تابعت عن قرب أحداث قضية نقل الجمهور العراقي من مطار بغداد الدولي الى المنامة لمؤازرة اسود الرافدين في نهائي خليجي 21 و الامور المزرية والمعيبة التي رافقت تلك السويعات القليلة التي قضيتها في مطار بغداد الدولي اودع اصدقائي اليمنيين المغادرين الى بلدهم ، وكيف كانت تجر الامور ( بخربطة ) وعشوائية حتى تحولت صالة المطار الى ساحة للتظاهرات من قبل الجمهور العراقي المغلوب على امره وهو يردد ( دفضوهااا .. دفضوهااا .. والله شلعتوا كلوبنا دفضوها ) ، وهو يرى اصحاب الواسطات وموظفي الوزارات يصعدون سلالم الطائرات ، لا سيما موظفوا وزارتي النقل والخارجية فضلا عن موظفي الامانة العامة لمجلس الوزراء والذين خصص لهم طائرة خاصة ترأسها نائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس حسب ما ذكر لي أحد الموظفين العاملين في قسم سيطرة الطيران.
الاصوات بدت تتعالى واحلام المشجعين تبددت شيئاً فشيئاً وهم يمنون النفس في الوصول الى المنامة ليس من اجل زيارة مملكة لا يتجاوز تعداد سكانها الحقيقيين الاربعمائة الف نسمة ولا تتجاوز مساحتها منطقة واحدة من مناطق عاصمتنا الحبيبة بغداد ، بل من اجل ان يكونوا اللاعب رقم 12 داخل الملعب وهم يشجعون ويهتفون باجمل الكلمات العراقية والوطنية ويشحذون الهمم ويزيدون من الحماس والثقة في قلوب إسودنا التي افترست كل منتخب وقف امامها داخل المستطيل الاخضر .
التشوه الذي التمسته في تصرفات المعنيين والمسؤولين عن نقل المشجعين الى البحرين وضحَ لي حجم الجهل والتخلف الذي نعيشه وكم نحن بعيدون عن الثقافة والتحضر الذي تتقدم به الدول والشعوب وكم تأسفت على هذه الجماهير الغفيرة وهم يتدافعون فيما بينهم داخل صالة المطار حين توهمتْ بفقاعات المسؤولين الاعلامية وتصرفات اشباه الشياطين وذيولهم ، بعد ان قبع الالاف من الجماهير الرياضية داخل المحطة العالمية للسكك الحديد حتى ساعات متأخرة من مساء أمس الاول وفي هذا البرد القارص لاجراء قرعة وهمية افتعلتها وزارة النقل والمواصلات لذر الرماد في العيون ، حتى تظهر الوزارة بشيء من الحيادية التي لعنها كل من حضر الى صالة المطار.
حادثة رفض السلطات الامنية في مطار مميلكة البحرين ( الصغيرونة ) منح تأشيرة الدخول للجمهور العراقي ليس عذراً تتعكز عليه وزاراتنا الفاشلة وعذراً حاضراً لصناع الفشل فإن الطائرة التي اقلت ابن ( شاويس ) ومن معه من الحكوميين قد دخلت البحرين ولم تُصب بأي اذى ولم يعترضهم احد !!!.
لا أقول إن الطائرات التي أقلت العراقيين قد خلت من أي جمهور مستقل ومكرود لكن النسبة الأكبر والأضخم كانت من نصيب أصحاب الواسطات والمجاملات والمسؤولين وموظفي الوزارات السيادية كوزارة الخارجية مثلاً والذين تجاوز عددهم ال 266 موظفاً ولك ايها القاريء الكريم ان ترى حجم المأساة والذلة التي بانت على جباه الجمهور العراقي ... لا اقول سوى سلام عليك على رافديك عراق القيم فأنت مزار وحب ودار لكل الامم ... وتعساً للجهلة والمتطفلين والمشوهين ومن سار على نهج الطاغية وأعوانه وكما أسلفت إنها بحق أُم المَهازِلْ .
مقالات اخرى للكاتب