سمعت من ابي مقوله وهو المسكين سمعها من احدهم يقول (ياتي زمان على الناس لا يشعرون بسنينهم لانها تمر بسرعة عليهم) الحقيقة اليوم وفي ضل كل هذه التطورات الهائلة على المنظومة البشرية تكنلوجيا وعلميا جعلت الايام تمر بسرعة ليس لأن الايام شذبت ساعاتها وأصبحت اقل من 24 ساعة لا ابدا بل اصبحت الايام تمر نتيجة وسائل الهاء اليومية التي يعيشها ذالك الجسد البشري دون شعور بمرور ساعاتها فاليوم يبقى يوما والاسبوع هو سبعة ايام والسنين كذالك ..
بعد مرور اكثر عشرين عام على سماعي تلك لمقولة من ابي رحمه الله اكتشفت ان هذه المقولة لا تنطبق على عامة البشر فهي من الممكن ان تكون كذالك عند الاثرياء الذين يمتلكون الاموال وباي طريقة كانت وهؤلاء كل ساعات الراحة متوفرة لديهم فهم من الممكن ان يجلسو عشر ساعات يمرحون ويرقصون وتلعب على اكتافهم الغواني فتمر الساعات لديهم مرور الثواني ولا يشعرون بها او الذين يسافرون وبحكم مقدرتهم المادية المليارية بارقام اهل العراق التي لم يرثوها من اباءهم بل سرقوها من قوت الشعوب بعد ان جاء بهم الزمن وبواحدة من غفلاته ليتسيدوا على الفقراء ويصبحوا هم
كل شيئ فهؤلاء اكيد لم يشعروا بالايام لأنهم كانوا في فترة ما من نفس الزمن يعدون ويحسبون الساعات لحضور دعوة احدهم لأن بطونهم خاوية خمصى وحساب الايام ثقيل اذا بدأت بحسابه من اصغر وحدة زمنية وعندما تعد وتحسب الثانية التي منها تولد الدقيقة ومن الدقيقة تولد الساعة الواحدة ومن الساعة تولد الايام ومنها الاسبوع ومن الاسبوع تاتي السنين بالضبط هذا الترقب وقتل الوقت الذي لا يسير يشبه كمن يحكم عليه بالسجن المؤبد في زمن الطغاة وفي يومه الاول وقبل ان يقدموا له أي وليمه سادية من السجانين يبدأ بحسابه للايام ويفكر متى يخرج لينصحه نزيل بقربه قد
سقطت ثناياه وبانت عظام فكه وينصحه لا تعد ولا تحسب حتى لا تصاب بالسكري دع غيرك يعد لك الايام ويبدأ مشوار العذاب الازلي اليس انت في زمن الطغاة ...
انا تأكدت ان هذه المقولة لا تنطبق على الجميع فالساسة اليوم العراقيين والذين هم على دفة الحكم وهم انفسهم رايناهم منذ اليوم الاول للسقوط ومنذ مجلس الحكم هؤلاء السادة ربما لا يعلمون اننا ومنذ سقوط النظام سندخل في الثالثة عشر أي مضى على مجيئهم ثلاثة عشر سنة لكن اسال احدهم وقل له انت منذ دخولك للعراق ومنذ يومك الاول والى هذا اليوم مرت عليك كل هذه السنين ونصفها او ربعها يقول لك عجيب ما أسرع مرور الايام عجيب هل من المعقول هذا الايام تمر بهذه السرعة ويتركك ويذهب الى تلك المراة في البيت الامبراطوري الذي يسكنه هو وهو غير مصدق بعد ان كان
يسكن على قارعة الطريق في السيدة زينب في دمشق او طهران او قم بلا مأوى حفاة شبه عراة يعملون بارذل الاعمال مع احترامي لكل المهن الشريفة فتلك الايام التي مرت على ذالك المسئول التي تسير الهوينا ولا يمر يوما الا وقد اخذ منه مأخذا شرسا او رسم على وجهه شارع من التجاعيد القاسية وهو يبحث عن لقمة يسد بها رمقه فهو ليس مستعدا الان ان يقارن بين سرعة مرور تلك الايام وما عليها الان وهو يتمتع بكل مالذ وطاب من خيرات ابناء المساطر الذين يطردون اليوم من تجمعات البحث عن لقمة عيشهم في قوارع الطريق نتيجة تخبط هؤلاء السياسيين في سياساتهم ...
تأكيدي هذا جاء عن قناعة ان هناك الكثير من الناس تمر بهم الايام ثقالا مهالا لا تابه لهم تجبرهم على ان يحسبوا ثوانيها ويعدوا دقائقها وساعاتها ليس ليذهبوا بعد ثمان ساعات او عشر ساعات ليرقصوا او يذهبوا لمطعم او محفل لا ابدا ابدا بل يعدوا الساعات تلك ليستلموا اجرهم اليومي من رب عملهم وهم يبيعون جهدهم على الاثرياء كعمال بناء او تنظيفات فالذي يحمل على كتفه كيس من الاسمنت يزن 50 كيلوا ليذهب به الى الطابق الرابع لعمارة احدهم يكنى بالمناضل كم برايك هي سرعة الوقت التي تمر عليه وهل هي نفسها واحدهم جالس في احد المكاتب وهو في اجتماع وامامه
(صينية) من الفواكه الاجنبية ليرسم سعادة ذالك العامل ويجعله يعد الايام مثل ما يعدها هو وكيف يشعر به ومتى وبعد كم من الساعات او الايام هل سيحث الخطى ذالك السياسي لأنقاذ ذالك العامل وبحساب أي من الساعات سيعمل بحساب ساعات العامل ام بحساب ساعات الاثرياء ,,,
او هل ان الذي يعيش في شهر تموز العراق ويبحث عن نسمه هواء وينتظر الطاقة الكهربائية وساعات القطع المبرمجة وهو يخرج من عمله في الساعة الثالثة ظهرا وبمرتب لا يوصله لمنتصف الشهر هو نفسه يعد الساعات الاربع الاتيه بالكهرباء شبيه بذالك الشخص الذي يتقاضى راتبا يتجاوز العشر ملايين ويتنعم بالكهرباء واحدث مكيفات الهواء واذا نام تبان بطنه كمن به ورم عضال لكبر تلك البطن واذا سالت ذالك السياسي كم تحتاج بربك لتصلح الكهرباء بعد هذه السنين ياتيك ربما الجواب نحتاج الى مثلها من السنين نطقها لا يهمه الرقم لأن السنين التي مرت بالنسبه له اذا بقى في
منصبه تمر مرور الرياح لكن عندي وعند ذالك العامل الذي يخرج يوميا صباحا الى ساحة الطيران عندنا دهر وليس ثلاث عشر مرت على غيره ...
اذن ولنأخذ مثلا قاله الاباء عن الاجداد (اللي ايده بالماي الحار مو مثل اللي ايده بالماي البارد) (او ناس تاكل دجاج وناس تتلكه العجاج) والامثال العراقية كثيرة قيلت منذ ردحا من الزمن لكن الكثير منها ينطبق على العراق اليوم ...
عليه سننتظر عدد من السنين لتصليح واعادة الكهرباء والقضاء على الارهاب واستتباب الامن السنين سيمرن على العراقيين ثقالا لكنهن سيمر على ساستهم خفافا .
مقالات اخرى للكاتب