ربما تتحول الانتخابات المقبلة الى محرقة تأكل اخضر العراق ويابسه ، ولن يكون في جديد جديدها سوى تكرار وجوه ، وفساد متراكم ، وورم بيروقراطي ، وحزبية وهمية لا اساس لها في مفهوم الاحزاب سوى ( الشللية ) التي ستحمل هذا الاسم .
سأنقل صورا مما يجري خلف الكواليس في تشكيل الكتل السياسية لعل بعض العراقيين يعذرني في اختيار هذا العنوان الاستفزازي الذي يتصور بعضهم انه تحذير بقدر ما اقصد فيه التنبيه للاختيار الافضل ، ليس بمفهوم الافضل لدى الكيانات المشاركة فهي تعتبر ما لديها هو الافضل ، بل باعتبار ما يتمناه الناس كجسور للوصول الى أمانيهم واقلها بلاد بلا فساد ووساطة وكذب وانهيار امني وخدمي .
الصورة الاولى .. مجموعة تصف نفسها بالسياسيين لديها وزارت في الحكومة الحالية اقتربت من بعضها بعد طول صراع وشتائم تغنت بها الفضائيات لفترة ليست قصيرة ، هذه المجموعة وقبل ان تبدأ بوضع البرامج للشعب لتقدمها في الانتخابات المقبلة ، حصلت على نسخة من الموازنة المالية الجديدة للعام 2014 ، لتعرف ما هي الوزارة الاكثر تخصيصا ماليا في الموازنة لكي تجاهد هذه الكتلة الجديدة في الحصول عليها ، ومن شروطها لمن ينضم اليها عليه ان يوافق مقدما بان تكون الوزارة ( الادسم ) من حصة شقيق زعيم الكتلة .
الصورة الثانية .. سياسي معروف وزعيم حزب او حركة انضم الى كتلة وواضب على حضور اجتماعاتها والتفاعل مع طروحاتها وساهم في كتابة برنامجها وما زال يواصل جهده المتفاني فيها ، يناقش ويحلل ويحذر ويستنبط ، لكن هذا السياسي المخضرم في اكثر من دورة انتخابية ، يمارس دورا خفيا اخر في كتلة سياسية ثانية وهو بانتظار تسجيل الائتلافات ليقرر الى اين سيذهب والى أي (دسومة ) انتخابية سينتمي اخيرا .
الصورة الثالثة .. كتلة سياسية تخلت عن ابطالها القدامى وبدأت البحث عن جدد ، ووضعت لائحة شروط لمن يدخل اليها ويتنور بنورها الوهاج ومن بين الشروط .. ان لا يطالب بمنصب ، ولا يطالب بمساعدة مالية ، وان لايناقش قرارات الكتلة التي يحددها الكبار وعليه ان لا يفكر بترك الكتلة اذا ضاقت به الدنيا بل يخضع ويخضع ويستجيب حتى يأذن الله له او يأتيه اليقين ، المستغرب ان من وضع الشروط من قادة الكتلة ليس عليهم جناح في ما يفعلون وهم غير ملزمين بما بالخضوع لهذه الشروط .
هذه الصور من كواليس ما يجري وللشعب ان يتصور كيف ستكون الامور ، والاموال الكبيرة تتدفق من جهات عدة لتغطية نفقات المرشحين الذي ربما سيكون البرلمان بانتظارهم ليدافعوا عن الشعب ، فهل هناك من يتوقع ان هناك من سيدافع عن ( الشعب ) .
مقالات اخرى للكاتب