الهروب الى الامام هي أولى أهداف السيد العبادي في إصداره سلم الرواتب الجديد الذي ساوى بين الفقراء اصلا وطردهم الى تحت خط الفقر والتخلص من أزمة مديونية الدولة وعجزها المالي وتحت بند الإصلاحات العصفور الثاني هو اجبار الموظفين في مؤسسات الدولة كلها على الاستقالة كون الراتب الجديد لايسد حاجة الموظف الذي يستأجر بيتا وبالتالي يكون العبادي قد تخلص من عقدة الترهل الوظيفي دون الحاجة الى التفكير بتنشيط القطاع الخاص اما العصفور الثالث فهو التخلص من موظفي الرقابات الثلاث ومجلس القضاء ومنعهم من اداء واجباتهم في مكافحة الفساد وهنا نقطتين الاولى حماية الفاسدين الكبار ومانهبوه طوال سنوات الفشل لحكومة حزب الدعوة والتي سبقتها من الملاحقة والمطالبة باسترجاع الأموال منهم وهي بالتأكيد اكثر من المليار دولار التي سيوفرها قطع رواتب الموظفين النقطة الثانية هي التمهيد لحل الأجهزة الرقابية كونها لم ولن تنفذ الواجبات المناطة بها وفق القانون وهو الهدف الاخطر بالتأكيد العصفور الرابع إيهام المرجعية الرشيدة بالخطوات الإصلاحية للسيد العبادي دون خسارته تأييد المرجعية والمواطن البسيط وهناك اكبر العصافير التي خطط له العبادي وهو اذا أمضى سلم الرواتب الجديد بحجة الإصلاح وسكت البرلمان عنه بدون إصدار قانون لان القوانين لا تلغى الا بقوانين سيكون ممهدا لدكتاتورية العبادي بفرض رؤيته الإصلاحية دون الحاجة لاصدار قانون وبالتالي سيكون قادرًا على إلغاء القوانين التي تمسه شخصيا وتمس حزبه وعصابات السرقة والنهب الحكومي وحتى القيام بانقلاب على السلطات كلها وفق إصلاحاته وهنا لايمكن لأي احد ان يعترض لوجود سابقة يستند اليها العبادي بإصدار تعليمات بإلغاء القوانين دون الرجوع الى المؤسسات التشريعية والقضائية وحتى الشركاء السياسيين وعصفور في اليد خير من عشرة على شجرة الإصلاح.
مقالات اخرى للكاتب