ظهرت قبل يومين نتائج الامتحان التحريري التنافسي الذي تم إجراءه لعشرات الطلبة المتقدمين للدراسات العليا في مجال ( اللغة العربية ) ، هـذا طبعا قبل المرحلة التالية المتمثلة في امتحان الكفاءة في مادة علوم الحاسوب وامتحان اللغة الانكليزية . حيث كانت المفاجأة المذهلة بالنسبة لي إن نسبة النجاح متدنية بالقياس إلى الأعداد الغفيرة من الطلبة المشتركين في الامتحان ، هذا وكنت قد اطلعت على نموذج الأسئلة ، فوجدتها يسيرة و مبسطة وتندرج أجوبتها تحت ما يعرف ( بالمعلومات العامة ) لاسيما ممن لديه معرفة متواضعة في جوانب علوم وآداب اللغة العربية لغير ذوي الاختصاص .
إن ضعف مستوى الطلبة وانحسار إمكاناتهم وقلة معلوماتهم ، يمثل في تقديري مؤشرا خطيرا ، ينبغي معه تنمية وتطوير مفاصل ومسارات المناهج الدراسية الحالية بشكل جاد وملموس ملائم للواقع الافتراضي ، بعيدا عن الأنماط و القوالب الجاهزة المعدة سلفا ، والتي وجدتها سائدة ومهيمنة على المواد الدراسية للغتنا العربية التي تعتز بها جميعا أيما اعتزاز .
وصادف أن التقيت قبل عدة شهور بأحدهم وهـو طالب في المرحلة الثالثة في قسم اللغة العربية – كلية الآداب ، وقد ناولني حزمة أوراق مخطوطة باليد بعناية فائقة ، على إنها أشعار مختارة كتبها في فترات متفاوتة ، ولما قرأت بعضها أمامه وجدتها مجرد خواطر وهواجس لفظية ليس إلا ، فخطر ببالي سؤال توجهت به إليه مفاده : – هل تستطيع أن تذكر لي عـدد مت الشعراء العراقيين المعاصرين ؟ فاخذ يفكر قبل الإجابة ، حتى قال لي : – ( بـدر شاكر السياب و معروف الرصافي ) ، في الحال استرعيت انتباهه إلى أن الشاعرين المذكورين هما من غير المعاصرين ، و استغربت أكثر حينما لم يتمكن من ذكر شاعر عراقي واحد أو عربي ( معاصر ) وهـو في المرحلة الثالثة في قسم اللغة العربية ، ويدعي كتابة الشعر الفصيح ، فهل هذا معقول ؟ ! وقلت في سري حالما افترقنا مندهشا : – ياترى ماذا يدرسون في الكلية ؟ ! .
مقالات اخرى للكاتب