هل يختلف معي احد لو قلت ان المنطقة الخضراء هي اهدا مكان في العالم..هي ابعد نقطة عن مشاكل هذا الوجود الكثيرة.ففي كل مكان يسقط ضحايا وقتلى ومغدورون.لا اقول في العراق لكني اعني العالم الفسيح من حولنا.لا يوجد مكان لا يضربه اعصار او زلزال او صاعقة.كل الامكنة تخضع لغضب الطبيعة هنا مجاعة وهناك فيضان يقتل الناس بلا تمييز.في كل بقعة يوجد ما يدل على ان الدنيا فيها الشر الذي يدفع الابرياء ثمنه.ويوجد الموت الذي يسقط في شكل مبنى او عمارة او برج عالمي او ملعب كرة قدم.حتى في المصاعد يموت الناس قتلا او خنقا.كل ذلك يقع في دنيا الله الواسعة الا مكانا واحدا هو المنطقة الخضراء هذه الانثى التي ما زالت بكرا ولم تتعرض لاغتصاب من اي نوع.
اقول هذه المنطقة ولدت من نكاح لم يمر سابقا في سجل الغرائز كلها.انها جزيرة مسحورة ظهرت للعالم قبل 13 عاما وما زالت تواصل ظهورها.جزيرة هادئة جدا محمية بعين الاسلحة المعدة جيدا لحمايتها.مكان استسلم فيه الشر تماما وطرد كابليس الى خارجها.كما طرد الخير ايضا ولحق باخيه الشر الى حيث لا رجعة.
اقول مرة اخرى المنطقة الخضراء مفرغة جيدا من اية ذرة شر.لذا يعيش ساكنوها بمتعة ورغبة عجيبة دون ان يشعروا ان من حولهم عوالم يلعب الموت والخوف فيها لعبته.
حين اقرا قوله تعالى:اينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة..اشعر ان هذه الاية نزلت في تلك البقعة المسيجة بحب الحياة الذي لا يقهر.ولو ان ساكني جزيرة السياسة الخضراء استطاعوا ان يطردوا الموت الرمز الاكبر للخزف لعاشوا عيشة اخرى تشبه الحياة التي عاشها الهة اليونان الذين صاروا اليوم اساطير قد تضحكنا احيانا.
مؤقتا نجح سكان الجزيرة الخضراء في النجاة من كل لحق بنا من الآم..نجحوا في كسر انف القدر او هذا ما يظنونه لذا نجدهم مخدرون بقوة امتيازهم الذي حصاوا عليه بشكل من الاشكال.
لكن القصة ليست في هذا الامر..القصة كلها تكمن في سعادة الناس هناك في ذلك العالم الفارغ من تخبطات دنيا البشر الاخرين.لا احد يمكنه ان يزعج الرجل المدلل او المراة المدللة التي تدور في صالات وقاعات وضحكات خلقت لطبقة معينة من الناس يسمون نوابا.
دلال صنع لهؤلاء الناس الذين كانوا قبل 2003 بشرا من لحم ودم ويتحدثون عن العدالة حديث عانس لم يبق لها امل في شيء.لكن العانس وجدت عريسها بعد انتظار لكنها بدات تلعب دور الفتاة وتكذب على نفسها والناس بطريقة مضحكة.في السياسة وفي جنة السياسة نرى كذب العانس واداءها وتبرجها الفاضح.هكذا هي الحياة في محيط محمي جيدا كالقرص المرن.
اذن لا فيروس يمكنه ان يشوه عذوبة الهدوء اليومي الذي يلون صباحات جنة السياسة المطرود منها الشر والخير معا.تشرق الشمس على العالم دون ان تحمل نبا غير سار يعكر صفاء الحياة النقية المصنوعة من عجينة تختلف عن عجينة هذا الكون المبتلى بالمصائب.ان يدا صنعت مواد المنطقة الخضراء لتستحق ان تلف بالحرير.وعلى هذا الاساس اقول بكل اعجاب:ان من يعيش هناك عليه ان يدين حتى اخر قطرة من دمه لصانع الجمال الذي ابعد الشر عن حدوده.لذا يتقلب الرجل او المراة المدللة في ريش دنيا بلا خطر.يعيش في سعادة بلا شك..ويقين من صخر الامتلاك والاستحواذ.
المكان يفرض على الانسان لونه ولغته وطعامه وموته.هذه حكمة عادية.وهناك حيث السكون والهدوء يتعلم مدللو زمننا لا شيء ابدا.
مقالات اخرى للكاتب