العراق تايمز: د. فوزي العلي..
اتفقت جميع الاراء المتابعة للشان السياسي في العراق على ان شخصية رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، شخصية غريبة الاطوار، ولاشك ان الجميع يتذكر قراره باعادة ازلام حزب البعث الى السلطة على الرغم من ارتكاب هؤلاء جرائم فظيعة في حق الشعب العراقي، وممارسة انتهاكات بقيت محفورة بالدم في ذاكرة العراقيين لانها لا تغتفر ولا تنسى.
نوري المالكي عندما اعاد البعثيين الى السلطة، كرمهم برتب مرموقة وجعلهم يعملون في مكتبه الخاص، وقد تناقلت العدديد من وسائل الاعلام لائحة باسماءهم.
اما اليوم فقد خرج المالكي بتصريح جديد يقول فيه ان "المسؤولين عن جرائم المقابر الجماعية هم انفسهم متورطون بالتفجيرات التي شهدتها العاصمة بغداد" في اشارة لحزب البعث انفسهم.
وقد أضاف المالكي الذي كان يتحدث خلال المؤتمر العام لضحايا المقابر الجماعية الذي عقد اليوم الخميس في العاصمة بغداد ان " الذين قاموا بدفن الناس احياء في المقابر الجماعية هم انفسهم من يقتلون الناس اليوم بالمفخخات واخرها ما شهدته بغداد امس بتنفيذ من الارهابيين وتنظيم القاعدة ولكن الذين يمولون هم انفسهم المسؤولون عن المقابر الجماعية".
وان المريب في هذا كله والعجيب قوله ان "المؤلم في الامر ان حزب البعث مازال يحظى بالحماية وهناك من يدافع عنه ولم يشرع قانون تجريم حزب البعث ولن يُشرع كما ان القضاء لم يحاسب المسؤولين عن قصف حلبجة بالكيماوي ومتورطين بالمقابر الجماعية وهم للان موجودون ولم يصدر القضاء بحقهم احكاماً تدين وتحاسب جرائمهم".
السؤال من منحهم الحماية اليوم غير نوري المالكي، ومن اعادهم للمواقع المرموقة في الحكومة غير رئيس الوزراء؟
نوري المالكي يتابع قوله "لا توجد اليوم معالجات لحزب البعث من قبل مؤسساتنا كهيئة المساءلة والعدالة وغيرها واصبح عناصر البعث يخرجون من هذا الباب ويدخلون من باب اخرى ولا نسمع ادانة لافعالهم وانما نسمع صيحات التكبير واحموا العروبة والامة الاسلامية وهم كانوا اكثر الناس سعيا لتفتيت امتنا العربية والاسلامية".
مضيفا ان "ما نعيشه وما نشاهده اليوم من عمليات قتل وتفجير هو من صنع حزب البعث الذي كان ومازال لا يستثني او يميز بين احد لذا علينا العمل لمنع عودة البعث ولكن بالقانون وليس عبر الانتقام فليس كل بعثي مجرم ولكن البعث كله مجرم".
ولم يتوقف نوري المالكي هند هذا الحد فقط بل انه دعا "وزارة حقوق الانسان والمساءلة والعدالة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي الى العمل في الاستمرار بالتذكير في جريمة المقابر الجماعية عبر المؤتمرات ووضعها في المناهج الدراسية ليس للبكاء وتذكر اضحايا فقط وانما لمنع عودة المحن من جديد ومنع المزيد من اراقة الدماء وللاسف اليوم نسمع اصواتا تطالب بانصاف البعثيين ولا نسمع بالمطالبة في حقوق ضحايا المقابر الجماعية التي للان لم تعط للاف منهم حقوقهم".
تصريحات نوري المالكي لا تخلو من الخور والهذيان، وهي لا تعدو ان تكون خطاب عللاستهلاك الاعلامي حسب وصف بعض النواب خصوصا بعد خساره حزب الدعوه وانخفاض رصيده بالانتخابات، فلم يجد المالكي خيارا افضل من اعتماده على عمليات القتل الطائفيه والتصريحات الاعلاميه لكسب الشارع بعد اتهامه باعاده البعثيين الذي اثار سخط الشارع العراقي.