زميلنا الرائع والشـهـم (أبا اركان) استحصل موافقة الجهة المعنية في الوزارة لكي يقيم دورة تعليمية وتطورية عن موضوع اثر العلاقات العامة في النشاط السياحي ، وانضم إلى تلك الدورة عـدد لاباس من الموظفين ، وكانت المحاضرات التي ألقاها بنجاح منقطع النظير (أبو اركان) غنية بالمعلومات وعلى مدى أسبوع ، كجزء من إعادة المعلومات والاطلاع على أخر المستجدات في هـذا الجانب وتأهيل العاملين في أقسام العلاقات والإعلام في المرافق السياحية ، ورغم الجهد الإضافي المثابر والمخلص الذي بذله زميلنا ، فـانه لم يحصل على أي نوع من كتب الشكر والتقدير والثناء ، ليكون حافزا قويا له وللآخرين مستقبلا . لكن مـع ذلك راودتني فكرة تنظيم دورة مماثلة تتعلق وتختص بدور الإعلام في النهوض بالقطاع السياحي ، لكني متردد نوعا ما في الإقـدام على خطوة كهذه، وذلك لأسباب كثيرة يأتي في مقدمتها إن اغلب العاملين في مجال القطاع السياحي من غير ذي ( الاختصاص القطاعي) ، بمعنى إن الإعلام السياحي ينبغي أن يضم في قطاعين اثنين معا لكل قطاع اختصاص هما : قطاع الإعلام و قطاع السياحة ، لاسيما ونحن نعيش عصر الاختصاصات فلا مبرر لأحد مهما كان ، أن يتطفل على ذوي الاختصاص في حقول المعرفة المختلفة والمتشعبة . فالسياحة بوصفها ظاهرة إنسانية متميزة كونها صناعة وتجارة وثقافة حيوية تجسد روح التقارب وآفاق الانفتاح على الآخر والاطلاع على ثقافات الشعوب ومظاهرها الحضارية ، السياحة سلعة تخاطب الميول الإنسانية وتتسم بالشفافية والذوق الرفيع ، وتمتاز بالتغيير العملي المستمر نحو الأفضل دون توقف عند حـد معين ، وتقدم هـذه السلعة بثوب جديد مناسب ولائق تستند إلى التخصص العلمي الدقيق من خلال توظيف العناصر والملاكات غير التقليدية .أما الإعلام فهو جهد ونشاط (فكري) يسهم في صياغة وتوصيل مختلف المعلومات الإنسانية والتوجه نحو الرأي العام عبر وسائل وقنوات متنوعة . وان التزاوج و التداخل بين القطاعين أو النشاطين يتعين أن يكون بذات الوعي للوقوف الجاد والأمثل على ابرز مواصفات ومتطلبات (الإعلام السياحي) الذي يفي بالأهداف والأغراض السياحية المرسومة و المحددة وفق منظور علمي سليم يواكب مسيرة تطورات أداء الفعل السياحي اليومي المطلوب، مبنية على أسس ومفاهيم خاضعة لعوامل العرض والطلب في إظهار وتسويق السلعة السياحية (الرئيسية والثانوية) بأسلوب رشيق متطور واسع الثراء وبإبعاد اقتصادية وثقافية وحضارية ، كذلك يقع على عاتق الإعلام السياحي مسؤولية جسيمة في بناء وتدعيم العقلية السياحية للأفراد والجماعات ، وهـو ما نفتقده اليوم في مسيرة إيصال المعلومات و البيانات والحقائق عن المنتج السياحي الذي يهم المستهلك النهائي على وفق ما هـو معروض و واقعي يؤمن وتائر ومعدلات متصاعدة للإقبال على الطلب السياحي المنشود .
مقالات اخرى للكاتب