عوامل انحطاط المجتمعات بمجملها عوامل لا اخلاقيه وكلها مترابطه مع بعضها البعض بشكل وثيق جدا لانها جميعها تنهل من منهل واحد ولكن المخيف والمرعب في الموضوع هو ان هذه العوامل بمجملها تتستر تحت مسميات اخلاقيه وشعارات براقه ومغريه محدثة تداخلا غير طبيعي يصعب على المواطن البسيط ان يرى جانبه الحالك في السواد نتيجة للطلاء غير المسبوق المعمول من قبل مافيات الارهاب والفساد.......
وقد ابتليت مجتمعات العالم الثالث وبعضا من مجتمعات العالم المتقدمه بهذين الرديفين المتناغمين ( الارهاب والفساد) ولكن بدرجات متفاوته ابتداءا من الدول الناميه (العالم الثالث) وصعودا الى دول اكثر تقدما ولكن نال المجتمع العراقي حصة الاسد من هذين الرديفين المتناغمين لابتلائه منذ سنين طويله بانظمه دكتاتوريه اسست من اجل بقاءها في الحكم لحروب متعاقبه داخليه وخارجيه ودوليه اضافة الى ان بعضا من تلك الانظمه كانت عباره عن منظمات سريه تمتهن الارهاب المنظم تحت ستار السلطه والدوله والنظام الرسمي والحزبي الا ان الاكثر وقعا وجلبا لمافيات الفساد والارهاب لتعشعش في المجتمع العراقي هي افرازات تلك الحروب المتتاليه منذ تاْسيس الدوله العراقيه الى يومنا هذا ......
وبعد سقوط النظام الصدامي ومجئ قوات التحالف الدولي تحت مسميات التحرير والاحتلال الى العراق اضافت عاملا اساسيا وفعالا من عوامل الارهاب والفساد بعد ان تم تدمير البنى التحتيه للبلد واعادته الى القرون الوسطى واذا كان الارهاب متخفيا في السابق تحت مسميات كثيره لكنه بعد عام 2003م كشر عن انيابه علنا وبداْ بافتراس الغث والسمين وفي جميع الاتجاهات وبلا اية رحمه او شفقه او قيم اخلاقيه وانسانيه ومعه وجنبا الى جنب بداْ الفساد المالي والاداري والاخلاقي ينخر في جسد هذا المجتمع المبتلى وبلا ادنى رحمه اوشفقه حتى صار العراق مرتعا خصبا لاقوى واشرس مافيات الفساد والارهاب في الشرق الاوسط بل وحتى في العالم ان لم اكن مبالغا في الوصف .....
واليوم وببركات هذين الرديفين المتناغمين (الارهاب والفساد)( ينعم) العراق بوضع لن يحسد عليه من حروب وقتل بالجمله وتدمير لامثيل له للاموال العامه والخاصه ولما تبقى من بنى تحتيه لم يجهز عليها سابقا فقد تم بجهود (الخيرين) من قوى الارهاب والفساد بالاجهاز التام والنهائي على تلك البنى والاموال والممتلكات وبنجاح ساحق اضافة الى افرازات اخرى وخيمه وهي ملايين النازحين هنا وهناك والاف المسبيات من النساء الايزيديات والمسيحيات والمكونات الاخرى بدرجه او باخرى ......
واليوم ونحن نندب حظنا العاثر اصبحنا نلعن ذاك اليوم الذي كنا نبحث عن فسحة الحريه والعداله وكاْن الدول المحيطه بنا باموالهم ودولاراتهم قد اتوا بمسوخ الارض ليلحقوا بالعراق والعراقيين كل هذا الدمار لكي لا يفكر العراقي في قادم الايام والشهور والسنين بفسحة الحريه ابدا ويرنو فقط ببصره الى السماء باحثا له من الله عن شئ من الامان في المنافي لعل الله يزرع في قلوب الاخرين بعض العطف بهم والاشفاق عليهم ولا سيما ونحن والعالم يعيش في هذه الايام هبوطا مرعبا في اسعار البترول والذي لم ينل العراق والعراقيين منه سوى اللعنة والدمار والخراب......
اما كيف يمكن للعراقيين بكل اطيافهم ومكوناتهم ان يتخلصوا من مافيات الارهاب والفساد فلا اعتقد انه ماجاء خلال تخطيط دقيق ومتقن عبر عشرات السنين ان يعالج بين ليلة وضحاها ولكن ومع صعوبة الامر وشدته الا انه ليس مستحيلا مادام عنصر الخير والفلاح موجودا في ذوات قلة قليله صادقه من العراقيين وان صدقت النوايا فانه لابد ان ياْتي يوم يخلو العراق من الارهابيين القتله والفاسدين المرادفين لهم بحيث اصبحا وبنجاح ساحق (الارهاب والفساد) وجهان لعمله واحده مزيفه لاتقيم للقيم والاخلاق أي وزن .....
ويمكنني القول انه لابد ان يبزغ فجر بعد كل ظلام دامس حتى وان طال امده واشتدت وطاْته وكثر بلائه طالما ان بذرة الخير لم تمت مطلقا رغما عن قوة الشر وتسلطه على الابدان والقلوب والابصار وان كل ما يحتاجه العراقي
هو اولا وقبل كل شئ تنمية الوعي العام لديهم والقضاء على الجهل الذي بداْ ينتشر كالجراد ومعه بداْت الامراض تفتك بالناس هنا وهناك من جراء تلك المظالم التي لحقت بالناس وعلى نطاق واسع جدا والبدء بحملة فضح الفاسدين ومطاردة الارهابيين والمتاجرين بقوت العراقيين واموالهم وانفسهم حتى لا يبقى منهم على ارض العراق ديارا لئلا يلتقطوا الانفاس ويعدوا العدة من جديد كلما سنحت لهم الفرص في ايذاء ابناء هذا المجتمع المبتلى بهم وبمن يدعمونهم من صهاينة وعرب( حفاة وعراة الخليج) الذي اشبعوا العراقيين موتا وقتلا ودمارا باموالهم ودولاراتهم ومسوخهم الذي جاؤا بهم من اصقاع الارض ليفرغوا احقادهم واضغانهم وعقدهم بشعب القيم والحضارات والقوانين ....
واختم مقالي بالقول الثابت واليقين المطلق بحتمية انتصار الخير على الشر مهما طال امد الصراع بينهما ومهما تعرضنا الى خسائر جسيمه بالانفس والاموال والممتلكات( ولا يكذب رائد اهله ) ....
مقالات اخرى للكاتب