لقد تصاعدت الأفواه من جميع الجوانب , وتصاعدت التصريحات والأقاويل , وهب أكثر من 80% من الشعب العراقي محتجين على وزارة الكهرباء وطالبوا بإقالة الوزير , لان مشكلة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة أصبحت لا تطاق . ومن خلال هذه المشكلة او المعضلة التي تفاقمت الى أزمة , مثل باقي الأزمات في البلاد , والتفكير بإيجاد الحلول , على كل مواطن من حقه ان يشارك في تحليل الأسباب وطرق الحلول تقنياً ومحيط هذه الأزمة , لان أزمة الكهرباء مؤذية بالنسبة للشعب العراقي والكهرباء شريان الحياة مثل الماء ووقود للإنتاج الوطني ورفاهية مجتمع بكل جوانبه , فالتفكير بالحلول هذه الأزمة استحقاق وطني . وتصوروا عند التحليل عن أسباب تدهور في الطاقة الكهربائية خلال الــ( عشر سنوات) التي مضت , فلم أجد سبب مقنع لدى المسئولين في الحكومة من رئيس الوزراء الى وزير الطاقة والكهرباء , بالإضافة الى المسئولين الذين يتكلمون عن مشاكل الكهرباء بأشعار جميلة و مبروزة وأنغام لا تقع على أذان صاغية . ومراراً وتكراراً نسمع من هذا وذاك أسباب غير مقنعة لا يتقبلها حتى الطفل , ولكن نبقى ونقول ربما هناك سبب تقني موجب يقنع بها الشعب العراقي المظلوم , أقولها " مظلوم " لان على مر التاريخ مستعمر من قبل قوى خارجية اي احتلال , او مستعمر من قبل حاكم دكتاتوري يطبق على شعبه أقوى الضغوط والعنف ويحرمه حتى من ثروته , ويبقى الفرد العراقي أذا كان مستعمر بسرقة ثروته او حاكم ظالم , هي نفس المعادلة بالنسبة له , فلنرجع الى موضوعنا موضوع أزمة الكهرباء , وسمعنا من بعض أفراد الشعب , ان الحكومة ليس بيدها مالية العراق , لان المالية تخضع تحت سيطرة الأمم المتحدة لان العراق تحت البند السابع , والمسئولين خجولين من توضيح هذا الأمر او طرحه أمام شعبهم , لان السياسيين العراقيين متعودين على كتم الفضائح , وطمر بعض الحقائق من سرقة أموال البلد والتستر عليه , وأجراء اتفاقيات مع المحتل الأجنبي بشكل سري , وبنود سرية لا يعرفها شعب العراقي الا عندما يقع في الورطة , وتعال يا شعب تحمل أنت المسؤولية ؟ .
هذا من جانب ومن جانب أخر أسئل أكثر أصدقائنا المهندسين وخاصة المختصين في الكهرباء والعاملين في الوزارة نفسها قدماء وجدد عن مشكلة الكهرباء ومشكلة التقنيات , ولكن 99% منهم غير مقتنعين بوجود مشكلة في الكهرباء وتقنياتها واكبر دليل هو إقليم كردستان فيها الكهرباء مستمرة وحيوية وإمكانياتهم المالية ليس بحجم إمكانيات المركز . أذن ما هو السبب ؟ وأما تصريحات وزير الكهرباء السابق ومستشار الطاقة اللاحق ووزير الكهرباء حالياً , يصرحون بوعود كاذبة , ولكن بالنسبة للسياسيين لا يؤولون الموضوع بأنها تصريحات كاذبة , بل العكس يعتبرونها تصريحات مخدرة " أي ابر تخديرية للشعب " وأما بالنسبة للسياسة الحالية ان مشكلة الكهرباء هي مشكلة سياسية .
على نمط المقولة الانكليزية الاستعمارية " جوع كلبك يتعبك " . فهذه السياسة قديمة وبالية , لان الشعوب أخذت دواء مضاد لهذه السياسة , وهي ما عادت تنفع في الوقت الحاضر أمام صبر وإرادة وعزيمة اي شعب من شعوب العالم . والتجارب العالمية كفيلة بذلك .