لا يجد الاذكياء الذين ابتلينا بهم منذ عقد من الزمان الا وسائل الاعلام لاتهامها بكسر هيبة الجيش العراقي ...
واقع الحال ان من لايمتلك الهيبة ، لايستطيع ان يخطط في نطاق الحرب النفسية لا لتعظيم هيبة جيشه ، ولا لكسر هيبة عدوه...
فهم السياسيون ان نظرائهم السنة هم اعدائهم، ولهذا جاهدوا لكسر هيبتهم امام جمهورهم لسنوات وبكل الوسائل الممكنة... وفهم عباقرة وزارة الدفاع والداخلية ان هيبة المؤسسة الامنية في تمرير اعمال قتل خارج القانون وفي اهازيج ودعايات لاتقل سذاجة عن قناة العراقية.. فهم العباقرة ان الهيبة في ان تكذب .. وتستمر في الكذب حتى مالانهاية..
استعادة هيبة الجيش يتطلب رؤية لاذكياء حقاً وليس مجرد ادعياء ، فصنع الهيبة خليط من العوامل غير المنظورة تتداخل فيها الاوهام المدروسة بالحقائق، فالقوى الغامضة غير الواضحة تماماً هي التي تفرض هيبتها في الحروب، ونتذكر ان الحرس الجمهوري لم يكن يختلف عملياً عن الجيش النظامي، لكن غموضه والعوامل التي تختلط فيها الاوهام بالحقائق ساهم في يكون مجرد دخوله معركة ما خلال الحرب العراقية - الايرانية كفيلاً بحسمها... بل ان القوات الايرانية كانت تنسحب بمجرد قدوم امدادات الحرس الجمهوري الى المعركة.
يصر الكثير من المبتدئين الذين للاسف تؤثر اراؤهم في اصحاب القرار على ادخال حسابات ليس لها علاقة بصميم فن ادارة المعارك .. وهؤلاء ساهموا وهم يعتقدون واهمين امتلاكهم زمام المعرفة في كسر هيبة الجيش والدولة النظام السياسي ، وفي تعظيم هيبة جند البغدادي .
تعليق جثة على عمود كهرباء لايكسر هيبة عدوك، وانما يمنحها زخماً جديدا ، وتسريب لقطات لعمليات تعذيب وقتل لايسهم الا في كسر هيبتك.
الفارق مع مليشيات البغدادي ان الاخير يمارس الارتكابات الجسيمة واعمال القتل والتعذيب والانتهاك ، لكنه لايمارسها تحت سقف "الجيش النظامي" بل كعصابة مسلحة جزء من هيبتها هي ارسال رسالة الى عدوها بانها "لاترحم" .. لكن سلوك الجيش مختلف وهيبته تكمن في التزامه الدقيق بالسياقات العسكرية.
تكسر هيبة عدوك عندما تفشل جهوده المستمرة لتحويل جيشك الى مليشيات تتصرف بنفس طريقته .
لايمتلك البغدادي ولا جنوده هيبة فعلية، بل اوهام الهيبة، والامر لايتطلب سوى منهجية هادئة ولماحة ، تضرب اوهام البغدادي وتنظيمه في مقتل ... كيف؟ هذه قصة اخرى !