اقتربت نهاية الدورة البرلمانية ولم يبق سوى خمسة أشهر ليأتي البرلمان الجديد، وكانت اجازات البرلمان اكثر من جلساته ، وسفرات رئيسه اكثر من بقائه في بغداد ، وقوانينه المعطلة المتبقية في الرفوف اكثر مما تم التصويت عليه ، وكان صورة لكساد الديمقراطية وعدم نفعها في انتخاب من يمثل الشعب لينهض به ، ومع كل هذا فان رئيس البرلمان حتى الان لا يريد ان يعترف بفشل المهمة البرلمانية خلال السنوات الثلاث والنصف التي مضت .
العراقيون وبعد تجربتهم مع البرلمان الحالي يدعون الى تغيير الوجوه في الحكومة والبرلمان وانتخاب نواب جدد ، بل هناك من ذهب الى عدم انتخاب من قضى دورتين في البرلمان انطلاقا من فكرة عدم تمديد الدورات الحكومية والبرلمانية الى ثلاثة ، وهو شيء يمكن ان يكون نافعا في بلد حضرته الديمقراطية بصورة مفاجئة ومن مدة قصيرة حتى انها للان لم تبلغ الحلم وسن الرشد .
الناس وهو يرون فضائح ومعارك بعض البرلمانيين يستغربون من طريقة الاداء بل ان بعضهم يتمنى ان لا يكون هناك برلمان بهذا الحجم والامتيازات والمدة لكي لا يكون الاسراف البرلماني اسرافا يأكل من لقمة خبز الناس البسطاء .
ولا يخفي العراقيون احباطهم ويأسهم من البرلمان الحالي الذي ستنتهي ايامه دون ان يحفل باستجواب مسؤولين رغم ما يشاع ويقال عن الفساد في العراق ، واضطراب الامن والخدمات وانهيار البنى وانتشار الفشل الذي بلغ به الورم الى ان يكون مظهرا من مظاهر الحياة اليومية ، فلا تحقيق ولا استجواب ولا عزل او محاسبة رغم ان مهمة البرلمان رقابية بالدرجة الاولى .
الغريب ونحن نتقدم نحو الانتخابات البرلمانية الجديدة يسارع بعض النواب الى تشكيل كتل جديدة ، مثلما يسارعون الى تصنيع دعاياتهم عبر اساليب ساذجة ، فيعتقد البعض ان ظهورهم في شاشات التلفزيون خلال هذه الايام هو ما سيعيدهم الى قبة البرلمان .
وبدأت انا وغيري من الناس نرى وجوها برلمانية لم نسمع بها من قبل على الرغم من زعمي باني احد اكبر المتابعين العراقيين لامور السياسة والاعلام ، وحقيقة فوجئت خلال الايام الماضي باعضاء برلمان لم نسمع لهم طوال السنوات الماضية همسة او كلمة بل حتى لم نر إشكالهم البهية حتى اقتربنا من موعد الانتخابات المقبلة فظهرت صورهم وبعض ملامحهم .
البرلمان العراقي الذي لم نسمع من رئيسه الكثير ايضا وغيابه المستمر في كل الظروف الامنية والسياسية والبيئية والمناخية المضطربة ، سوف نسمع له قريبا صولات وجولات وتصريحات تمهد للانتخابات المقبلة ، ولكن هل سيسمع الناس حقا ويصدق البسطاء ويعيدون انتخاب من لم يروا منه شيئا مذكورا ..
مقالات اخرى للكاتب