جرب شيوخ عشائر ورجال دين واكاديميون وعسكريون سابقون ومنفيون عادوا لوطنهم بعد عام 2003 حظهم في العملية السياسية ونجح منهم من نجح وخسر من خسر ، لكن رجال الاعمال لم يجربوا حظهم ويدخلوا الانتخابات بل ظلوا يخافون على مستقبلهم الاقتصادي واموالهم سواء في الداخل والخارج ، ما فوت فرصا كبيرة على الشعب العراقي في ان يستفيد من نشاط هؤلاء الاقتصادي داخل العراق ويقدم رؤى ومشاريع جديدة للتنمية الوطنية .
اغلب رجال الاعمال والتجار العراقيين نقلوا اموالهم الى الخارج بسبب ما اصاب البلاد من دمار واضطراب امني ولم يعد كثير منهم لانهم لم يجدوا الحماية الحقيقية لهم ففات على الشعب الكثير من نشاط هذه الاموال فيما لو تم استثمارها في تنمية وخدمة العراق ، بل ان دولا اخرى استفادت من هذه الاموال العراقية .
اليوم يسعى بعض رجال الاعمال الى طرح مشروع سياسي للدخول في الانتخابات ودعم كتل سياسية لخوضها املا في ان يجدوا قاعدة برلمانية من نواب عراقيين تدافع عن مصالحهم وتحميها ، وفي هذا تطور كما اظن في الذهنية السياسية العراقية في ان تجد اناسا يفكرون في تطوير العراق واعادة تلك الاموال الى البلاد وتنمية الوطن ومكافحة البطالة وتحديث البنى التحتية وخلق نهضة اقتصادية وعمرانية كبيرة .
هؤلاء الاشخاص من سياسيين يحملون خبرات انتخابية ومن رجال اعمال يمتلكون اموالا وخططا للتطوير بحاجة اليوم الى راي عام عراقي يقيم هذه البادرة التي ربما تكون الخطوة الاولى في خلق طبقة تكنوقراط عراقية قادرة على الفعل السياسي في اجواء توصف بالديمقراطية ، وتسهم في نزع فتيل الحزبية من المشهد لتحيله الى الانجاز اليومي على كل الاصعدة ، بعيدا عن حروب الصفقات السياسية او نزوات بعض القادة الضيقة التي تريد الاحتفاظ بالزعامة والسلطة على حساب التنمية والابداع والتطوير .
العراق اليوم يحتاج عطاء ابنائه كلها الاكاديمية والاقتصادية والمالية والثقافية لاحياء النهضة الحضارية ، والالتفات لهموم الناس التي لم تتمكن الاحزاب طيلة السنوات الماضية ان تقدم لها الحلول والشفاء ، فتراكمت وتكاد ان تتحول الى اورام مجتمعية يعصب معها العلاج .
العراقيون اليوم مدعوون لتقديم وجهة نظرهم في فسح المجال لرجال الاعمال لدخول المعركة الانتخابية مثل كل الاخرين ، ولكي لا تكون حجة ابتعادهم عن العراق او خوفهم من الوضع الامني حجة في حرمان الناس من اموال ابناء البلاد في تنمية واقعهم ، انه راي قابل للنقاش ومن حق الجميع ان يقول ما يريد .
مقالات اخرى للكاتب