وأنا اسير في احد شوارع بغداد في الاسبوع الفائت، رأيت ضابطاً، يحيط به عدد من افراد الشرطة. وقد لفت انتباهي منظر هذا الضابط الغريب وغير المعقول. فالضابط يرتدي بدلة الشرطة المعروفة لدى الجميع، لكنه في الوقت ذاته يعتمر (بيرية حمراء) وتلك تشير الى ان لابسها لا بد ان يكون من الانضباط العسكري (اي الجيش). ثم انه – الضابط - ينتعل حذاء اسود اللون، وهذا ما ينتعله افراد الشرطة وضباطها. لكن الامر الاخر الذي اثار استغرابي هو ان رتبة الضابط كانت ذهبية اللون، اي رتبة عسكرية، ولعل ما كاد يصعقني هو ان الضابط قد وضع شريطاً احمر على كتفه. اي انه ضابط ركن! فكيف يكون قد حصل على (شارة الاركان) اذا كان شرطياً؟ اذ ان (شارة الاركان) المتمثلة بالشريط الاحمر على الكتف، تمنح للذي وصل الى رتبة رائد في الجيش فما فوق وبعد ان يكون ان انهى دراسته في كلية الاركان المتخصصة بعلوم الحرب!! هذا الشيء الذي رأيته يصادفك اقل منه اثارة للغرابة. فمثلاً عسكري (اي احد منتسبي الجيش) يضع على رأسه (بيرية سوداء)! وهذا لا يجوز في العرف العسكري بالطبع، ويعاقب من يفعل ذلك. ومع ان رؤية ضابطاً من الجيش يرتدون ملابس او يحملون شارات تخالف النظام هو قليل جداً جداً ، الا ان هذا الداء متفشٍ لدى بعض ضباط الشرطة! ونصادف الكثير منهم في الشارع. والمؤسف ان من بينهم من يحمل رتباً عالية، فلو كان من يفعل هذا ضابط شرطة صغير (ملازم، ملازم اول، ونقيب وحتى رائد) لهان الامر ويمكن اعتبارهم يتباهون بالرتبة العسكرية الذهبية، ويفضلونها على رتبهم الفضية اللون! لكن ان تجد ضباطاً برتب كبيرة يرتدون ملابس الشرطة ويضعون رتبها ولكنهم يضعون الى جانبها (شارة الاركان)! فأن هذا امر غير مقبول! لذا اقترح ان تجري محاسبة كل من يرتدي من العسكريين (جيشاً وشرطة) زياً غير زيه الرسمي، احتراماً للجهة التي ينتسب اليها. ومنعاً للخلط، فقد يتصور الرائي لهذه المناظر بأن الامور (فالته) (ولا يعرف رجلها من حماها ) والعياذ بالله.
مقالات اخرى للكاتب