الرمادي لأنها طويلة وستطول أكثر لأسباب معروفة للجميع لكن يجب حسم معركة بيجي حتماٌ قبل انطلاق معركة تحرير الموصل لان بيجي ستفتح الطريق الى الموصل أو بالأحرى إن بيجي مفتاح تحرير الموصل لأنها ستؤثر على معنويات داعش كثيراٌ وتفقدهم أهم موقع وأهم قاعدة متقدمة قبل الموصل وستكون أحسن مكان لانطلاق قواتنا في هذا المحور وستؤمن قاعدة خلفية للقطعات التي ستتوجه الى الموصل وسيكون لقطعاتنا محورين رئيسيين هما محور بيجي _ موصل ومحور تلعفر_ موصل إضافة لبعض المحاور الثانوية الأخرى التي ستفتحها قواتنا لإرباك داعش وستواجه داعش صعوبات كبيرة في التصدي أو الصمود في هذين المحورين , كما إن انشغال داعش في معارك الرمادي والفلوجة سيزيد من متاعبها وصعوباتها وسيضعف الزخم الدفاعي له في هذه المعارك المتباعدة مما يسهل الأمر على قطعاتنا في معارك الموصل وفي الرمادي معاٌ ,فلماذا هذا التأخير إذن في معركة تحرير الموصل بعد أن استكملت القطعات المخصصة لتحرير الموصل تدريبها واستحضاراتها فهذا التأخير لا يصب في صالح قواتنا لأنه يمنح فرص مضافة لداعش لتقوية دفاعاتها واستحكاماتها وتطوير خططها وسيؤثر الانتظار الطويل على معنويات القطعات والمعنويات هي العامل الحاسم في المعركة , فإلى متى ستبقى الموصل تنتظر وهي تحت رحمة عصابات داعش ؟ والى متى يبقى أهلنا في الموصل يعانون من جور وظلم وتعسف داعش ومن من ممارساتها وجرائمها الوحشية ؟ والى متى ستنتظر القطعات التي تم تدريبها وتهيئتها لخوض معركة تحرير الموصل ؟ فيا سيادة رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ويا وزير الدفاع احسموا أمركم وتوكلوا على الله لأن الموصل انتظرت طويلاٌ وصبرت كثيراٌ فلا تجعلوها تنتظر أكثر , والى متى تنتظر ؟
مقالات اخرى للكاتب