لو أحسن المنتخب السعودي التعامل مع الهجمات التي حصل عليها خلال الشوط الثاني من مباراته أمام منتخبنا لتمكن من الخروج فائزا بنصف دزينة من الأهداف. مَن يحاول أن يتجاوز هذه الحقيقة فما عليه الا العودة الى شريط المباراة ليراها بعين أخرى تختلف عن العين التي شاهد بها المباراة بالنقل المباشر فالشد العصبي الذي يطغى على المشاهد ربما يغيبه عن الحالة الحقيقية لوضع المباراة وهو الأمر الذي حصل معي مثلا، وحينما شاهدت المباراة مرة ثانية حمدت الله على الخسارة بهدفين فقط. بالحقيقة ينطبق على حال منتخبنا في هذه المباراة القول العراقي الشائع: " صرنه سينما ببلاش" . هذا هو ما كان عليه حال منتخبنا في المباراة المصيرية التي جمعتنا بالمنتخب السعودي ضمن مباريات تصفيات كأس آسيا. لقد خسرنا بارادة المدرب حكيم شاكر واللاعبين جميعهم من دون استثناء بدءا من الحارس محمد حميد وانتهاء بالمهاجم يونس محمود، ذلك اللاعب الذي بالرغم من خبرته الطويلة في الملاعب لازال يمارس طرق المبتدئين داخل الملعب ومنها حالة التمثيل التي حاول فيها خداع الحكم ونال عليها البطاقة الصفراء، وهي ليست المرة الأولى التي يفعلها وينال عليها هذه البطاقة. خسر منتخبنا بسبب تخبط حكيم شاكر الذي وصل الى ذروته في هذه المباراة، إذ أنه لم يستفد من درس الخسارة الأولى أمام المنتخب نفسه بالرغم من أن الفترة الفاصلة ما بين المباراتين وصلت الى أكثر من أربعة أسابيع. تخبط حكيم كان واضحا في عملية استدعاء بعض اللاعبين وزجهم في التشكيلة الأساسية فهل كان مخطئا بعدم استدعائهم في المباراة الأولى وزجهم فيها؟!. وكذلك تخبطه في ابعاد بعض اللاعبين ومن بينهم مَن شارك أساسيا في المباراة السابقة، والسؤال نفسه ينطبق على هذه الحالة. وتخبطه كان واضحا في اختيار التشكيلة المناسبة، إذ لا نفهم مطلقا اصراره على سيف سلمان فيما أبعد سعد عبدالأمير وهو اللاعب الذي صال وجال في المباراة الأولى، وما معنى اشراك اللاعب مهند عبدالرحيم في منطقة لا تتناسب مع امكاناته الفنية. ضعف الاتحاد بقيادة "السعودي جسدا وقلبا" ناجح حمود تسبب في الخسارة أيضا وذلك حينما توافق مع عنجهية حكيم شاكر في عدم استدعاء اللاعبين المغتربين مثل أحمد ياسين لأسباب شخصية، وليست فنية، وكذلك اللاعب ياسر قاسم وغيرهما من اللاعبين الذي يستحقون تمثيل العراق " غصبا " عن ناجح ووليد طبرة وغيرهما لمستواهم الفني الأعلى من أغلب تشكيلة حكيم الأساسية أولا، ولعراقيتهم الخالصة ثانيا. ضعف خبرة وامكانية حكيم الفنية التي لا تتناسب مع مباريات بهذا المستوى كانت واضحة المعالم للاسباني لوبيز كارو مدرب المنتخب السعودي الذي تمكن من التحكم ليس بالخطة التي أراد أن يلعب بها المباراة حسب، بل أنه تمكن من جر حكيم شاكر ولاعبيه الى ما يبتغي وهو الأمر الذي تجسد في اجبار منتخبنا على اللعب بطريقة مكشوفة، يتيمة، تمثلت في الاعتماد على الكرات الطويلة التي كانت أغلبها تصل الى مدافعي المنتخب السعودي وقليلها يصل الى يونس محمود الذي أما أن يتعثر بها فتضيع، أو تقطع منه بسهولة. ضعف امكانيات حكيم التدريبية تجسدت في عدم وصوله الى الحلول المثلى أثناء سير المباراة، ليس خلال هذه المباراة حسب، بل كان واضحا في المباراة الأولى أيضا وظهر ذلك من خلال تبديلاته غير المجدية، لاسيما في توقيتاتها. عدم وجود كادر تدريبي مساعد بامكانات عالية مع المدرب الأول ساهم أيضا في هذه الخسارة والتي سبقتها. هنا لا نطعن بقدرات عبدالكريم سلمان، لكننا نجد أن المهمة بحاجة الى خبرة تدريبية لا تتناسب مع خبرته التدريبية، أما المساعد الآخر صفاء عدنان فذلك يعد سابقة في تاريخ المنتخبات العراقية، إذ ليس من المعقول أن يتم اختيار هذا المدرب الشاب في مهمة كبيرة تتمثل في ضمه الى الكادر التدريبي لمنتخب العراق الوطني. على أية حال خسرنا المباراة وربما البطولة كلها وهنيئا لناجح حمود الذي فرح جسدا وقلبا للمنتخب السعودي .. وهنيئا للعراق بهكذا رئيس للاتحاد العراقي لكرة القدم.