أكثر السياسيين في العراق اتخذوا من الدين وسيلة لتحقيق غايات وأهداف ذاتية وفئوية وطائفية وفي باطنها سياسية القصد والنوايا فهم يوهمون البسطاء من الناس أنهم حماة الدين والمذهب ويصورون لهؤلاء البسطاء والسذج أن بعض الممارسات والطقوس والتقاليد و الشعائر هي من أصول الدين وثوابته وهم من المحافظين عليها والمدافعين عنها والممارسين لها كما يصورون للناس إن الدين الإسلامي هو عبادات ومعاملات وبعض الطقوس الدخيلة فقط ويستندون في ذلك ويعززوه بأحاديث وروايات وحوادث أدخلها الداخلون في هذا الدين لأغراض دنيوية مريبة وهي ليست من الإسلام في شئ ولا تمت له بصله , أيها المتأسلمون إن الإسلام قيم ومبادئ وأخلاق سامية وعلاقات اجتماعية راقية وتكافل وتعاون ومحبة وتضحية وإيثار قبل أن يكون عبادات ومعاملات وطقوس بالية لهذا وصف نبي المسلمين (ص) المسلم الحقيقي بقوله (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده ) ومعنى ذلك إن المسلم هو الذي لا يعتدي على الآخرين سواء بلسانه أو بيده ولا يكذب على الناس ولا يسرق ولا يخادع ولا يراوغ ولا يغتاب ولا ينافق لا يخون ولا يُزور ولا يتجاوز على حقوق الآخرين ولا يستغل صفته ومنصبه للفساد والإفساد والمحسوبية و الاستئثار بأموال الدولة ولا يسرق أموال الشعب وثروات الوطن ولا يحترم ولا يعاضد ولا يساند ولا يتغاضى عمن يقوم بهذه الأفعال المشينة ,هذا هو الإسلام وهذه هي صفات المسلم الحقيقي وسلوكه وأخلاقه التي يعززها بالعبادات الصحيحة كالصلاة والصوم والزكاة والحج وغيرها , فما فائدة من يصلي الليل والنهار لكنه يعتدي على الآخرين ويسرق أموالهم ويكذب عليهم ويخونهم كما يفعل المتأسلمون الذين لبسوا جبة الدين وعمامة المذهب وهم يسرقون أموال الشعب ويغتصبون أملاك الدولة ويستولون على أموال العباد ويخونون الشعب ويكذبون عليه ويحللون حرام الله ويحرمون حلاله يستأثرون بأموال الدولة وثروات الوطن على حساب ملايين المحرومين والفقراء والمعوزين يسكنون القصور الفارهة ويأكلون ألذ الطعام ويركبون أحدث وأغلى السيارات ويحتمون بأعداد كبيرة من الحمايات المدججة بمختلف الأسلحة ويتحصنون بالمنطقة الخضراء وفي الوقت نفسه يصلًون ويصومون في البيوت المغصوبة التي ليست بيوتهم ويستغلون بل ويسرقون أموال الشعب ويحولوها الى حساباتهم المصرفية في بنوك العالم المختلفة أو الى شركات وعقارات وفلل في عواصم العالم ويتنعمون بهذه الأموال والعقارات هم وعوائلهم ومقربيهم على حساب آلام الشعب ومعاناته وعوزه وفاقته ويكذبون على الشعب ويخدعونه متخذين من الدين وسيلة لتحقيق مآربهم وأهدافهم وزيادة أموالهم وعقاراتهم وشركاتهم وتضليل البسطاء والسذج من الناس الذين وثقوا بهم وصدقوهم ,فأي دين هذا الذي يسمح بالسرقة وأي سرقة هي ليست سرقة شخص أو مجموعة أشخاص إنها سرقة شعب بأكمله , وأي دين يسمح بالخيانة خيانة الشعب والوطن , وأي دين يسمح بالكذب على الناس وخداعهم وأي دين يسمح بإذلال الشعب وتجويعه وإفقاره وتهجيره وسلب حريته وعدم تقديم أبسط الخدمات له وانتهاك حقوقه وقتله وتشريده , لا ديننا الإسلامي ولا أي دين آخر يسمح بذلك إلا دين المتأسلمين الذين اتخذوا من الدين وسيلة لتحقيق مآربهم وأهدافهم الشيطانية فكذبوا وخانوا وغشوا وزوروا وسرقوا وأفسدوا وقتلوا باسم الدين, وإذا كانت صلاة هؤلاء لا تنهاهم عن الفحشاء والمنكر وإذا كان صيامهم لا يذكرهم بجوع وعطش الفقراء ومعاناتهم وإذا كانوا يحللون أموال السحت والسرقات وإذا كانوا يعتبرون الكذب والخداع شطارة والخيانة والفساد مهارة واستغفال البسطاء فهلوة واستغلال الدين لتحقيق أهداف ومكاسب شخصية وفئوية مشروعاٌ فعلى الدين السلام ,لكن يا أيها المتأسلمون إنكم تدركون جيداٌ قبل غيركم إن الدين أسمى وأرقى من أهدافكم الخبيثة ومن ممارساتكم الشيطانية واتخاذكم الدين وسيلة لتحقيق غايات دنيوية باتت عملية لا تنطلي على أبناء الشعب العراقي الذين عرفوا غاياتكم وخبروا أهدافكم ونواياكم وكشفوا مخططاتكم فاعتبروا أيها المتأسلمون قبل فوات الأوان وعودوا لرشدكم وتخلوا عن ممارساتكم التي عرفها القاصي والداني من أبناء شعبنا واتركوا عباءة الدين ولباس الدين ولحى الدين لأهل الدين ولا تسرقوا الناس باسم الدين وتكذبوا عليهم بسم الدين وتخدعوهم باسم الدين وتحرموهم باسم الدين وتخونوهم بسم الدين وتسحقوهم وتجوعوهم باسم الدين وتقتلوهم باسم الدين ولا تتستروا بالدين لتحقيق أهدافكم السياسية الذاتية والفئوية الخبيثة عل حساب الشعب مصالح والوطن فالدين قيم ومبادئ وأخلاق وممارسات سامية وراقية قبل أن يكون عبادات زائفة و ممارسات دخيلة وأزياء تخفي تحتها عورات وبدع وممارسات ومحرمات ما أنزل الله بها من سلطان.
مقالات اخرى للكاتب