من الواضح جدا أن الاعلام المسخر لدعم داعش قد واجهة هجمة جديدة لم يألفها سابقا لكل ما مر وهو يساير تحركات داعش وانتصاراته في المدن العراقية والسورية والمقصود هنا بالاعلام هو ما يبث من افلام هوليودية منتجة ومخرجة بحرفية قل مثيلها بل تضاهي تلك الافلام التي نشاهدها في السينما الامريكية وخاصة الفيديوات التي تبث على مواقع التواصل الاجتماعي من حرق وقتل وذبح ورعب جعلت من ابناء تلك المدن المحتلة يرضخون لقوات داعش بعد أن غلب عليهم الخوف ,, ليس هذا وحسب بل أن القنوات الداعمة التي سخرت مجهوداتها بكل ماتملك من قوة مادية وأخبار مسيسة تصب في صالح تلك العصابة هي الاخرى قد انتصرت ببثها ونشر كل ما يبعد المتتبع عن الاعتقاد بجرمية داعش وأحقيته ببناء دولته على رض العراق والشام ..ناهيك عن بعض المواقع التي اصبحت حكرا على اصحاب الشأن الاميري وأصحاب النفوذ وهم يغردون ويثيرون كل ماهو غريب وعجيب لدعم داعش وقتلة داعش ومنها الموقع العالمي تويتر الذي يتعامل مع ابناء لخليج بكثافة مقارنة مع مريدين موقع الفيسبوك الذي يرتاده العراقيون والسوريون واللبنانيين بكثرة واصبح هذا الموقع لا يقدم الكثير لخدمة المناوئين لداعش التي تبث منه الافلام ومن جهات عالمية لرعب المواطنين ..
في الاونة الاخيرة وخاصة بعد بدأ معركة الخامس عشر من شعبان معركة (كسر الارهاب ) ازدات الهجمة التويترية على الجيش والحشد العراقي واتهامه بانه يقتل ويذبح ويرعب تلك المدن المتمثلة بالكرمة والصقلاوية واليوم الفلوجة وكانت تلك الهجمات تواكب مسيرة الجيش والحشد وتحاول ان تشوه صورة المقاتل الانساني العراقي الذي يأتمر بأمر قادته ومرجعيته ويتحلى بالروح الاسلامية الحقة ,,
منذ بدأ العمليات العسكرية في غرب العراق لتحرير الفلوجة القريبة جدا على بغداد بدأ الشباب العراقي بتلقف الافلام والفيدوات من ارض المعركة وبثها على موقع الفيس والواتساب وبعض المواقع الاخرى مستعينة بالهاتف النقال المتطور الذي يحمله اغلب المقاتلين والداعمين لحرب التحرير وصار ذالك الهاتف ومن يحمله يلتقط صور غير متوقعة في تلك المدن وهو يرسم بطولات المقاتلين ومعاملتهم السمحة مع العوائل النازحة ويلتقط ايضا صور اندحار مقاتلي داعش وأستسلامهم وضعفهم وجبنهم وترسل تلك الافلام والصور اول بأول وساعة بساعة بثا حيا لتزيل الغمام عن المحاولات التشويهية وهذا بعينه ماجعل الصورة تتوضح جدا وتبين بكل شفافية مدى الهمة والاندفاع والانتصار للقوات الامنية والحشد الشعبي في تلك المدن العراقية ..
هذا التحول في نشر الحقائق لم يروق جدا لهؤلاء الواقفين بقوة خلف قوات ومقاتلي داعش فبدأوا يصورون ويبثون امورا وأحداث تمس انسانية المقاتل وتتهمهم بأنهم يقتلون ويعذبون النازحين ويهجرون العوائل ويسبون النساء بفبركة او بتدليس او بالكذب على الذقون وفعلا حصل تغير في نقل الحقائق للرأي العام العربي والمجتمعات تنظر الى تلك التحركات بعين الريبة والاتهام ضد ابناء البلد الواحد محاولة اصابة تلك الانتصارات بمقتل وخنجر الاتهامات والتجاوز على حقوق الانسان وطبعا كل هذا يجري بموازاة ما تقدمه وتكذبه الجهات الشبابية العراقية في الجانب الاخر المؤازر لقواته وحشده رغم فقرها العام وبعد الاتصال بالعالم الذي بدأ يسجل حالات جديدة لم يسجلها في المعارك السابقة وينظر لتلك التحولات ويقارن بجدية بين ما يكتب على التويتر وعلى الفيس ليبدأ مرحلة الفرز للتأكيد من صحة الحقائق والمعارك لازالت في بداياتها حتى حصل الغير متوقع من قبل الجانب الاعلامي الاخر وهو يرى توغل وتغلغل هؤلاء الشباب وعلى شكل كروبات في نشر صور الحشد الانساني والتعامل المدني والاسلامي في موقع التويتر وبث هاشتاكاته وتغريداته وتدويناته وبأعداد هجومية وصل عددها على موقع تويتر فقط 550 الف مغرد ويعتبر هذا العدد ثاني اكبر عدد على هذا الموقع واستطاع أن يفوت الفرصة ويقتل التغريدات الكاذبة مما حدا ببعض لجهات المتنفذة الطلب من القائمين على موقع التويتر اقفال الموقع او تحجيم هؤلاء الاعضاء لقاء دفع مئاة الملايين لهم لكن الحقائق لا تحجب بغرابيل الحقد .
الى اليوم والتي اوشكت ايام لتحرير في متناول اليد وتلك الهجمة الاعلامية الشبابية العراقية المسددة ترسم لوحة الانتصارات وتوضح الحقائق من قلب المعركة ,, بالإضافة الى تواجد القنوات الاعلامية الرسمية بمراسليها ومذيعيها مع تلك التحركات العسكرية وفي مناطق الموت والجحيم جعل النصر الاعلامي واحد من تلك الانتصارات ليعطي زخما ودفعا اضافيا الى هؤلاء المقاتلين وضباطهم بل اصبح المقاتل نفسه عبارة عن قناة فضائية يصور ويلتقط ويلتقي ويبث في الوقت المناسب وهو يقاتل وكأنك تعيش المعركة صوتا وصورة حية وبث مباشر يوميا ..طبعا هذا الذي يجري والذي لازال جاريا يجعل من الحرب الاعلامية التي تفوق بها الدواعش يوما قد انفلت عقالها من يده واصبح باليد الامينة المجاهدة الاخرى وهو بالمعنى العام يعني ان المدن التي يروم الجيش تحريرها والقضاء على داعش قد تسلمت الرسائل مبكرا بعد ان رأت وشاهدت وسمعت معنى بأس المقاتل العراقي وقوته وأندفاعه وأنسانيته في الوقت ذاته وهو يعني ايضا ان العوائل التي تعيش في تلك المدن الساقطة في يد داعش تعرف ان ما تعيش فيه غير مأمون ولايمكن أن يستمر وماهي الا مسألة وقت للخلاص على يد اناس اشداء قادمون لتحريرهم وفك اسرهم واعادتهم الى الحياة الطبيعية وما عليهم الا الانتفاض او التحرك او على الاقل بالتعامل مع القادم على أنه المخلص وليس كما صوره الاعلام الداعشي المفعم بالقتل والخوف على أنه الموت والدفن احياء وحز الرقاب والحرق والتنكيل والاعتداء على الحرمات
مقالات اخرى للكاتب