في حياة كل عراقي مشكلة صعبة هي مراجعة دائرة حكومية من اجل انجاز معاملة متاخرة..نعم هذه محنة كبيرة تشغل بال اي انسان لان الروتين والازدحام يصيبان حتى النبي عليه السلام ايوب بالملل.انا لا ابالغ فهذه حقيقة نراها كل يوم ونلمسها كما لوانها صارت جزءا من حياتنا.
لكن هل راقب احد حركة الناس الصاعدين والنازلين داخل مبنى حكومي.الحركة السريعة والنظرات الشاردة انتظارا لاكمال المعاملة.ساعات تنقضي حتى اتمام المعاملة وقد لا تنتهي.انا في الحقيقة اتحدث عن معاملات ليست فيها مشكلة تعرقل انجازها.اما معاملتي المتاخرة فقد كانت تتطلب وقتا اطول لتعلقها باكثر من دائرة.كنت افكر وانا اتوجه الى الغرفة رقم 13 بالمفاجأة التي تنتظرني..وعند مكتب صغير بدات ارى الصورة الحقيقية التي لم اتوقعها,فقد كان الشرطي اول “سيف باسم مرزة” متفهما جدا ومتفانيا في تقديم افضل خدمة للمراجعين المنتظرين في صالة الانتظار.طلب مني ذلك الشرطي الانتظار ريثما يكمل معاملتي,وكنت اتابع حركة المنتسبين من الشرطة وحركة الناس المشغولين بمعاملاتهم وهم ينتقلون من غرفة لاخرى.وما لفت نظري هو ان مدير احوال بغداد الجديدة العقيد “محمد خالد لطيف”كان يجيب عن استفسارت البعض بمنتهى الهدوء.لقد غير هذا الكرم الذي عوملت به نظرتي عن الروتين وخسارة الوقت,فشعرت بان ساعات انتظاري في هذه البناية ليست سجنا مؤقتا بل هي لحظات تنصب في خدمة النظام.
لا اظن ان احدا لا يتمنى ان يرى بلده يترقى في نظامه الاداري الذي يخفف عن المواطن بعضا من هموم معيشته.ان ما يجعلني اشعر بالقلق هو رغبة بعض الموظفين في الدوائر الخدمية التلاعب بالمواطن,فيقومون بابتكار حيل ادارية للحصول على منافع شخصية.ويبدو ان المواطن يعرف هذه النية السيئة التي تجعله يشعر بانه ضحية بكل معنى الكلمة.
ما تعلمته وانا ارى معاملتي تنجز بسهولة ان شعوري باني مضطهد وضائع في اركان بناية مزدحمة تلاشى تماما.وحين امسكت معاملتي كاملة قلت لو كانت الدولة تعمل بسلاسة ودون ارهاق المواطن فكيف ستكون النتيجة الاجتماعية لهذا الاجراء.
مقالات اخرى للكاتب