المليشيات جماعة مسلحة تقترب من التكوين العسكري من حيث البنية الهيكلية الا انها تختلف من جانب التدريب والواجبات والمشروعية فمن خلال استقراء تجارب الشعوب مع الميليشيات ظهرت مرافقة للأحزاب السياسية واقتصرت مهامها على توفير الحماية لأعضاء ومقر الحزب فقط وبزي مدني وهي بذلك تقترب . بعض الميليشيات كان لها دور بارز في تكوين شعبية وعامل دفع مادي ومعنوي للوصول الى السلطة مثل ميليشيات الأحزاب النازي التي أوصلت هتلر الى قمة الحكم في ألمانيا , هذا على وجه العموم على وجه الخصوص , عراقيا نجد تكوين الميليشيات تزامن مع وجود الأحزاب السياسية وحتى الدينية او ما تسمى بالعقائدية , ومع حل العديد من وزارات الدولة بعد سقوط النظام في 2003 م صعودا الى الأعوام الماضية عانى المواطن العراقي من بطالة واقتصاد ضعيف ومهشم وتعليم يكاد ان يكون مدمر وإقصاء لبعض أطرافه . وعلى الرغم من حظر تكوين الميليشيات وفقا لما ورد في المادة (8) اولا الفقرة (ب) من الدستور العراقي 2005 " بحظر تكوين مليشيات عسكرية خارج أطار القوات المسلحة " الا انه لم يكن هناك طريق لمن يأس من الحياة الا باب المليشيات بحثا عن عمل ومال لكن هذا الحال لم يستمر طويلا لأنه ما يؤخذ بالقوة لا يسترد الا بها ومع لوم المحتل في أذكاء نار الحرب الطائفية وأنا وأنت ليس نحن ياد مفهوم الغالب والمغلوب والواقع ان كل انتصار في الظاهر هو يؤجج نار الحقد والضغينة في المقلوب وفي زحمة الضياع وكل شئ هو وايس هو في ان واحد وتضمانا مع غياب الوعي والنضوج السياسي وقلة الخبرة والممارسة الديمقراطية الفعالة أخذت الأحزاب تصول وتجول بأداتها المسلحة ( الميليشيات ) مخترقة كل القوانين الدستورية والوضعية وحتى الإلهية والإنسانية متجاهلة الدماء والأرواح ومستبيعه العرض والمال ومسجله لأبشع الجرائم . ( ومما زاد الطين بله ) الأجهزة الحكومية ومؤسسات الدولة بصورة عامة معطله والبنى التحتية مدمرة وعدم الاستقرار السياسي أنتج فوضى سياسية , اجتماعية , اقتصادية وبمساعدة المحتل والمؤامرات المدسوسة من دول الجوار نشبت في الأيام المنصرمة ازمة أطرافها ( حكومة – ميليشيات ) ظاهرة معالجة الفساد وباطنها إستراتيجية أحزاب على أبواب الانتخابات حيث مليشيات تمثل شريحة كبيره سواء ضمن عناصرها او عناصر مؤيدة لها وخاصة وان الأحزاب الموجودة في الحكومة لم يحقق اي انجاز عملي وملموس في الواقع العراقي ومن وجهة نظري ان الأحزاب الموجودة في الحكومة لم تحقق اي انجاز عملي وملموس في الواقع العراقي ومن وجهة نظري ان الأزمة السياسية وليس امنيها ومعالجة الفساد ولو كانت حملة أصلاحية حقيقية لبدأت من القمة في مؤسسات الدولة ومن بغداد اعتبارها العاصمة والفساد متفشي فيها بصورة واضحة للعيان في كل مؤسسات ودوائر الدولة ونزولا وصولا الى موانئنا ونفطنا المسروق علنا واللصوص في وضح النهار . ان ما نحتاج اليه راديكاليه تقدميه تنظرني مشاكل المجتمع ومعضلاته ومعوقاته نظرة شاملة تتناول ميادينه السياسية والدستورية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية بقصد أحداث تغير جذري في بنيه لنقله من واقع التخلف والجمود الى واقع التقدم والتطور بعيدا عن الشعوبية والتطرف ولنبدأ من القاع صعودا بمعالجه اقتصادية , اجتماعية ثم تكامل سياسي لدولة مؤسسات ديمقراطية تعددية حرة مستقلة .
1- راديكاليه او جذرية مصطلح سياسي يستخدم لحل مشكلات المجتمع , من الجذور نحو التقدم والتطور .
2- الشعوبية تعني التعصب والتطرف نسبة الى ( شوفان ) جندي فرنسي في جيش نابليون يضرب به مثل لتعصبه القومي .
الميليشيات
الميليشيا هي مجموعة من الأفراد تجمعوا ضمن تنظيم هدفه الأساس السلب والنهب والتخريب والقتل المتعمد للأبرياء . ونلاحظ انتشار هذه الميليشيات في كل مناطق العراق تقريبا ويتخذون من الدين غطاء لهم ولإعمالهم الإرهابية والخارجة عن مرضاة الله والقانون .فجميع الديانات سواء كانت الإسلامية ام المسيحية او اليهودية فكلها تدعوا الى التوحيد والأيمان بالله ونشر العدل والفضيلة والمساواة واحترام الإنسان وتطهير النفس والروح من كل رذيلة وتحرير الإنسان من العبودية والاستغلال وتحريم قتل النفس البريئة وتحريم التسلط والعدوان غير ان هذه الميليشيات اتخذت سبيلا غير سبيل الله وابتعدوا كل البعد عن الإنسانية وراحوا يزهقون أرواح الناس ويقيلون الحرث والنسل ويعثون في الأرض فسادا ليس لها سابقه في التاريخ الا عند بعض الشعوب المتخلفة والهمجية التي لا أيمان لها . والميليشيات تعتقد انها وجدت لحماية المذهب الذي ينتمي اليه او العقيدة او القومية من عدوان الآخرين , غير مدركين ان أعمالهم أصبحت فسادا في الأرض وعبثا بكل القيم الإنسانية وقد أصبحوا وبالا على شعوبهم . فقد تحولت هذه الميليشيات الى عناصر تقتل وتخرب وتقتل وتذبح على الهوية , ونلاحظ الان ما يجري في الساحة العراقية من أحداث وتداعيات كبيرة وخصوصا ما حدث في البصرة فعلينا ان نقف بوجه كل من تسول له نفسه تدمير العراق ونحاول القضاء على هذه الظاهرة بشتى الوسائل والطرق لانقاد الناس من هذا الشر الكبير والمدمر والعودة بالعراق الى سابق عهده وتوفير الأمن والأمان لكل الناس .
الدوافع :
ان الهدف الرئيسي او الدافع الأول لوجود هذه الميليشيات هو لغرض القتل والسلب والتدمير وإرجاع العراق الى العصور الحجرية وجعل شعبه شعب متخلف غير واعي وبالتالي السيطرة والاستحواذ على مصادر الثروة بكل وسيلة ممكنة حتى لو كان عن طريق الذبح والقتل والحرق والتهجير ونشر الرعب بين صفوف المواطنين ويحدث هذا بسبب غياب وضعف في الأداء الحكومي في النواحي الأمنية وحتى الاقتصادية , بل من الممكن ان يكون العامل الاقتصادي هو السبب الرئيسي لوجود مثل هذه الميليشيات , فبعض ضعاف النفوس قد تغريهم المادة لعمل اي شيء حتى لو كان هذا العمل لا يرضي الله اي قد يقتل أخيه المسلم من اجل حفنه من المال , وهذا يحصل نتيجة سيطرة بعض الجماعات ذات الأفكار المتطرفة عليهم ويوهمونهم بأنه عمل صحيح , وان هذا المال حقه الشرعي لانه أنقذ شعبه من مجرم او كافر كما يزعمون , إضافة الى ان وجود هذه الميليشيات وانتشارها بهذا الشكل الواسع في كل منطقة تقريبا من مناطق العراق الا نتيجة عدم الوعي والتخلف الذي انتشر في الآونة الأخيرة بسبب تردي الأوضاع على كافة الأصعدة فلم يشهد العراق الا الحرب والدمار منذ ما يقارب 28 سنة فقد ابتدأ من حرب ايران واستمر العراق يعاني من الحرب حتى هذه اللحظة , وفي تلك الفترة عانى الشعب من حصار ظالم وفقر وجوع وشتى أنواع الاجنداد وهذا عله خلق في نفوس الشباب الدافع للتخلص من الظلم او العبودية وللحصول على التحرر , وبذلك أصبحوا ينتمون الى هذه الميليشيات كي يحسوا انهم مسيطرون ا وان لهم قيمة عليا وكلمة في المجتمع لا يعرفون انهم بذلك يخسرون حياتهم ويخسرون شعبهم وابناء شعبهم ولا يرمون بأنفسهم الا التهلكة .
الأثر :
هذه الميليشيات تركت اثرا سلبيا على الحياة في جميع المجالات منها الاقتصادية والثقافية والعمرانية , فخربت البنى التحتية وعطلت عجلة التقدم وإعادة بناء الوطن بعد التدمير الشامل الذي حصل في العراق لكل مظاهر الحياة إضافة الى الأثر النفسي واللوعة في قلوب الناس بسبب فقدان الأعزة والأبناء الذي راحوا بسبب القتل والذبح والتهجير والإعمال الإرهابية , وكذلك المستقبل الغامض الذي ينتظره الشعب بعد كل هذه المعانات والمصائب التي حلت بالمجتمع .
وقد اصبح المواطن محدد بالمناطق اي لا يستطيع اي يدخل الى منطقة أخرى خوفا من الوقع بأيدي هذه الميليشيات او قد لا يستطيع ان يذهب الى مكان عمله او قد يكون غير عمله أصلا . إضافة الى حدوث التجاوزات على العلماء والمفكرين والكوادر العلمية التي تخدم البلد ومحاولة قتلهم , فقد هاجر اغلبهم خارج العراق لحماية أنفسهم من هذه الميليشيات حتى افرغوا العراق من هذه الكوادر ذات القيمة الكبيرة في حياة المواطنين .
النتائج :
ان الانتشار الواسع لهذه الميليشيات واستمرارها في النمو والتطور يضاف اليها ما يسمى بالصحوات هي الأخرى ميليشيات تضاف الى الميليشيات السابقة الموجودة . وأساس هذه الصحوات مشكل من نفس المنظمات الإرهابية التي كانت تقتل الناس بشتى الطرق وهي تختفي تحت اسم جديد او مصطلح " الصحوات " ونتيجة لهذه الصحوات والميليشيات أصبح البلد يعاني من أعمال هذه الميليشيات ومن هذه الأعمال تعطيل بناء الوطن المدمر والذي كان مدمرا أصلا من قبل النظام السابق " حكومة البعث " وبسبب الحروب التي أقدم عليها والتي فيها حول البلد الى خراب في جميع المجالات . ان وجود هذه الميليشيات إضافة الي وجود التكفيريين والقاعدة لا يعطي فرصة للحكومة ان تدعوا الشركات او أصحاب رؤوس المال الى الاستثمار داخل العراق وإعطاء فرصة للنهوض بواقع الحياة وكذلك من نتائج وجود هذه الميليشيات تعطيل عجلة التقدم العلمي وإقامة العلاقات الثقافية مع الدول المجاورة وكذلك تشويه سمعة هذا البلد أمام العالم الخارجي بحيث يجعل العراق مصدر الإرهاب , وهذا مبعث لتخريب الاقتصاد وإفشال التجربة الجديدة في العراق لبناء نظام عادل بعيدا عن تسلط فئة قليلة تتحكم بموارد البلاد وتسحق الشعب بكل الوسائل الإرهابية لإخافته والسيطرة عليه والنتيجة النهائية لبناء بلد متقدم علميا وعمرانيا هو وصول قادة حقيقيون يفضلون مصلحة الشعب على مصالحهم الشخصية والمذهبية والدينية وتعطي للشعب مطلق الحرية بممارسة الطوق الدينية المختلفة كلأ صب مذهبه دون اي ممانعة , وعلى الشعب ان يعي الى اختيار حكومة مختلفة الطوائف اي لا سنيه ولا شيعية اي ان ننتخب الشخص المناسب القادر على أداء مهام هذا البلد دون النظر الى قومية او مذهب حتى تستطيع ان تعود بالعراق الى التقدم اي بلد الحضارات .
مقالات اخرى للكاتب