الكل يعرف عن ساسة العراق الذين يديرون العملية السياسية ، بان اكثرهم جاهل بالسياسة ولا يعرف الف بائها ، وبعضهم لا يفهم ماذا تعني كلمة سياسة ، ومنهم من قال انها على وزن ( زلاطة) وهذا صحيح ، وآخر قال بل هي على وزن (خساسة) وهذا ايضاً صحيح . فالذي عرّفها بوزن الزلاطة انه كان كل تفكيره منصباً حول المأكل الذي ترافقه الزلاطة كي تفتح شهيته وكون الزلاطة لا تؤذي القولون ، بعكس بقية المأكولات المصحوبة بالتوابل . والذي عرفها بوزن الخساسة انه يعبر عن مكنونات نفسه ، لان الاناء ينضح بما فيه ، كما تقول العرب .
هؤلاء الساسة جلهم عبث بالعراق ودمر اقتصاده وهدم بنيته وهدر ثرواته ، وشجع على الطائفية وحاول ويحاول زج البلد في معارك طاحنة تحرق الاخضر واليابس ، ويكون الجميع فيها خاسر ،فقط هو المستفيد والذي يأمره من دول الجوار الذين لا يريدون العراق ان يتعافى وينعم بالخير والاستقرار.
هؤلاء الجهلة حتفهم حظ الشعب العاثر وسلطهم على مستقبله وثروته العظيمة فراحوا يقضمون ذلك كقضم الجمل لزهرة الربيع بتعبير الامام علي . واعتقد– ايها القارئ - انك تقول: ما هو الحل اذن؟ وكيف الخروج من هذا المأزق ؟ واقول لك ان لدي الحل . وهو ان نستورد ساسة اصحاب ضمائر حية وروح وطنية وشعور بالإنسانية ، نستوردهم من مناشيء عالمية . من اليابان ، من فرنسا ، من بريطانيا ، من المانيا ، من امريكا ، من كوريا ، من الهند ، بل ان هناك مناشيء اخرى تصلح كذلك للاستيراد وليس بالعملة الصعبة مثل فنزويلا ، والدنمارك ، والنمسا ، وتركيا ، على ان تشرف الامم المتحدة على عقد صفقة الشراء ، وبأشراف دولي وتدخل مباشر من منظمات عالمية تهتم بحقوق الانسان ، حتى ( لا ننضرب بوري ) مثلما حصل في صفقة السلاح الروسي وصفقة (السونارات) التي استوردوها لنا المفسدون كل جهاز بستة مليون دينار ، بينما السعر الحقيقي للجهاز لا يتجاوز 25 دولار بحسب قول الخبراء ، و الطامة الكبرى ان الجهاز المذكور فاشل وقد صمم ليس بهذا الغرض ، ولا تزال نقاط التفتيش تعمل به لغرض توقف حركة السير وزيادة الزحامات وتأخير المواطنين عن الوصول الى اعمالهم ، بحسب رأي كثير من المواطنين .
لذلك ادعو جميع الدول المذكورة الى تقديم عروضها وبحسب المواصفات المطلوبة ، فمثلاً وزير المالية يجب ان تكون لديه ثروة مالية كبيرة ( يعني شايف وعايف ) ووزير التعليم العالي والبحث العلمي لديه شهادة حقيقية بهذا الشأن (يعني مو من مريدي) ولا خريج فقه وطهارة . ووزير التربية ان تكون فعلاً لديه تربية كي يبنى لنا اجيال ومدارس وان التخصيصات الفائضة عن وزارته لا يعيدها الى خزينة الدولة ، بل الاولى ان يبني بها مدارس بدل المدارس في محافظات الجنوب المبينة من القصب والحصران . وان يكون وزير الدفاع خريج الكلية العسكرية وله خبرة لا تقل عن عشرين سنة ، لا ان يكون خريج كلية الشريعة بحسب المثل (عرب وين طنبورة وين ) .
وان يكون وزير الاعمار – ولو ان الاعمار بيد الله – مهندس معماري لا تقل خبرته عن خمسة وعشرين سنة ، لا ان يكون خريج معهد فندقة وسياحة او معهد نفط او زراعة . ان الذي يجري اليوم في العراق مثلما قلنا ، مختص لا يعمل في اختصاصه وجاهل يدير عمل اكبر من عقله وثقافته ، والسبب هو كثرة الاحزاب التي ذمها القرآن وانزل فيها سورة كاملة هي سورة الاحزاب . فحتى لا نلدغ من الاستيراد مرتين علينا ان نستورد سياسيين جيدين ، لان الفاس طاح بالراس.
مقالات اخرى للكاتب