اليوم أكثر من نصف البرلمان معتصم ومنتفض . وقبل ثورة اليقظة هذه كنت قد نصحت الجميع أن يسمعوا نجاة الصغيرة ليعرفوا قيمة أن نحب من أجل من نحبهم .وحتما هؤلاء ينبغي أن يكون الشعب هو حبهم لكنهم وقبل هذه الصحوة نملك أغرب برلمان في العالم ، الكثير نوابه جالسون في بيوتهم منذ أشهر ويقبضون رواتبهم بالكامل وكأعلى معدل لراتب يستلمه برلماني في العالم .
في الفقه الشرعي ما يقبضوه حرام إذ انهم يقبضون مالا عن عمل لايأدوه ...
في الفقه الوطني ، ترى الوطنية أن من الظلم أن تستلم مالا من الشعب ولم تقدم له شيئاً...!
في الفقه الروحي يطل سؤال على وسادة هذا البرلماني في الليل :كيف تستلم راتبك ولم تصوت لتشريع ولم تطالب بحاجة الناس للخدمات والوطن لسيادة حدوده .........؟
في فقه بطاقة التموين ، سيعاتب السكر والشاي والزيت وحليب الأطفال هذا النائب بالقول :أنت تأخذ حزم دولارات وأنا لا اصل إلى جوع المواطن حتى بالغرامات .
لحل هذه المعضلة بالنسبة لي وتخلصا من حزني وغيضي وأساي والبلاد ينتهك فيها الحزن والبطالة والأمن والغذاء والكهرباء ومدن الألعاب والمهرجانات الفنية الجئ لأسمع نجاة الصغيرة تخلصا من هذا الغم الأسطوري في محنتي مع البرلمان ، فالذهاب إلى دفء صوت تشع منه طمأنينة الصوت والعطر وغرام لحظة التذكر للتخلص من هكذا هاجس مثل وصفة لطبيب نفسي وأنت تشكو أليه إن التلفاز يملي ويحشي رأسك ببرامج للنواب العاطلين بتصريحات وأفكار مكرره وماصخة ولا تفضي إلى أن تلغي قلق الفقه من بطالتهم وما يتسلمون عليها ملايين الدولارات وهم لاشغل ولاعمل ولا أي شيء سوى السبحة والاركيلة وتبديل القاط والرباط في كل محاوره حتى مل الناس الوجوه ( وطلعت أرواحهم ) فمن الغريب جدا أن يكون نوابا بمجموع أيام السنة الميلادية يسيطرون على ذائقة الأمل فينا والبلد مثل سفينة دون رقيب وربان وداعش ينهش ثلث اراضي العراق... والحكومة تقول أنها تجاهد لتكون والكل يصوب إلى جسدها سهام غيرته ونقده وشتائمه وأمنياته بان ينهار السقف على رأسها ..حتى صار مشهد تربص الأخر بالآخر ثقافة ترتدي ثوب الوطنية ، وهي حتما وطنية مريضة ..
فلا الحكومة تقبل أن تترك دفة السفينة المضطربة .ولا الآخرون يريدون أن يتركوها تمشي لقدرها وقدر العراقيين معها .
في أغنيتها الرائعة ( عيون القلب ) ترينا نجاة الصغيرة مساحة من الدفء والتسامح والرومانسية والرقة .
هي أغنية لهدوء الأعصاب والتفكير الجيد .وعليه أتمنى أن يسمع النواب هذه الأغنية في الليل حصريا في اللحظة التي عليهم فيها أن يدركوا أن آلافا مؤلفة من فقراء شعبهم يسمعونها الآن .
العشاق والمفلسون والعزاب والمعلمون والمتخرجون من الجامعة، ومعها يصنعون أحلاما جميلة لما يأتي في حياتهم عندما تكون عيون القلب مصابيحها لأيام قادمة بالهدوء والجمال والأمن والسلام والرقي والسعادة وموت الجاموستين العفنتين ( المحاصصة والطائفية )
مقترح مجنون ، وملحد ، ومبطر ، وحرام ، و( نجس ) .
ولكني اعتقده دواء لمرض وطن دون علاج حد هذه اللحظة .
ربما بعضكم سيضع أغنيات عراقية من الصميم العميق لروحنا الفائرة في دهشة الغرام على أساس مقولة اغرف من بدنك لتشبع ظمأك أو مكة أدرى بشعابها ومركتنه على زياكنه .
ولكني أرى مركة عيون القلب هي الأصلح لتذكرينا بلحظة المشاعر التي تخلصنا من أنانية المنصب والمال ولمعان أربطة العنق .
اعرف إن كلامي في هكذا هاجس هو جنون وصلافة وبطران ..
ولكني وأنا اسمع نجاة الصغيرة تغني عيون القلب يقفز في خاطري هاجس وحيد ويهتف :ترى هل يسمعها برلماني بلادي العاطلة عن العمل والتشريع وصناعة زمنا جديدا لحلم البشر الفقراء فيها .
مقالات اخرى للكاتب