العراق تايمز ــ كتب عمر الشاهر: عندما كتبت عن تغلغل "داعش" في ثنايا "ثوار العشائر"، مطلع العام الجاري، كنت أتلقى سيولا من الشتائم التي تبرئ هذه "الثورة" من كل دنس..
مرة قلت إن مقاتلي العشائر ربما لا يمثلون شيئا في إحدى المناطق الساخنة التي تقع بين الرمادي والفلوجة، قياسا بقوة "داعش"، وذلك استنادا إلى عديد المصادر الميدانية، ولكن هذا "البوست" أثار غضب "الثوار" وأنصارهم، فشتموا وهددوا، حتى نصحني بعض الأصدقاء بترك الكتابة عن هذا الأمر، ما دامت تثير هذا القدر من الجدل..
استجبت "مؤقتا" لهذه النصيحة، لكنني عدت الى الكتابة مجددا.. وخلال الشهور اللاحقة، بات الحديث عن "الثورة" يمثل "نكتة"، في ظل هيمنة "داعش" على كل تفاصيل ما كان يدعى "الحراك السني"..
والآن.. بعدما أثبت "داعش" أنه القوة الوحيدة المهيمنة على "الأراضي السنية".. أين هم الثوار؟
اطرح هذا السؤال، وأنا أفكر في حديث أدلى به مؤخرا أحد أبرز رموز "ثوار العشائر"، متحدثا عن الاستعداد لـ "مقاتلة داعش"، بعد "انحراف الثورة" بسبب "خطط المالكي الخبيثة"..
لا يمكن نكران أثر "السياسيات الغبية" التي انتهجتها الحكومة السابقة في تعاملها مع "القضية السنية" في العراق، ولكن هذه الأخطاء جرى استغلالها بشكل بشع من قبل "رموز" سنية، لتحقيق غايات نفعية، وإن تطلب ذلك أن تسيل أنهار من الدماء..
إن كانت هناك حاجة لـ "ثورة سنية" فهي تتمثل في هذه اللحظة، من أجل تطهير "المحافظات المنتفضة" من "الغرباء"، وليكن ذلك مدخلا لتصحيح "مسار الطائفة" في طريقة تعاطيها مع عراق ما بعد 2003.. شرط ألا ننسى "تغيير الوجوه"، فثمة شخصيات سنية "معمرة" تلونت لتتماشى مع السياسات المتخلفة والمتقاطعة.. حتى فقدت صلتها بـ "الشارع السني"، ولم تعد تمثل حتى العوائل والعشائر التي تنتمي إليها..
على السنة الآن، أن يسخروا جهدهم لتوحيد موقفهم، وتحديد أولوياتهم، والاستفادة من التوجه العام، داخليا وخارجيا، لمساعدتهم، وتحويل كل ذلك إلى زخم ميداني، يعيد صياغة شكل وجودهم في هذا البلد..