شهر رمضان شهر الخير والبركات ,شهر التراحم والتواد والتكافل , شهر القرآن , شهر الطاعة والغفران غفران الذنوب (إلا ذنوب السياسيين وما أكثر ذنوبهم بحق شعبهم ووطنهم ), ففيه تفتح أبواب السماء وفيه يستجاب الدعاء فيه يشعر الغني بجوع الفقراء ومعاناتهم ويعرف معنى الجوع وألم الجوع فيحسن الى الفقراء ويساعدهم , وفي أغلب الدول الإسلامية وحتى غير الإسلامية تتخذ العديد من الإجراءات لاستقبال هذا الشهر منها ما تقوم به الحكومات ومنها ما تقوم به الجمعيات الخيرية ومن هذه الإجراءات تقديم العون والمساعدة للعوائل المتعففة وللفقراء والمعوزين والأيتام والأرامل من خلال توزيع المواد الغذائية عليهم وحتى المبالغ النقدية ليتمكنوا من مجابهة متطلبات هذا الشهر, ومن الدول من تصدر عفواً عن المحكومين وتقليل مدة محكومية آخرين ومنها من تقيم كل يوم مآدب الإفطار الجماعي المجاني للفقراء في الساجد والقاعات الخاصة بذلك وغيرها من الإجراءات التي تقلل أعباء هذا الشهر وتسهم في تذليل معاناة الفقراء, وفي هذا السياق أعلنت المستشار الألمانية عن إعفاء المحال التجارية والمطاعم العائدة للمسلمين من الضرائب خلال شهر رمضان فيما خفضت بريطانيا الضرائب عن متاجر المسلمين ومحلاتهم ومطاعمهم بنسبة 50 بالمئة.
فماذا قدمت حكومتنا وماذا قدم سياسيونا الإسلاميون لشعبهم في هذا الشهر الكريم ؟ هل قامت الحكومة التي تسيطر عليها الأحزاب الإسلامية الشيعية والسنية بصرف حصة تموينية إضافية خاصة بشهر رمضان تحتوي على العدس والبقوليات والدجاج واللحم كما كان يفعل النظام السابق وحاكمه الطاغية الكافر وفي أوقات الحصار الجائر المفروض على العراق وتوقف صادرات العراق النفطية آنذاك؟ وهل تم صرف مساعدات مالية لأبناء الشعب العراقي بعد أن ارتفعت أسعار النفط فوق الخمسين دولاراً للبرميل مع زيادة الصادرات النفطية العراقية الى أكثر من ثلاثة ملايين برميل يومياً ؟ وهل تم مساعدة العوائل الفقيرة التي تسكن مكبات النفايات وتعتاش عليها ؟ وهل تم تقديم العون والمساعدة للفقراء الذين يسكنون العشوائيات ؟ وهل تم مساعدة الفقراء الذين لا يملكون دخلاً ثابتاً أو راتباً شهرياً ؟ وهل تم مساعدة الأرامل والأيتام وما أكثرهم في العراق ؟ وهل تم مساعدة العوائل النازحة من الفلوجة والرمادي والموصل وصلاح الدين بعد أن دمرت منازلهم وفقدوا كل ممتلكاتهم وأموالهم ؟ ماذا قدم السياسيون الأفندية والمعممون الى شعبهم في هذا الشهر ؟ لم يقدموا أي شئ بل سافر أكثرهم الى لبنان وأوربا لقضاء الصيف ورمضان في المصايف والمنتجعات هناك هم وعوائلهم ويتركوا شعبهم يعاني الجوع والفقر وانقطاع التيار الكهربائي في هذه الأيام القائضة,وبعضهم بقي هنا يقيم مآدب الإفطار لمقربيه وأعوانه وأعضاء حزبه من السياسيين بملايين الدنانير ومن أموال الشعب العراقي أو يعقد الندوات والاجتماعات ويلقي الخطابات التي لا طائل منها , فإلى الله المشتكى من هؤلاء السياسيين المتأسلمين الذين لا يراعون حرمة هذا الشهر وفضيلة هذا الشهر ورحمة هذا الشهر ولا يشعرون بمعاناة شعبهم خصوصا الفقراء منهم الذين يعيشون تحت خط الفقر والذين تجاوزت نسبتهم الـ 40 بالمئة من عامة الشعب ولا يساعدون الأيتام والأرامل والمرضى والمعوزين فسياسيو العراق لا يراعون في شعبهم الاً ولا ذمةً حتى في هذا الشهر الكريم.
مقالات اخرى للكاتب