هناك مقال كنت كتبته عن وصفة رئيس الجمهورية ، وحقيقة ان رئيس الجمهورية تم انتزاع صلاحياته تحت سقف التوافق، والادهى ان تلك الصلاحيات صبت في خانة رئيس الوزراء.
المطلوب اليوم رئيس جمهورية بصلاحيات كاملة ، وهي صلاحيات حقيقية وليست تشريفية اخطرها واهمها صلاحية اعداد مشروعات القوانين والدفع بها الى البرلمان.
من كرسيه كراع للدستور، بامكان رئيس الجمهورية العمل على سلسلة القوانين التي تمثل الاطار الموضوعي للدولة والعلاقات بين مفاصلها.
الان .. لماذا برهم صالح
بالتأكيد ان الجانب الكردي لديه مجموعة من المرشحين الجيدين لشغل هذا المنصب، ومؤكد ايضاً ان حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، لديه بدوره مجموعة من الاسماء اللامعة التي تستحق شغل المنصب.
لكن مع الحديث عن تقلص عدد المرشحين الى مجموعة قليلة ابرزها الدكتور برهم صالح لابد من رؤية موضوعية لهذا الموضوع لاتضيف لبرهم ما ليس فيه، ولا تنتقص من المرشحين الاخرين.
برهم صالح ربما يكون الشخصية الكردية الابرز التي نجحت عبر السنوات الماضية في تشكيل علاقة متوازنة ومحترمة مع الاطراف العراقية المختلفة ، وهذه العلاقة تجسدت في ارتفاع شعبيته عربياً، لدرجة ان اسمه طرح لمنصب رئاسة الوزراء في مناسبات مختلفة.
الرجل يمتلك خبرة في التعامل مع الملفات العراقية الشائكة، ومتداخل في صلب الاليات التي ساعدت في انشاء اهم انجاز اخمد الحرب الاهلية وهو ملف "الصحوة" ، وهذا التداخل اكسبه مراناً على مستوى ادارة المؤسسات المختلفة في الوزارات التي ترأسها منذ عام 2003 ، بالاضافة الى ترؤسه حكومة اقليم كردستان.
بالطبع ، لانغفل ان لصالح علاقات وطيدة مع الممثليات السياسية العراقية المختلفة، ومطلع على كل مراحل طبخ واتخاذ القرار السياسي.
وبالاضافة الى علاقاته وسمعته الاقليمية ، فأن علاقاته الدولية المتميزة، تؤهله لشغل هذا المنصب بكفاءة.
الاجابة على سؤال مثل : لماذا نصر على برهم صالح؟ مفادها .. ان المرحلة القاسية التي نمر بها تحتاج الى استثمار طاقة برهم وعلاقاته وكفاءته في ادارة حوارات ناجحة، وقدرته على تقريب وجهات النظر، لصالح انتاج مشروع سياسي قادر على دفع البلاد من حافة الهاوية الحالية.
لا احد يدعي ان لاسلبيات لبرهم صالح، بالتأكيد لديه سلبيات، ولدى منافسيه ايجابيات ، لكن المعادلة بكل تفاعلاتها على المستويات الحزبية والكردية والعراقية تصب في صالح الرجل.